آثار الإصلاحات الثقافية على المرأة السعودية

في العقد الثاني من الألفية الجديدة، دخلت السعودية حقبة جديدة من حياتها الاجتماعية والسياسية بعد تنصيب الملك محمد بن سلمان. وحاول الملك سلمان، الذي خلف الملك عبد الله في أوائل عام 2015، إجراء تغييرات في السياسات الكلية للمملكة العربية السعودية، لكن هذه التغييرات في السعودية تسارعت أكثر بعد وصول محمد بن سلمان إلى السلطة كولي للعهد. منذ تعيين بن سلمان وليا للعهد في المملكة العربية السعودية، وهو يحاول دفع السياسات السعودية بنهج جديد. [1]

جهود بن سلمان لتنفيذ الإصلاحات

منذ توليه منصب ولي العهد في السعودية، بذل محمد بن سلمان جهودا مكثفة لتقديم صورة إصلاحية عن نفسه، متظاهرا بأن النهج التقليدي للسعودية قد انتهى وأن شعب هذا البلد من الآن فصاعداً سيعيش أكثر حرية في التعبير عن أراءه و في أسلوب حياته وعمله. كما إنه يحاول تقديم نفسه على أنه نيوليبرالي من خلال تطوير نماذج للحياة الأوروبية الحديثة عن طريق إنشاء المشاريع الكبيرة.[2]

رؤية 2030 وتغيير الهوية الدينية في المجتمع السعودي

منذ وصوله إلى السلطة، بذل محمد بن سلمان الكثير من الجهود لإحداث تغييرات جذرية ونزع أسلمة المملكة العربية السعودية. ومن خلال إدارة ظهره وعدم أهتمامه بالثقافة والعادات القديمة للشعب السعودي وضرب القيم الإسلامية بعرض الحائط، فقد روج لثقافة الغرب في بلاده. كما طرحت أجندة "المملكة العربية السعودية 2030" خطة تطوير المملكة العربية السعودية لعام 2030 لتحقيق طموحها. وقد تم التخطيط لرؤية المملكة العربية السعودية بأبعاد تنموية مختلفة، في حين تم إهمال المرتكزات الدينية والتقليدية والنسيج المحافظ للمجتمع السعودي من البعد الاجتماعي والثقافي. [3]

وجاء في الوثيقة المذكورة أن رجال الدين والحكام الشرعيين ملزمون بشرح مسألة حرية المرأة في السلوك الاجتماعي بالإضافة إلى التسامح الاجتماعي في التعامل مع أهل الكتاب والعلمانية والتسامح حول الموسيقى والاحتفال والسينما. وهذا الأمر سيسمح للمرأة السعودية بالمشاركة في الاحتفالات المبتذلة التي ستقام في هذا البلد. وفي الحقيقة هدف محمد بن سلمان هو أن يكون تناول المشروبات الكحولية والحفلات المختلطة مجانيا تماما ولا يحق لأحد اتخاذ إجراءات ضدها. [4]

تزايد الفوضى والإساءة للمرأة في المملكة العربية السعودية

من الأمور التي طرحت في رؤية السعودية 2030، خلافا للمعتقدات الثقافية والدينية، ويقال أنها جاءت من أجل زيادة حرية المرأة، هو إقامة التجمعات المختلطة. خلال السنوات القليلة الماضية، نظمت الحكومة السعودية مثل هذه التجمعات مراراً وتكراراً في إطار إصلاحات بن سلمان، رغم أنه في الظاهر تم تطبيق الحريات على المرأة السعودية، إلا أن زيادة التجاوزات في هذا البلد سببت ضررا للمرأة. على سبيل المثال، وقع عدد كبير من حالات التحرش الجنسي بالنساء خلال التجمعات والحفلات الموسيقية المختلطة، ولم يتم اتخاذ أي إجراء رادع من قبل الضباط المتواجدين. [5]

انتهاك حقوق المرأة السعودية رغم خطة الإصلاحات الثقافية

ورغم أن محمد بن سلمان اتخذ إجراءات لتحسين صورة حكومة هذا البلد، في مجال حريات المرأة، إلا أن المرأة السعودية لا تزال تعاني من انتهاكات واسعة النطاق لحقوقها، ومن بين دول العالم، تعد المملكة العربية السعودية البلد الأكثر تحفظا وتقييداً للنساء وحرياتها، والعنف ضد المرأة يتجلى بأشكال مختلفة في المجتمع السعودي، وبحسب الشكاوى الواردة إلى هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، فإن إساءة استخدام السلطة يمارسها الرجال في مختلف المجالات . ويبدو أن العامل الأهم في هذه الحادثة هو أن جهود بن سلمان تقتصر على الأنشطة الدعائية بدلا من أخذ أبعاد جذرية تشمل الاحتياجات الأساسية للمرأة، وما الإصلاحات تلك إلا نشر للحداثة والترفيه الغربي في أرجاء المملكة العربية السعودية، بينما ومن أجل إنشاء دولة ديمقراطية، لا بد من توفير المتطلبات الأساسية والسياسية التي تحترم فيها حقوق الناس.[6]

 مرضیه شریفی

[1] http://tabyincenter.ir/37436/

[2] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1401/09/14/2816372

[3] https://frqjournal.csr.ir/article_138409

[4] https://akharinkhabar.ir/world/8883097

[5] https://www.farsnews.ir/news/13981001000425

[6] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1401/09/14/2816372