استئناف العلاقات بين سوريا والسعودية.. هل تشارك سوريا في اجتماع الجامعة العربية المقبل؟
أفادت وزارة الخارجية السعودية، الخميس، أن هناك محادثات مع سوريا لاستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة.
وأوردت قناة "الإخبارية" الحكومية عن مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله إنه "في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإنّ البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية".
وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قالت لرويترز إن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي.
وجاء الاتفاق على فتح السفارتين بعد التقارب الإيراني السعودي الذي حدث في الآونة الأخيرة، والبيان الثلاثي الذي تمّ توقيعه بين الطرفين برعاية الصين.
وكانت وزارة الخارجية السورية رحّبت بالاتفاق، الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بجهود صينية.
ولفتت الخارجية السورية، في بيان، إلى أنّ "هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وإلى التعاون الذي سينعكس إيجاباً على المصالح المشتركة لشعبي البلدين بصورة خاصة، ولشعوب المنطقة بصورة عامة".
وكشفت مصادر لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الأحد الماضي، أنّ السعودية ستستأنف العمل في قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، بعد عيد الفطر المقبل (20، 21 نيسان/أبريل)، والتي ستسبقها زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، لدمشق، يلتقي خلالها المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقبل أيام، كشف وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، عن عمل عربي لصياغة حوار سيتم "لا محالة" مع دمشق، بالتشاور مع المجتمع الدولي.
وربط الكاتب السوري جو غانم التقارب السعودي مع التقارب السعودي- الإيراني، حيث قال: “من المؤكّد أنّ الاتّفاق السعوديّ–الإيراني الذي أخرجته بكّين، سرّع من وتيرة الحركة في مسار الرياض–دمشق، إذ تسعى الرياض نحو إرساء تفاهمات إقليمية شاملة تُنهي مرحلة من الصراع والتنافس السلبيّ في المنطقة، وهي ترى في ذلك مصلحة كبيرة لها، خصوصاً أنّ تفاهمات كهذه من المفترض أن تساهم في إنهاء الحرب في اليمن، التي تحوّلت إلى عبء كبير يُثقل كاهل الرياض”.
بينما أكدت صحيفة “الرأي” الأردنية أن “عودة العلاقات السعودية- السورية ستكون بحسب مراقبين التطور الأهم في طريق إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بعد الخطوة الإماراتية التي بدأت عام 2018 بفتح سفارة الإمارات في دمشق وما تبعها من خطوات إماراتية كبيرة توّجت بزيارات رسمية بين مسؤولي البلدين”، مضيفة أن “اللافت حتى اللحظة وأمام كل هذه المعطيات هو غياب التصريحات الرسمية السورية عن استئناف العلاقات القنصلية مع السعودية الأمر الذي ربطه المحلل السياسي السوري غسان يوسف، بطبيعة السياسة السورية التي تربط بين إعلان أي تحرك وبين الوصول إلى نتائح حقيقية على الأرض ويعتبر يوسف أنه عندما يكون هناك اتفاق كامل بين البلدين سيتم الإعلان الرسمي السوري له”.
وقال خبراء سياسيون إن التقارب السعودي يعد استكمالاً لعملية عودة دمشق للجامعة العربية في أسرع وقت ممكن، التي باتت ضرورية في ظل التحولات في علاقات دول عربية وازنة بمحيطها الإقليمي، وما يشهده النظام العربي من تقارب إقليمي، و”إعادة هندسة العلاقات الإقليمية على أساس المصالح المشتركة”.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، أن “تسوية العلاقات مع سوريا، بمثابة نهج سعودي جديد لإصلاح البيت العربي من الداخل، وإعادة ترميم العلاقات العربية–العربية؛ فالمملكة تراهن كثيرا على أمن ووحدة واستقرار سوريا لتحقيق مصالح الشعب السوري”.
ويشير مبارك آل عاتي إلى أن السعودية تسعى لردم الهوة بينها وبين سوريا لكي تكون حاضرة ومشاركة في رسم ملامح مستقبل دمشق، بما فيه مصلحتها كقطر عربي مستقل في وحدته وسيادته، وبما فيه مصلحة شعبه.
وفي هذا الصدد، يضيف آل عاتي: “من الواضح أن الدبلوماسية السعودية النشطة والشجاعة تسعى لحل كل الخلافات العربية، وتصفية خلافاتها مع الجوار، وكان آخرها تسوية خلافاتها مع إيران ومن قبل مع تركيا وقطر”.
وحول دور وتأثير الاتفاق السعودي الإيراني على الخطوة السورية السعودية، يلفت آل عاتي إلى أن المملكة كانت وما زالت معنية بالشأن السوري قبل اتفاق الرياض- طهران، لكن يبدو أن الأخير عجل بهذه الخطوات.
وبشأن شغل دمشق لمقعدها في الجامعة العربية من جديد في ظل التطورات الأخيرة، يؤكد أن هناك حرصا سعوديا على الإعداد الجيد للقمة العربية التي ستستضيفها الرياض؛ لبناء موقف موحد ومتقارب ومعالجة كل الملفات العربية.
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أحمد يوسف، أن الاتفاق السعودي الإيراني، ساهم في إنهاء أسباب قطيعة المملكة مع سوريا.
ومضى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قائلا: “في ظل ما تشهده التحولات الحالية في النظام العربي، وعلاقات دول عربية وازنة بمحيطها الإقليمي، فمن الضروري استكمال عملية عودة سوريا للجامعة العربية في أسرع وقت ممكن، بحيث تتم مع القمة القادمة على أقصى تقدير”.
وأضاف المحلل المصري البارز إن “التقارب السعودي مع سوريا ومن قبل طهران، سوف يساعد في وجود مناخ إقليمي مواتٍ وإيجابي لتسوية الصراع في الداخل السوري”.
وأعلن الأمين العام المساعد، المشرف على شؤون مجلس الجامعة العربية، السفير حسام زكي، أنه من المنتظر أن تعقد القمة العربية الثانية والثلاثين بالمملكة العربية السعودية في 19 مايو المقبل.
وجاء القرار عقب المشاورات التي قام بها الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط مع حكومة المملكة العربية السعودية، وإفادة الأخيرة بترحيبها عقد القمة في التاريخ المشار إليها.
وأضاف الأمين العام المساعد أن القمة ستسبقها عدة اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار المسؤولين والوزراء تمهد لانعقادها على مدار 5 أيام.
ختاماً تجمع غالبية التوقعات على أن هناك عودة سريعة لسوريا للمشهد العربي وهذا هو انعكاس الإتفاق الإيراني السعودي، حيث تعد عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة الحدث الأهم في تطورات ما تشهده المنطقة والتي ستقود إلى مشاركتها في الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية كما ستساهم في إعادة إعمار سوريا والإلتفاف على قانون القيصر والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على دمشق.
مجد عيسى
المصادر:
1-https://cutt.us/Xlw76
2-https://cutt.us/xIFdq
3-https://cutt.us/UBu48
4-https://cutt.us/bsE9z
5- https://cutt.us/DzTCP