مؤتمر الوحدة الإسلامية.. فلسطين الأولوية ودعوة متجددة للوحدة والتنسيق
يشكل المؤتمر السابع والثلاثين الذي عقد في طهران مطلع الأسبوع الجاري لتحقيق القيم المشتركة فرصة متجددة للدول الإسلامية لوضع خارطة طريقة فاعلة وحقيقية وجادة تنطلق من خلالها الدول الإسلامية لتفعيل العمل بما يخدم قضايا المنطقة ولاسيما القضية الفلسطينية كقضية مركزية وجوهرية وحولها تدور القضايا.
يشكل المؤتمر السابع والثلاثين الذي عقد في طهران مطلع الأسبوع الجاري لتحقيق القيم المشتركة فرصة متجددة للدول الإسلامية لوضع خارطة طريقة فاعلة وحقيقية وجادة تنطلق من خلالها الدول الإسلامية لتفعيل العمل بما يخدم قضايا المنطقة ولاسيما القضية الفلسطينية كقضية مركزية وجوهرية وحولها تدور القضايا.
تحت شعار “التعاون الإسلامي لتحقيق القيم المشتركة”، انطلقت في طهران اعمال مؤتمر الوحدة الإسلامية في دورته السابعة والثلاثين بحضور نُخب وعلماء من مختلف دول العالم الإسلامي.
وامتدت أعمال المؤتمر لثلاثة أيام يقام خلالها ندوات ولقاءات داخل قاعات المؤتمر وعبر الفضاء الافتراضي كما شارك في اعمال المؤتمر أكثر من مئتي شخصية من كبار نخب وعلماء العالم الإسلامي من مختلف القوميات والمذاهب من واحد واربعين دولة عربية وإسلامية.
كما عقد في مؤتمر هذا العام اجتماعان مهمان، حضر أحدهما 110 من المثقفين المحليين وأئمة الجمعة والجماعة ونخب المحافظات وعلماء من 60 مدينة لمناقشة القواسم المشتركة والأعراق المختلفة للبلاد، كما نظم على هامش المؤتمر معرض قرآني بهدف التعريف بالوجه الرحيم للإسلام في ظل ما يتعرض له من اساءات واهانات في بعض الدول الغربية.
لا بد من الإشارة إلى أنه وانطلاقا من عنوان المؤتمر هذا العام أحوج ما تكون دول المنطقة اليوم إلى الوحدة الفعلية والحقيقية وليس وحدة شعارات ومؤتمرات، فالعدو يتربص بها من الداخل والخارج وهذا الوضع ليس وليد اليوم ولا اللحظة بل منذ عقود خلت.
وللأسف أن العديد من دول المنطقة ساعدت العدو على التغلغل بيننا والإضرار بدول أخرى، لذلك لابد راهناً من الوقوف معاً وصفاً واحداً موحداً وتجنيب الخلافات ونبذ التفرقة فما يجمع دول المنطقة أكثر مما يفرقها وهذه نقطة لافتة ومهمة لابد من استغلالها والاستفادة منها بما يخدم قضايانا العادلة.
هذا ما أشار له رئيس الجمهورية الاسلامية آية الله ابراهيم رئيسي حيث أكد في الجلسة الافتتاحية أن الوحدة لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية، وأنّ الطريق لمواجهة الحرب الثقافية والإعلامية والاقتصادية هي الوحدة الإسلامية، مشدداً على أهمية التركيز على تحقيقها باعتبارها منهجاً ومدرسة وليست أمراً عابراً وثانوياً.
وفي إشارة الى اقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية كل عام، قال آية الله رئيسي إنه “يحمل في كل عام رسالة وخطابا يبحث في القضايا المستجدة في العالم الإسلامي”، مؤكدا على ضرورة ان تتوحد الأمة الإسلامية ضد التيار التكفيري المتمثل بجرائمه المروعة التي ترتكب في المساجد والمراكز الدينية في باكستان وأفغانستان وقتل الناس وجرائم عملاء أمريكا والكيان الصهيوني في كل مكان من الدول الإسلامية.
كما أشار رئيس الجمهورية الى أن عقد اجتماعات مثل المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية قد خلقت فهما مشتركا لاحتياجات العالم الإسلامي بين المعنيين، موضحا بأن النظرة المشتركة للعلماء والحاضرين في هذا المؤتمر هو التقريب ومواجهة التكفير، مؤكدا على أن “الرؤية المشتركة اليوم هي الصمود والمقاومة أمام الأعداء وليس التطبيع والاستسلام”.
واضاف آية الله رئيسي في هذا الإطار أن “اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بامتياز وحذفه لخيار الاستسلام والتسوية واجبار العدو على التراجع والانهزام”.
وفي ظل ما تعانيه القضية الفلسطينية على نحو خاص تصبح الوحدة بين دول المنطقة حاجة ملحة وضرورية، وبالتالي يجب العمل على الأرض وليس مجرد شعارات وقرارات لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، فالاحتلال الإسرائيلي يضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط حتى أن المجتمع الدولي غير آبه لما يعانيه الشعب الفلسطيني بل إن المجتمع الدولي يصم أذنيه عن ممارسات لاحتلال الإسرائيلي الوحشية، لذلك لا سبيل أمام دول المنطقة إلا الوحدة.
لو أن دول المنطقة موحدة كان ذلك شكل رادعاً للاحتلال الصهيوني فهو دخيل وكيان مصطنع بينما دول المنطقة متأصلة في هذه الأرض وبالتالي أصحاب الأرض لابد أن ينتصروا ولكن بشرط الوحدة والتكتل.
وهذا ما أكده قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي عندما أشار في حديثه إلى الساحة الفلسطينية حيث قال، إن الكيان الصهيوني مليء بالكراهية والغيظ. ليس تجاهنا فقط؛ بل الأمر ذاته تجاه الدول الأخرى.
وأضاف، ليس الكيان الصهيوني سعيدا بالدول البعيدة ومن حوله. إنه يكره مصر والعراق وسوريا. لماذا؟ لأن هدفهم كان من النيل إلى الفرات وهذا لم يحدث؛ هذه الدول لم تسمح بذلك على فترات ولأسباب مختلفة. إنهم مليؤون بالكراهية والغيظ.
وتابع، بالطبع، جاء في القرآن الكريم: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ. نعم اغضبوا وموتوا من الغضب. وهذا ما سيحدث. إنهم يموتون. بعون الله، سيتحقق قول "قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ" في حالة الكيان الصهيوني.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية أن الرهان على التطبيع مع الكيان الصهيوني رهان مليء بالخسارة.
وأضاف، الرأي القطعي للجمهورية الإسلامية هو أن الحكومات التي تتخذ من رهان التطبيع مع الكيان الصهيوني قدوة لنفسها ستخسر، والخسارة تنتظرها، وإنهم يخطئون. وكما يقول الأوروبيون، فإنهم يراهنون على حصان خاسر.
وتابع، اليوم، وضع الكيان الصهيوني ليس وضعاً يشجع على التقرب منه، ينبغي ألا يقعوا في هذا الخطأ.
وأضاف، ان الكيان الغاصب زائل، والانتفاضة الفلسطينية اليوم أكثر حيوية من أي وقت مضى خلال هذه الثمانين والسبعين عاما، اليوم الشباب الفلسطيني والانتفاضة الفلسطينية، حركة مناهضة للظلم، ومناهضة للصهيونية، وأكثر نشاطا وحيوية وجاهزية من أي وقت مضى كما ترون.
وتابع، إن شاء الله ستحقق هذه الانتفاضة النتيجة المرجوة وكما وصف الإمام الراحل (رض) الكيان الغاصب بالسرطان؛ سيتم استئصال هذا السرطان بالتأكيد بأيدي الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة برمتها بإذن الله.
ربما يشكل هذا المؤتمر المنبه الحقيقي للقضية التي لابد الانتباه لها والتي هي أنه طالما العدو المحتل بين دولنا فأي دولة ليست في مأمن حتى من ركب قطار التطبيع بل ستكون هذه الدول في مرمى الاستهداف دائماً ولن تنفعها أي علاقة مع العدو بل سترتد سلباً حتى على شعوبها.
فالمنطقة تعيش في حال من الصراعات العلنية منها والمخفية من خلال بث الفتن وإثارة القلاقل والنعرات الطائفية بما يزعزع استقرار الدول وأمنها، وبما يخدم المشاريع الأمريكية الصهيونية، الأمر الذي يقتضي المواجهة والمواجهة تتطلب الوحدة والإيمان بالقضية وبما يحيق بنا من مخاطر.
ويؤمل نجاح المؤتمر في تحقيق غايته الأساسية وهي توحيد صفوف الدول الإسلامية والعربية لمواجهة العدو الأخطر عدو التاريخ الاسلامي العريق وثقافتنا الدينية ومبادئنا على رأسها بالدفاع عن الحق ومواجهة الظلم ولاسيما فيما يتعلق بأعدل قضية في الوجود القضية الفلسطينية.
المصادر:
1- https://cutt.us/eG6rL
2- https://cutt.us/xaTnK
3- https://cutt.us/8jOId