وثيقةٌ أمريكيّةٌ مُسرّبةٌ: “إسرائيل” أجرت في شهر فبراير مناورةً جويّةً لضرب إيران…
كشف الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، رون بن يشاي، عن وثيقةٍ أمريكيّةٍ سريّةٍ جاء فيها أنّ جيش الاحتلال أجرى تدريبًا في شهر شباط (فبراير) الفائت لشنّ عدوانٍ جويٍّ ضدّ إيران بهدف تدمير برنامجها النوويّ، لافتًا إلى أنّه بالإضافة إلى ذلك شملت الوثيقة تقدير موقف من جانب وكالة المخابرات المركزيّة (CIA) حول هجومٍ إسرائيليٍّ مُحتملٍ ضدّ إيران.
وأوضخ بن يشاي، وهو المُحلِّل العسكريّ في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ أنّ الوثائق التي سُرِّبت وتنشر لأوّل مرّةٍ في الموقع تمّت صياغتها والحفاظ عليها في وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) وتشمل أيضًا تقديرات بالنسبة لإيران وإسرائيل، بما في ذلك الاستعدادات الإسرائيليّة لشنّ هجومٍ ضدّ إيران، علمًا أنّ أوّل تصريحٍ لرئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، لدى تولّيه منصب رئاسة الوزارة في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الفائت كان حول “طموحه” وعزمه لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ.
ومضى الخبير العسكريّ قائلاً إنّ الوثيقة المذكورة صيغَتْ من قبل رئيس المخابرات العامّة الأمريكيّة في الـ 23 من شهر شباط (فبراير) الماضي، وتمّ تصنيفها على أنّها سريّةً جدًا، وأنّها لا يجِب أنْ تُحوَّل لدولٍ أجنبيّةٍ، كما أكّد.
وطبقًا للوثيقة الجديدة فإنّ إسرائيل أجرت في العشرين من فبراير الماضي مناورةً جويّةً كبيرةً تُحاكي هجومٍ على المنشآت النوويّة الإيرانيّة، وذلك بهدف التأكيد على أصرار الكيان على ضرب إيران لمنعها من الوصول إلى القنبلة النوويّة، لافتًا إلى أنّه حتى اليوم لم يتِّم الكشف عن المناورة المذكورة.
وشدّدّ الخبير بن يشاي في تقريره على أنّه في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي شارك أحد الضُبّاط الأمريكيين في تدريبٍ إسرائيليٍّ سريٍّ الذي حاكى القيام بهجومٍ جويٍّ ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ من قبل عشرات الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنّه في نهاية يناير الماضي تمّ إجراء تدريبٍ مُشتركٍ لكلّ من الولايات المُتحدّة وإسرائيل، على ما نقل عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب.
في سياق ذي صلةٍ قال الجنرال الإسرائيليّ بالاحتياط، يتسحاق بريك إنّ “الجهوزية العملانيّة للجيش وللجبهة الداخليّة في حالة من الضعف المستمر، فسلاح البر وسلاح الاحتياط لم يتدربا وفقدا مهارتهما، لافتًا في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة إلى أنّ وزير الأمن السابق بيني غانتس سمح لرئيس الأركان السابق أفيف كوخافي بالاستمرار في تقليص سلاح الاحتياط، بالإضافة إلى النقص في التدريبات، وهو ما أدى إلى إضعاف الجيش وعدم قدرته على العمل كما يجب في الحرب المقبلة المتعددة الجبهات”.
وأضاف: “بعمله هذا نسي غانتس أنّ الحروب لا نربحها بالشعارات، إذ من المحتمل أنْ نواجه حروبًا إقليميّة قد تتعرّض خلالها الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى إطلاق 3500 صاروخ وقذيفة ومسيرة يوميًا، الأمر الذي قد يتسبب بتدمير مئات المواقع يوميًا ويوقع خسائر كبيرة ودمارًا مُخيفًا”.
وتابع الجنرال بريك، الذي نقلت (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة) مقاله للعربيّة: “حتى لو نجح سلاح الجوّ في إصابة بنك أهدافنا في لبنان فإنّ هذا سيكون مثل نقطة في بحر مقارنة بحجم القوة الموجودة لدى أعدائنا ليس فقط في لبنان، بل أيضًا لدى الميليشيات الشيعية في سورية والعراق واليمن، ولدى (حماس) والجهاد الإسلاميّ في غزة وفي إيران”.
ولفت أيضًا إلى أنّ ” إطلاق الصواريخ والقذائف والمسيرات من جانب العدو سيستمر طول أيام الحرب، بينما مخزون إسرائيل يبدو محدودًا ويمكن أنْ يصمد لفترة قصيرة فقط، وهذا مثال كلاسيكيّ على ما قامت به القيادة الرفيعة المستوى في الجيش والمستوى السياسي من ذرّ الرماد في عيون الجمهور، وبدلاً من إعداد الجيش للحرب فهم ينشغلون بالشكل لا بالجوهر”.
وشدّدّ الجنرال على أنّ “إسرائيل وجدت نفسها أمام معضلة صعبة تتمثل بكيفية الرد على إطلاق الصواريخ من لبنان ومن غزة وسورية في عيد الفصح، لكنّ المستوى السياسيّ نسي أنّ إطلاق هذه الصواريخ هو بمثابة تجربة للأدوات مقارنة بالحرب المتعددة الجبهات المقبلة، التي ستُطلق فيها آلاف الصواريخ الثقيلة مع رؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات، كما أنّ جزءًا منها صواريخ دقيقة يمكنها أنْ تصل إلى ميناء حيفا وغوش دان، أيْ مركز الكيان، ولن تنفع منظومة القبة الحديدية في مواجهتها، وأيّ ردٍّ حادٍ غير متوازن من جانب إسرائيل كان يمكن أنْ يؤدي إلى نشوب حربٍ إقليميّةٍ شاملةٍ بينما الجيش الإسرائيليّ والجبهة الداخلية ليسا مستعديْن لها.”
وخلُص الجنرال بريك إلى القول إنّه “بدلاً من أنْ نتشاجر فيما بيننا، يجب أنْ نقِف موقفًا واحدًا وراء راية الأمن القوميّ والفرديّ، وأنْ نعطي الطاقم الممتاز، وزير الأمن، ورئيس الأركان والمدير العام لوزارة الأمن، الوقت والوسائل لإعداد الجيش والجبهة الداخلية بأسرع وقتٍ ممكنٍ لمواجهة حربٍ إقليميّةٍ قد تقع عاجلاً أم آجلاً”، طبقًا لأقواله.
المصدر: الوفاق