مجلس النواب الأمريكي يوافق على مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا وبـ26 مليار دولار لإسرائيل
بعد أشهر من المماطلة، وافق مجلس النواب الأمريكي اليوم السبت على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بدعم من الحزبين.
كما صوت مجلس النواب لصالح 26 مليار دولار لإسرائيل في نفس الحزمة. فمن ناحية، يهدف ذلك إلى تمويل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وعمليات واشنطن العسكرية المستمرة في المنطقة. ومن ناحية أخرى، تم تخصيص حوالي 9 مليارات دولار للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك لسكان قطاع غزة.
كما تمت الموافقة على حوالي 8 مليارات دولار لدعم تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تصويت مجلس النواب الأمريكي على المساعدة العسكرية الجديدة بمثابة “دفاع عن الحضارة الغربية”.
وكتب نتنياهو على منصة إكس أن “الكونغرس الأمريكي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدرا جدا، يعكس دعما ثنائيا قويا لاسرائيل ويدافع عن الحضارة الغربية. شكرا لاصدقائنا، شكرا لأميركا”.
ولا تزال الموافقة اللازمة من مجلس الشيوخ معلقة ولكنها تعتبر مؤكدة.
وتم تمرير مشروع القانون في مجلس النواب، الذي يتمتع فيه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة، بأغلبية 311 مقابل 112.
هتاف لأوكرانيا بعلمها ومعارضة أنصار ترامب
وكان هناك تصفيق في القاعة بعد التصويت. ولوح عدد من المشرعين بالعلم الأوكراني وهتفوا “أوكرانيا، أوكرانيا”.
وصوت العديد من الجمهوريين ضد حزمة المساعدات لكنهم لم يتمكنوا من منع الموافقة عليها بمساعدة الديمقراطيين من أنصار الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقد يكلف التصويت رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، منصبه. وعارض العديد من المشرعين الراديكاليين الموالين للرئيس السابق دونالد ترامب حزمة المساعدات الأوكرانية.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب بالمزيد من دعم الدفاع الجوي والذخيرة من الشركاء الغربيين حيث يضغط الروس بقوة على الخطوط الأمامية ويضربون المزيد من البنية التحتية، بما في ذلك محطات الطاقة.
وفي اجتماع لمجلس “الناتو – أوكرانيا” عقد عبر تقنية الفيديو أمس الجمعة بناء على طلب كييف، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج أن المزيد من الدعم سيكون وشيكا.
ورحب بايدن على الفور بهذه الخطوة قائلا: “اليوم، صوت أعضاء كلا الحزبين في مجلس النواب لتعزيز مصالح أمننا القومي وإرسال رسالة واضحة حول قوة القيادة الأمريكية على الساحة العالمية”.
وأضاف: “في هذا المنعطف الحرج، اجتمعوا للاستجابة لنداء التاريخ، ومرروا تشريع الأمن القومي الذى تمس الحاجة إليه والذى ناضلتُ لعدة أشهر لضمانه “.
وقال بايدن: “أحث مجلس الشيوخ على إرسال هذه الحزمة بسرعة إلى مكتبي حتى أتمكن من التوقيع عليها لتصبح قانونا ويمكننا إرسال الأسلحة والمعدات بسرعة إلى أوكرانيا لتلبية احتياجاتها الملحة في ساحة المعركة”.
زيلينسكي شاكرا: تصويت تاريخي
ومن جانبه، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي ورئيس مجلس النواب مايك جونسون لموافقتهما على مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية للدفاع الأوكراني ضد الحرب الروسية.
وكتب زيلينسكي على “إكس” اليوم السبت بعد التصويت التاريخي: “أنا ممتن لمجلس النواب الأمريكي، وكلا الحزبين، ورئيس مجلس النواب شخصيا مايك جونسون على القرار الذي يبقي التاريخ على المسار الصحيح”.
وكتب زيلينسكي: ” الديمقراطية والحرية سيكون لها دائما أهمية عالمية ولن تفشل أبدا طالما أن أمريكا تساعد في حمايتها”.
وقال: “شكرا لك يا أمريكا!”.
وأضاف أن “مشروع قانون المساعدات الأمريكية الحيوي الذي أقره مجلس النواب اليوم سيمنع الحرب من التوسع، وينقذ الآلاف والآلاف من الأرواح ، ويساعد كلا بلدينا على أن يصبحا أقوى”.
وتابع: “لا يمكن تحقيق السلام والأمن العادلين إلا من خلال القوة”.
كما تحدثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن “يوم ثقة لأمن أوكرانيا وأوروبا”.
وكتبت بيربوك على منصة إكس مساء اليوم السبت: “تم التغلب على عقبة رئيسية أمام المساعدات الأمريكية لأوكرانيا .. قلوب أهم مؤيدي أوكرانيا تنبض كـ (قلب) واحد”.
وأضافت أن الولايات المتحدة وأوروبا تقفان معا إلى جانب الحرية وضد “حرب الإرهاب” التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتوفر حزمة المساعدات الأمريكية حوالي 23 مليار دولار لزيادة المخزون العسكري الأمريكي. وبالتالي فإن الأموال ستذهب بشكل غير مباشر إلى أوكرانيا، حيث تزود الولايات المتحدة كييف عادة بالمعدات من مخزوناتها. ويخصص الباقي لمزيد من الدعم العسكري والمساعدات المالية، التي صممت كقرض.
ويتضمن النص أيضا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يجب أن يزود أوكرانيا بنظام الصواريخ التكتيكية التابعة للجيش الأمريكي (أتاكامز) بعيدة المدى في أقرب وقت ممكن عمليا.
وتأمل كييف منذ فترة طويلة في الحصول على نظام الأسلحة الذي تطلق صواريخه من الأرض على أهداف على الأرض.
وتعتبر الولايات المتحدة أهم حليف لأوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي. ومنذ بداية الحرب في شباط/فبراير 2022، قدمت إدارة الرئيس بايدن أكثر من 44 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف. هذا بالإضافة إلى مليارات أخرى من المساعدات المالية غير العسكرية.
الخارجية الروسية: المساعدات الأمريكية ستعمق أزمات العالم
وتعليقا على القرار الأمريكي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم السبت إن التشريع الأمريكي الذي نص على تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان من شأنه أن “يعمق الأزمة في أنحاء العالم”.
وأضافت زاخاروفا عبر تطبيق تيليجرام “المساعدات العسكرية لنظام كييف تمثل رعاية مباشرة للنشاط الإرهابي”.
وتابعت قائلة “بالنسبة لتايوان، هذا تدخل في الشؤون الداخلية للصين. وبالنسبة لإسرائيل، هذا بمثابة طريق يؤدي مباشرة إلى التصعيد وزيادة غير مسبوقة في التوتر بالمنطقة”.
المصدر: القدس العربي