الموت بكرامة خير من العيش في الذل
الموت بكرامة خير من العيش في الذل
يقولون عن بعضهم إنهم أقارب بعيدون، اسم أحدهم علي سعيد والآخر مايكل أنخل دياز. لقد جاؤوا من كولومبيا. مايكل يبلغ من العمر 17 عامًا، وكلاهما ولدا في عائلتين مسلمة وشيعية. يقولون أن الناس في مدينتهم كالي يحبون الإمام الحسين (عليه السلام). يقول مايكل: هذه هي المرة الأولى التي أسير فيها في الأربعين لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، وهذا يمنحني شعوراً طيباً جداً يفهم من أعماق كياني. بالنسبة لي أنا لاتيني، وتظل زيارة الأربعين لي بمثابة حلم.
ويتابع مايكل قائلاً: كنت مسلماً منذ ولادتي وترعرعت في مجتمع صغير جداً ولكنه طيب ومحب، والمجتمع الذي نشأت فيه في مدينة كالي لديه مشاعر قوية جداً تجاه الإمام الحسين (ضد الإسلام). لأنهم يعرفون الكثير عن الإمام الحسين (عليه السلام) وأيضاً الكثير من علمائنا ذهبوا إلى إيران للدراسة والعلم. وقد شارك العديد منهم في مراسم الأربعين. والحقيقة أن هؤلاء الناس شجعونا على زيارة الإمام الحسين عليه السلام رغم بعد المسافات.
ويقول عن الاستهانة بمقدسات المسلمين: إن جهل الناس الذين أحرقوا القرآن وأضرموا النار في أماكن الحج لا علاقة لهم بالدين وحرية التعبير وهذا عدم احترام لله.
أجمل صوره عن الأربعين هي وجود جنسيات مختلفة قادمة من أميالٍ بعيدة إلى العراق للمشاركة بالأربعين. ويعتبر مايكل هذا شرف كبير ومفاجأة كبيرة، فعلي سعيد ودود للغاية وربما خجول بعض الشيء، ويقول: "لا أقوم بإجراء مقابلات". لكنه في النهاية راضٍ ومسرور. وهو يتقن اللغتين الفارسية والعربية، لكنه يتحدث نيابة عن الأشخاص الذين يتحدثون لغته. هذه هي المرة الثالثة التي يجرب فيها مسيرة الأربعين. لكنه يقول عن تجربته الأولى: المرة الأولى التي أتيحت لي فيها فرصة المشاركة في موكب الأربعين، كان أمراً روحانياً جداً بالنسبة لي أن أرى مرقد الإمام علي (عليه السلام). الحقيقة أنني بكيت كثيراً في المرة الأولى. كان بمثابة حلم بالنسبة لي. التواجد بالقرب من مراقد أهل البيت وشهداء كربلاء المقدسة، وبالطبع يستمر هذا الشعور في كل مرة أزور فيها واتشرف بالزيارة وينتابني هذا الشعور الروحي، وفي كل مرة آتي إليها، يبدو الأمر كما لو كانت هذه هي المرة الأولى التي أزورها واتشرف بها.
ويواصل علي قائلاً: بصراحة، أريد أن أدعو جميع مسلمي العالم للمشاركة في هذا الحدث العظيم. لأنه مذهل. وعليهم أن يروا أن المسلمين موجودين في كل ركن من أركان العالم لاستقبال محبي الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل البيت الكرام. أمر مدهش ومذهل كيف يمكنني أن أقول إنه لا توجد كلمات لوصفها (يقول هذا وهو يضحك) لا يسعني إلا أن أقول إنه أمر مدهش وأستطيع أن أقول أيضًا إنه ليس فقط المسلمين ولكن أيضًا غير المسلمين يجب أن يفهموا هذه التجربة ويعيشوها في هذه المسيرة المهيبة.
في الواقع، يعيش الكثير من الناس، بما في ذلك المسلمين وغير المسلمين، تحت سلطة القمع، وموكب الأربعين هذا، وهذا التجمع الرائع، وهذا الحب للإمام الحسين (عليه السلام) يمكن أن يكون المفتاح لحل هذه المشاكل والأزمات من خلال توحيد مختلف الجنسيات. وهذه ليست مشاكل المسلمين فقط، لا! هذه هي مشاكل شعوب العالم كله أيضاً. كل هذه المشاكل والأزمات يمكن حلها اليوم. ولدينا هنا مثال عظيم لأشخاص اجتمعوا في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، كل هؤلاء الناس يصرخون ضد الظلم و كلهم يهتفون من أجل الحرية. الجميع يصرخون من أجل الكرامة الإنسانية. ويمكننا جميعاً أن نعتبر كل ما فعله الإمام الحسين نموذجاً لمواجهة الظلم وللحرية وللكرامة الإنسانية، وهكذا تحقق المجتمعات الحرية وتحل مشاكلهم الإنسانية. مثل قضية فلسطين، والمشاكل التي تواجهها البحرين، المشاكل التي تواجهها حتى الدول غير الإسلامية.
كما أن هناك العديد من الدول غير الإسلامية والشعوب غير المسلمة التي تعيش تحت الظلم، وعلى سبيل المثال، في أمريكا اللاتينية، لدينا العديد من المشاكل، والأربعين يمكن أن يكون المفتاح لحل مثل تلك المشاكل. مع الأربعين نتعرف أكثر على الإمام الحسين عليه السلام، ونتعلم منه دروساً كثيرة، وهذه التعاليم هي بالتأكيد مفتاح كرامة الإنسان وحريته. علي سعيد يذكر الأمان والشهداء الذين كانوا سبباً في وجوده، وله كلام كثير في هذا الشأن فيقول: على الرغم من كل المشاكل الأمنية الموجودة في الشرق الأوسط، وخاصة في هذا البلد أي العراق. واليوم، يأتي ملايين الأشخاص إلى هنا ويتم ضمان سلامتهم. إنه أمر لا يصدق حقًا، إنه بفضل العديد من الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم، وضحوا بأرواحهم من أجل ضمان سلامة هذا البلد والمنطقة وملايين الحجاج الذين يسعون للمشاركة في هذا الموكب. مشينا وزرنا العديد من الأماكن حتى منتصف الليل ولم يكن هناك سوى الأمن والأمان، وهذا فقط بفضل الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم، وحاربوا الجماعات المتطرفة وما زالوا يواصلون هذه المقاومة من أجل أن يظل أمن هذه المناطق مستقرًا.
وفي النهاية كان لعلي سعيد رسالة للشعب الفلسطيني. وقال: من هنا، من مسيرة الأربعين، لدي رسالة لإخواننا وأخواتنا في فلسطين، وهي أنهم يجب أن يقاوموا، يجب أن يقاوموا، وأريد أن أنقل هذه الرسالة بنفس كلمات الإمام الحسين عليه السلام : "الموت مع الكرامة خير من العيش مع الذل".