اتصالات عسكرية بين "تل أبيب" وكييف.. هل تتأثر العلاقة مع روسيا في سوريا؟
اتصالات عسكرية بين "تل أبيب" وكييف.. هل تتأثر العلاقة مع روسيا في سوريا؟
مع اندلاع الحرب في أوكرانيا شهد كيان العدو ما يشبه الانقسام حول الموقف، أحزاب أيّدت التوجه الأميركي فيما تعاطى آخرون بشيء من الدبلوماسية في محاولة لإظهار "تل أبيب" تنأى بنفسها، وهو نهج اتبعته حكومة ائتلاف يائير لابيد - نفتالي بينيت.
لكن تقارير عدّة تحدثت سابقًا أنه رغم الموقف الرسمي إلا أن "تل أبيب" زودت الجيش الأوكراني بأنواع محددة من الأسلحة. وترى "تل أبيب" أنها غير معنية في استفزاز موسكو، خصوصًا أن للأخيرة حضورها العسكري في سوريا، وهو ما يثير تخوفًا إسرائيليًا إذا قررت موسكو تعديل تعاطيها هناك لا سيّما مع مواصلة "تل أبيب" اعتداءاتها الجوية تحت عنوان محاربة التموضع الإيراني ومنع وصول سلاح كاسر للتوازن إلى لبنان، كذلك يخشى الإسرائيليون إن أقدموا على رفع مستوى التعاون مع كييف من إقدام موسكو على خطوات مشابهة اتجاه من تصنفهم "إسرائيل" ضمن خانة الأعداء خصوصًا في منطقة غرب آسيا.
مع تقدم الحرب، وفي ظل الضغوط الأميركية، يبدو أن "تل أبيب" صارت مضطرة لإبداء موقف أكثر وضوحًا اتجاه حرب الغرب الدائرة على حدود موسكو. وعليه، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي إشارته إلى أن "وزير الحرب يوآف غالانت أوضح لنظيره الأمريكي أن "تل أبيب" لن تقدم أسلحة فتاكة لأوكرانيا، لكنه سيتحدث مع نظيره الأوكراني خلال أيام بطلب من واشنطن".
ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن مسؤولين أمنيين ذكروا "أنه من المفترض أن يناقش غالانت مع الوزير الأوكراني المساعدات الإسرائيلية "غير الفتاكة" لأوكرانيا"، وأشارت وسائل إعلام العدو إلى أن حكومة نتنياهو تواصل خط الحكومة السابقة وتمتنع عن تزويد أوكرانيا بالسلاح لتجنب التوترات مع روسيا.
لكن من شأن خطوة من هذا النوع، وإذا ما قدم الإسرائيليون أسلحة إلى أوكرانيا، وتحت أي عنوان، أن يؤدي إلى توتر في العلاقة مع موسكو، وهو ما سينعكس سلبًا على وقائع عدة في منطقة غرب آسيا، تحديدًا سوريا.
ومن المحتمل أن يؤدي توتر العلاقة إلى تعديلات لروسيا في بعض خطواتها التي من شأنها أن تزيد من تقييد الحركة الإسرائيلية في سوريا، وهو أمر محتمل، على غرار ما حصل بعد سقوط طائرة ايل 20 عام 2018 في اللاذقية خلال عدوان إسرائيلي حيث عمدت طائرات إسرائيلية إلى المناورة قربها ما أدى إلى اسقاطها عبر الدفاعات الجوية السورية، وردت موسكو يومها بشبك أنظمة الدفاع الجوي برادارات متطورة، وزودت دمشق بصواريخ أس ثلاثئمة، كما عملت على نشر منظومات حرب الكترونية تغطي الساحل السوري بأعماق بعيدة.
المصدر: العهد