موسكو: سنعاقب كل من يدعو إلى قتل الروس
موسكو: سنعاقب كل من يدعو إلى قتل الروس
أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الطواقم الطبية في منطقة العملية العسكرية الخاصة وفي المناطق الجديدة، مشيراً إلى أن كثيراً من الجرحى يصرون على العودة إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة بعد الشفاء، في حين أكدت موسكو أن إستراتيجية الأمن القومي الألماني الجديدة، التي وصفت روسيا بـ«التهديد الرئيس»، تتعارض مع المنطق ومع مصالح ألمانيا ذاتها، لافتة من جانب آخر إلى أن الحد من التسليح يحتاج لمفاوضات عاجلة.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أشار بوتين، في رسالة عبر الفيديو بمناسبة يوم العاملين في المجال الطبي، بشكل خاص إلى العمل المتفاني للطواقم الطبية في منطقة العملية العسكرية الخاصة وفي المناطق «الجديدة»، قائلاً: «أوجه كلمات شكر خاصة للأطباء الذين يؤدون واجبهم المهني، ويشاركون في العملية العسكرية الخاصة، ويخاطرون بأنفسهم في سبيل إنقاذ الجرحى».
وشدد بوتين على أن الوسط الطبي الروسي لديه تقاليد قوية متوارثة، وقاعدة قوية ورائعة من المدارس العلمية، وهو يتسم بالتفاني الطبي، الذي لا ينفصل عن الرحمة والمروءة في النفوس.
إلى ذلك، أشار بوتين، خلال الجزء المغلق من اللقاء مع المراسلين العسكريين، إلى أن كثيراً من الجرحى يصرون على العودة إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة بعد الشفاء، وشدد على أنه اضطر في بعض الأحيان أن يطلب من بعض هؤلاء العسكريين العودة إلى بيوتهم وعوائلهم، وقال: «يعود الكثيرون منهم لأداء الواجب في منطقة العملية العسكرية الخاصة، لقد تحدثت مع بعضهم أمس وقبل ذلك مع العديد من المصابين، وعند سؤالهم: ماذا بعد المستشفى، يؤكدون رغبتهم بالعودة إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة، إلى رفاقهم، عملياً يؤكد الجميع تقريباً ذلك».
من جانبه، زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، العسكريين الذين يتلقون العلاج في مستشفى «فيشنفسكي» العسكري وقلدهم أوسمة وميداليات تقديراً لتفانيهم في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقال شويغو: «يُعد إخلاء الجرحى بسرعة من ساحة القتال، الأمر الأهم دائماً بكل تاريخ الحروب والعمليات القتالية، الأطباء العسكريون رائعون ويستحقون المديح والثناء لأنهم يعملون بشكل جيد وبسرعة، شكراً جزيلاً للأطباء».
ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث تلفزيوني، إن إستراتيجية الأمن القومي الألماني الجديدة، التي وصفت روسيا بالتهديد الرئيس، تتعارض مع المنطق ومع مصالح ألمانيا ذاتها.
وحسب وكالة «نوفوستي» أضاف لافروف في تعليقه على هذه الإستراتيجية، التي تنص على أن موسكو أصبحت «التهديد الرئيس» لألمانيا: «من الصعب بالنسبة لي التعليق على الإجراءات والبيانات والوثائق التي اعتمدها السياسيون الألمان المعاصرون، فهي لا تستند إلى المنطق ولا علاقة لها بمصالح ألمانيا نفسها والشعب الألماني».
وفي وقت سابق، قدمت الحكومة الألمانية أول إستراتيجية للأمن القومي في تاريخ البلاد، حيث تحدد المبادئ الأساسية والتدابير لمواجهة التهديدات الخارجية المحتملة في السنوات المقبلة.
وترى الوثيقة أن روسيا تشكل «تهديداً خطراً» للنظام العالمي، حيث تطلق على الإستراتيجية «أخطر تهديد» للنظام العالمي في أوروبا.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن مسألة الحد من التسلح والاستقرار الإستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة تحتاج إلى مفاوضات عاجلة.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيسكوف قوله في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية: إن بلاده تنطلق من حقيقة أنه إذا بُحثت قضايا الأمن الإستراتيجي فعندئذ يجب بحثها مع جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية، مشيراً إلى أنه من المستحيل الاستغناء عن مشاركة دول مثل بريطانيا وفرنسا لأن لديهما أيضاً أسلحة نووية وعلينا أن نأخذ موقفهما في الاعتبار وأن يشاركا في هذه الاتفاقات.
وجدد بيسكوف استعداد بلاده للحوار غير أنه نفى وجود اتصالات بهذا الشأن مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
وفيما يتعلق بالمبادرة الإفريقية لإنهاء الأزمة في أوكرانيا كشف بيسكوف أن نظام كييف لم يستقبل الوفد الإفريقي بطريقة إيجابية وأن المباحثات بين الطرفين لم تكن بناءة، وأن تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي تقطع الشك باليقين بهذا الصدد، على حين أن موقف روسيا إزاء تسوية الأزمة في أوكرانيا يتماشى بالمطلق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن بلاده منفتحة على الحوار مع كل من يريد السلام.
من جانب آخر قال بيسكوف، في برنامج تلفزيوني: إن روسيا ستعاقب كل الذين يدعون إلى قتل المواطنين الروس، مضيفاً: «كما يقول أعداؤنا: يجب أن نقاتل معهم، لا يجوز تهديد الروس بالقتل، يجب أن يقوم الروس بمعاقبة كل من يقوم بذلك، ونحن حتماً سنفعل ذلك».
وجاءت تصريحات بيسكوف تعليقاً على كلام مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك، الذي قال: إن خطط كييف العسكرية تشمل «قتل أقصى عدد من الروس».
وأكد بيسكوف: بودولاك، ليس أول من يطلق مثل هذه التصريحات، لقد تحدث كل من رئيس الاستخبارات العسكرية وأعضاء مجلس الأمن الأوكراني مرات كثيرة عن الرغبة في قتل أكبر عدد ممكن من الروس، طبعاً نحن نرغب بشدة أن يتم تقييم مثل هذه التصريحات على الأقل بطريقة ما في الخارج.
واعتبر بيسكوف، أن على البرلمانيين في دول الغرب أن يعرفوا إلى أين ولمن يرسلون المساعدات، وقال: «إنهم يرسلون المساعدة إلى هؤلاء القتلة، أي إلى الأشخاص الذين يعلنون عن رغبتهم في قتل الروس».
وفي أوائل أيار الماضي، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، في مقابلة مع «ياهو نيوز» إن هيئات الأمن الأوكرانية المختصة «قتلت وستستمر بقتل الروس في أي مكان في العالم حتى تحقيق النصر الكامل».
ميدانياً، أعلن الجيش الروسي إحباط محاولتي هجوم أوكرانيتين باتجاه زابوروجيه، وتدمير عدد من آليات القوات المعادية.
المصدر: الوطن