القدرة الرادعة لحزب الله أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي

على الرغم من أن العملية الناجحة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 وجهت ضربة كبيرة لهيبة الأمن ومكانة النظام الإسرائيلي، إلا أن تبادل إطلاق النيران بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قد فرض معادلة ردع جديدة على النظام الإسرائيلي، مما جعل جهود تل أبيب لتحسين الوضع بلا جدوى.

يوليو 22, 2024 - 15:08
القدرة الرادعة لحزب الله أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي
القدرة الرادعة لحزب الله أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي

على الرغم من أن العملية الناجحة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 وجهت ضربة كبيرة لهيبة الأمن ومكانة النظام الإسرائيلي، إلا أن تبادل إطلاق النيران بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قد فرض معادلة ردع جديدة على النظام الإسرائيلي، مما جعل جهود تل أبيب لتحسين الوضع بلا جدوى.

الزيادة التدريجية في تحركات حزب الله ضد الصهاينة

بدأ حزب الله اللبناني، من اليوم التالي للعملية "طوفان الأقصى"، هجماته الداعمة ضد النظام الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة. وكانت تشير ملامح تصعيد هجمات حزب الله إلى أن المقاومة الإسلامية اللبنانية قد زادت تدريجياً من شدة وكمية الهجمات. في الواقع، إن إحدى المعادلات المهمة التي أرسى حزب الله في الحدود الشمالية للأراضي المحتلة ترتبط بنوع وحجم أفعاله بمدى جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب في غزة. حيث يقوم حزب الله بتحديث أسلحته المستخدمة بطريقة مدروسة وتدريجية، مما جعل النظام الإسرائيلي يستخدم لغة الهجوم على حزب الله أكثر من أي وقت مضى.[1]

المعادلة الوحيدة التي يقبلها حزب الله هي إنهاء الحرب في غزة

منذ أن أبدى النظام الإسرائيلي علامات الاستعداد للهجوم على لبنان، وطرحت هذه القضية في تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين في النظام الإسرائيلي، أعرب حزب الله عن مواقفه في حال حدوث حرب من هذا القبيل. في هذا السياق، طرح "الشيخ نعيم قاسم"، نائب الأمين العام لحزب الله، ثنائية كمطالب للحزب، مما أنشأ نوعًا من الردع. الأمر الذي قد يضع مسؤولي النظام الإسرائيل في معضلة الهجوم أو عدم الهجوم على لبنان.

البند الأول من الشروط التي طرحها نائب الأمين العام لحزب الله هو معادلة توقف هجمات حزب الله على إنهاء دائم لهجمات النظام الإسرائيلي على قطاع غزة. توضح هذه المعادلة موقف حزب الله بشكل كامل، وتضع النظام الإسرائيلي في وضع محرج، حيث يستمر النزاع في غزة مع الحاجة لمواجهة هجمات حزب الله. إن هذا الجزء من كلام نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني ينسف تمامًا التصريحات الصادرة عن مسؤولي النظام الإسرائيلي حول فصل قضية لبنان عن قطاع غزة، والتعبير عن مطالبهم التعسفية بالضغط على حزب الله في الحدود الفلسطينية المحتلة.

كما أن "الشيخ نعيم قاسم" في مقابلته مع أسوشيتد برس، وصف أي عمل عسكري ضد لبنان بأنه سيؤدي إلى هجوم ينتهي بحرب لا محدودة. في هذا الجزء من تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، يتم وضع معادلة تشير إلى أن بدء ما يمكن اعتباره حربًا سيؤدي إلى هجوم واسع وغير محدود لا يمكن للنظام الإسرائيلي السيطرة على زمانه أو مدى انتشاره.

في الحقيقة، أعاد الشيخ نعيم قاسم في هذه المعادلة تكرار الجملة الشهيرة لقائد سليماني: "يمكن أن تكونوا البادئين بالحرب ضدنا، لكن لن تكونوا المنهين لها." هذه المعادلة تحمل تهديدًا جادًا قمعيًا يشير إلى أن أي إجراء غير حكيم قد يدفع النظام الإسرائيلي إلى حافة الانهيار. إن هذا الإجراء يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها، مما سيؤدي إلى تدمير جميع مصالح الولايات المتحدة والغرب في المنطقة.[2]

هل تمتلك إسرائيل القدرة على مواجهة حزب الله؟

مؤخرًا، تناولت واشنطن بوست في مقال لها قدرات حزب الله التسليحية، محذرة من أنه في حال وقوع حرب بين حزب الله وهذا النظام، فإن الحزب يمتلك مخزونًا واسعًا ومتنوعة من الطائرات المسيرة والصواريخ التي يمكن أن تضيق الخناق على أنظمة الدفاع الجوي للنظام المحتل.

وفقًا لتقارير هذه الوسيلة الإعلامية، فقد استعد حزب الله منذ عام 2006، عندما شنت القوات الإسرائيلية آخر هجوم لها على لبنان، لمثل هذا الموقف ورفع من مستوى جاهزيته. لقد حصلت الحركة على تسليحات من حلفائها، وبدأت في السنوات الأخيرة بإنتاج الأسلحة والذخائر بشكل مستقل. حزب الله يمتلك قدرات دفاع جوي لا تمتلكها معظم فصائل المقاومة الأخرى.[3]

خاتمة القول

لقد مضى أكثر من 8 أشهر على بدء الحرب في غزة وانخراط النظام الإسرائيلي مع حزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة، ورغم تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة للهجوم على جنوب لبنان، اقتصرت الأمور على تبادل النيران من جانب النظام الإسرائيلي. في مثل هذه الظروف، ومع تطوير حزب الله لعملياته حتى مسافة 35 كيلومترًا من الحدود اللبنانية، وزيادة الكم والكيف في الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، وانتشار فيديو الطائرة المسيرة "هدهد" إلى جانب تصريحات "الشيخ نعيم قاسم"، فإن هذه الرسالة تحمل للنظام الإسرائيلي مفادها أن أي إجراء ضد حزب الله سيتسبب في عواقب غير قابلة للتنبؤ للنظام الإسرائيلي وحلفائه. وهذا الرد قد يعني نهاية العديد من المخططات الأمريكية والغربية في المنطقة.

مرضیه شریفی


[1] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1403/03/27/3105531

[2] https://snn.ir/fa/news/1158691

[3] https://snn.ir/fa/news/1158691