أفريقيا الساحة الجديدة لحرب الظل التي يشنها الكيان الصهيوني ضد إيران

   بعد زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى عدة دول في القارة الأفريقية وزيادة نشاط الجهاز الدبلوماسي الإيراني للتواصل مع دول المنطقة الأفريقية، واجتماع وزير خارجية إيران والسودان بعد عدة سنوات من الإنقطاع ، يقدر النظام الصهيوني الآن أن الصراع مع إيران سيدخل في جبهة جديدة. ومن وجهة نظرهم ينبغي أن يشهد مجيءُ حكومة الرئيس رئيسي زيادة في الأنشطة الإيرانية في إفريقيا مرة أخرى.

يعتقد الصهاينة أنه خلال رئاسة حكومة حسن روحاني، وبسبب النهج السياسي لحكومة روحاني وجهازه الدبلوماسي، كانت أنشطة إيران وخاصة أنشطة فيلق القدس في إفريقيا محدودة ومختصرة. إنهم يعتقدون أنه بسبب الاختلافات بين الحرس الثوري الإيراني والرئيس حسن روحاني آنذاك ، لم يتمكن الحرس الثوري من القيام بأنشطة واسعة النطاق ضمن القارة الأفريقية. لكن الآن في ظل هذه الظروف المواتية تم التخلص من جميع العوائق أمام أنشطة إيران في بلد مثل إفريقيا، وخاصة حالياً بوجود رئيس البلاد إبراهيم رئيسي وتعيين أمير عبد اللهيان ، على رأس الجهاز الدبلوماسي وهو شخص مقرب من الحرس الثوري الإيراني.

تتميز القارة الأفريقية بميزات من الممكن أن تجذب أي دولة غير أفريقية. حيث يوجد فيها ما يقارب نصف الذهب في العالم، وثلث إجمالي المعادن في العالم أيضاً موجود في إفريقيا. وفي باطن الأرض الأفريقية هناك موارد معدنية قيمة وثمينة للغاية. و وفقا للأمم المتحدة تمثل إفريقيا حوالي 30 في المائة من احتياطيات المعادن في العالم، و 12 في المائة من النفط العالمي و 8 في المائة من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم. لذلك تحاول إيران الاستفادة من الفرص المتاحة في القارة وتوسيع وجودها في إفريقيا. ولهذا يشعر النظام الصهيوني بالتهديد ويسعى إلى زيادة أنشطته في إفريقيا لمواجهة إيران أو مواصلة حرب الظل مع إيران.

  وكما يعتقد الصهاينة، فإن إحدى نقاط الصراع بين إيران والنظام الصهيوني في إفريقيا هي قضية الخلافات بين الجزائر والمغرب. حيث يزعم الصهاينة أن إيران تدعم الجزائر كدولة معادية لإسرائيل ضد المغرب حليف إسرائيل. إنهم يعتقدون أن المعركة بين الجزائر والمغرب هي بداية صراع أوسع بين إسرائيل وإيران من أجل الهيمنة والنفوذ في القارة. حيث كانت الجزائر موقعاً للنفوذ الإيراني في شمال إفريقيا لسنوات عديدة.

في عام 2018، اتهم وزير الخارجية المغربي السفارة الإيرانية في الجزائر وحزب الله بدعم ومساعدة جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب)، وهي خطوة أدت إلى قطع العلاقات بين البلدين.

وفي إشارة إلى زيارة إبراهيم رئيسي لأفريقيا ، وكذلك الاجتماع الأخير لوزيري خارجية إيران والسودان ، كتب مير بن شبات رئيس معهد الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية في موسجاو ، في تقرير له : "الفكرة هي أن إدارة بايدن لا تولي اهتماما لهذه التطورات (زيادة ارتباط إيران بأفريقيا)". لإن بايدن منشغلٌ في القضايا الداخلية والتنافس مع الصين والحرب في أوكرانيا. لقد عززت سياسته هذه في الشرق الأوسط نفوذ إيران في المنطقة ودفعت أصدقاء واشنطن العرب إلى أحضان الصين وروسيا. ولا ينبغي توقع أن تحركات إيران في أفريقيا سيتم مواجهتها باتخاذ أي إجراء". ويوصي بأن تعترف إسرائيل بسيادة المغرب في الصحراء الغربية دعما للمغرب ضد جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر وإيران.

وتجدر الإشارة إلى أن النظام الصهيوني اعترف مؤخرا بالصحراء الغربية كجزء من المغرب. وفقا للقصر الملكي المغربي في الرباط ، أعلن بنيامين نتنياهو قرار حكومته في رسالة إلى محمد السادس. كما أن الصهاينة الذين يزعمون أن جبهة البوليساريو مدعومة من إيران قد قدموا سابقاً مساعدة استخباراتية للحكومة المغربية في الحرب ضد جبهة البوليساريو. الخلاف بين الجزائر والمغرب هو مجرد نقطة من نقاط الصراع بين إيران والنظام الصهيوني في أفريقيا. يزعم الصهاينة أن إيران تستخدم القارة الأفريقية كمكان لتوليد ونشر الأيديولوجية الخاصة وجذب عناصر للمنظمات المعادية لأمريكا والإسرائيلية.

يُظهِرُ سلوك النظام الصهيوني أنهم قلقون للغاية بشأن تعزيز دبلوماسية إيران أنشطتها مع الدول الأفريقية ويحاولون منع ازدياد النفوذ الإيراني في القارة . لذلك ليس بعيداً عن الأذهان أنه في المستقبل، سنرى السيناريو الصهيوني في البلدان الأفريقية لتقويض تطور علاقات إيران مع الحكومات الأفريقية وخاصة من خلال مشروع رهاب إيران.

 الیاس مهدوی

https://www.zman.co.il/247714/popup/

https://www.atlanticcouncil.org/blogs/iransource/when-it-comes-to-great-power-competition-in-africa-one-equation-is-missing-iran

https://www.israelhayom.co.il/news/geopolitics/article/14387995