المجتمع الطبقي والمشاكل الاجتماعية والسياسية في الكيان الصهيوني
لطالما كان المجتمع المتفكك والهش هو أحد التحديات الدائمة للنظام الصهيوني، والآن نرى أن الوضع السياسي والاجتماعي في الأراضي المحتلة سيّىٌ للغاية. الآن ونحن ندخل الأسبوع الحادي عشر من الاحتجاجات في تل أبيب يواجه النظام الصهيوني المزيد من التحديات والمشاكل. أضرارٌ بالجملة لا يمكن إصلاحها لحقت بهذا النظام. من بين هذه التحديات يمكن إدراج ما يلي:
1. نقص كبير في الشقق السكنية ومشكلة الإسكان: إن أحد الأسباب الرئيسية لأزمة العقارات في إسرائيل، والتي بلغت ذروتها العام الماضي مع قفزة بأكثر من 20٪ في أسعار الشقق، هو النقص الحاد في تأمين الأبنية والشقق السكنية.
في هذا الصدد، تبين أن معدل المواليد في أكثر من 90٪ من المدن الإسرائيلية أعلى من معدل بدء بناء الشقق السكنية، وهذه الفجوة شديدة بشكل خاص في المدن الأرثوذكسية المتطرفة والعربية.
وتشير البيانات إلى أن مدينة بيطار عيليت في منطقة الضفة الغربية تقع على رأس هذه المدن. في هذه المدينة يتم بناء شقة واحدة مقابل 16 عيد ميلاد. في مدينتي طيبة وأم الفخم شقة واحدة مقابل 9 مواليد. في القدس تم الإعلان عن بناء شقة واحدة لكل 6.5 مولود. وعليه فإن هذا التقرير يوضح استمرار أزمة السكن وتفاقمها بالطبع في السنوات القادمة.[1]
2. زيادة بنسبة 15٪ في وجود اليهود في منطقة الحرم القدسي:
منذ بداية العام الجديد ذهب 20 ألف يهودي إلى الحرم القدسي (منطقة المسجد الأقصى)، بزيادة قدرها 15٪ عن العام الماضي. وذكر اليهود أن سبب هذه القضية هو تحسن معاملة الشرطة تجاههم منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة و وجود بن جوير في مجلس الوزراء.[2]
3. تراجع وضع المرأة الاقتصادي مقارنة بالرجل
تُظهر البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس أن النساء في إسرائيل يتفوقن على الرجال من حيث التحصيل الدراسي والصحة البدنية لكنهن متأخرات من حيث الاستقلال الاقتصادي والأجور والأمن الشخصي.
في نهاية عام 2022، عاشت في إسرائيل حوالي 4،860،000 امرأة ، 60٪ منهن تتراوح أعمارهن بين 15 و 64 عامًا. النساء المسلمات يتزوجن بمتوسط عمر 22.8 سنة والنساء اليهوديات بمتوسط عمر 25.2 سنة.
وعلى الرغم من وجود عدد أكبر من النساء في الجامعة، إلا أن معدل التوظيف بين النساء يبلغ 57.9٪ مقابل 64٪ للرجال. في العام الماضي كانت 31.8٪ فقط من الصناعات تديرها نساء.
الأكثر إيلاما في هذا التقرير يتعلق بالأمن الشخصي، حيث تتراوح أعمار معظم ضحايا التحرش الجنسي بين 20 و 34 عامًا مع تعرض ما يقرب من 102000 من هؤلاء النساء للأذى خارج مكان العمل العام الماضي، وتعرضت 33000 امرأة للتحرش في مكان العمل.[3]
4. لم يكن للاحتجاجات أثر في تحسين موقف أحزاب المعارضة
أوضحت صحيفة "معاريف" في تقرير لها أنه رغم الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى المجتمع كله، تظهر استطلاعات الرأي أن فصيل المعارضة ليس في وضع جيد إذا أجريت الانتخابات اليوم. ففي الاستطلاع الأخير تبين أنه سيفوز الليكود بـ 27 مقعدا، وسيحصل يش عتيد بزعامة لبيد على 25 مقعدا ، وحزب غانتس (معسكر الدولة) سيفوز بـ 16 مقعدا، وحزب العمل سيفوز بـ 4 مقاعد، وتظهر هذه الأرقام أن عدد المقاعد أصبح أقل بالمقارنة مع الاستطلاع السابق في الشهر الماضي.[4]
5. التأييد الشعبي لرفض جنود الاحتياط الالتحاق بالجيش في حال الموافقة على إصلاحات قضائية:
تزايد التأييد الشعبي لرفض جنود الاحتياط إبلاغ الجيش الإسرائيلي في حال تم تمرير مشروع قانون الإصلاح القضائي وهو دعم غير مسبوق.
لذلك في حال تمت الموافقة على هذا القانون سيؤيد 87٪ من أنصار اليسار رفض قوات الاحتياط الخدمة، والناخبين الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم وسطيون أو معتدلون ستصل نسبتهم إلى حوالي 70٪.
لكن المفاجأة الكبرى كانت على اليمين: حوالي 31٪ من مؤيدي اليمين يؤيدون رفض الاحتياط. تظهر نتائج الدراسات الأسبوعية معارضة قوية للإصلاحات القضائية التي تحاول حكومة نتنياهو الموافقة عليها.[5]
6. سكان الأراضي المحتلة لا يريدون زيارة القدس والاعتراف بها
من وجهة نظر سكان الأراضي المحتلة على الرغم من اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل إلا أنها بالنسبة للعديد من سكانها مدينة أجنبية تقريبًا. وفقًا لإحصائيات مختلفة لم يزور ما بين 50 الى 80 بالمائة من الإسرائيليين هذه المدينة المقدسة قبل الخدمة في الجيش.
في هذا السياق فإن الحل المقترح لإنشاء ترابط بين القطاع الديني التقليدي والقطاع العلماني هو إجراء رحلة إلزامية إلى هذه المدينة لجميع طلاب المدارس الثانوية. الغرض من هذا العمل هو تعليم الطلاب جذورهم اليهودية، بالإضافة إلى توفير معلومات حول مختلف الإدارات الحكومية والمنظمات المدنية.
والمهم أن المسافة بين تل أبيب والقدس حوالي ساعة ونصف بالسيارة. في هذا الشأن فإن الاختلاف بين مستوى التقنيات المتقدمة في تل أبيب والقدس هو أحد الأسباب التي قدمها مواطنو تل أبيب لعدم زيارة هذه المدينة. كما يخاف اليهود العلمانيون من الذهاب إلى القدس لأسباب دينية وغير دينية وهو أمر مثير للاهتمام أيضًا بطريقته الخاصة.[6]
حكيمه زعيم باشي
.[1] https://www.ynet.co.il/economy/article/bjuqilxy2
.[2] https://www.inn.co.il/news/594456
.[3] https://www.ice.co.il/research/news/article/943666
.[4] https://www.maariv.co.il/news/politics/Article-986955
.[5] https://www.ynet.co.il/news/article/hjqfmm5yh
[6]. https://www.jpost.com/israel-news/article-733842