دعم المقاومة الإسلامية العراقية لفلسطين
بعد الهجمات الإسرائيلية الوحشية على غزة والدعم القوي من الولايات المتحدة، والتي أدت إلى استشهاد آلاف المدنيين في قطاع غزة، شنت المقاومة الإسلامية العراقية دعماً للفلسطينيين هجمات عديدة على مصالح النظام الصهيوني وداعمها الرئيسي الولايات المتحدة في المنطقة.
بعد الهجمات الإسرائيلية الوحشية على غزة والدعم القوي من الولايات المتحدة، والتي أدت إلى استشهاد آلاف المدنيين في قطاع غزة، شنت المقاومة الإسلامية العراقية دعماً للفلسطينيين هجمات عديدة على مصالح النظام الصهيوني وداعمها الرئيسي الولايات المتحدة في المنطقة.
وعنوان "المقاومة الإسلامية في العراق"، الذي ظهر لأول مرة على قناة تليغرام في 26 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، لا يشير إلى جماعة محددة، بل هو اسم لمجموعات شبه عسكرية عراقية تعمل معا ضد إسرائيل وأميركا.
إن استخدام اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" من قبل المجموعات المقاتلة العراقية يسمح لها باستهداف قواعد القوات الأمريكية في العراق وسورية باستخدام اسم واحد. كما يسمح استخدام هذا الاسم لهذه المجموعات بعدم التعرف على الجهة التي نفذت الهجوم.
وأغلب الهجمات التي تنفذ تحت مسمى "مقاومة العراق الإسلامية" تنفذها جماعتا "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء". كما تستخدم مجموعات أخرى مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" أحيانًا اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" في أنشطتها.[1]
وبحسب المعلومات التي نشرتها قوات المقاومة مؤخرا، فإن مقاومة العراق الإسلامية نفذت 243 عملية خلال 200 يوم منذ اقتحام الأقصى، منها 90 هجمة على الأراضي العراقية، و65 هجمة على أهداف في الأراضي المحتلة، و88 هجمة على الأهداف الأمريكية في سورية.
لقد هاجمت المقاومة الإسلامية في العراق مناطق جغرافية مختلفة من الأراضي المحتلة؛ من حيفا في الشمال وبئر السبع في الوسط إلى ميناء الرشراش (إيلات) المهم في الجنوب.
وهاجمت المقاومة أهدافاً مهمة واستراتيجية في الأراضي المحتلة، أهمها مصفاة النفط ومطار حيفا، قاعدة رمات دافيد الجوية جنوب شرق حيفا، قاعدة عبدا الجوية، قاعدة تل النوف الجوية، ومبنى وزارة الحرب التابعة للنظام الصهيوني في تل أبيب و مطار تل أبيب والقاعدة البحرية الإسرائيلية في ميناء عم الرشارش.
وعلى الرغم من الرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات الصهيونية على نتائج هذه الهجمات، إلا أنها في بعض الحالات، عندما تحدث أضرار جسيمة، تضطر إلى الإبلاغ عنها بنفسها. وفي أحد هذه الهجمات، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة بدون طيار أطلقت من العراق أصابت مبنى في قاعدة بحرية في أم الرشراش، المدينة المحتلة في أقصى الجنوب، وألحقت أضرارًا بمبنى في خليج إيلات. وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن المبنى الذي أصيب كان عبارة عن حظيرة للسفن الحربية في قاعدة إيلات البحرية.[2] هذا النوع من التقارير المحدودة وغير المتسقة يعيد إلى الأذهان إمكانية حدوث أضرار جسيمة.
ومن النقاط المهمة التي استهدفتها المقاومة الإسلامية في العراق بهجمات عديدة، ميناء أم الرشراش (إيلات) جنوب الأراضي المحتلة. وتسببت هذه الهجمات، التي رافقتها هجمات أنصار الله اليمنية على هذه المنطقة، في إغلاق هذا الميناء والذي بدوره أدى إغلاق هذا الميناء المهم إلى خسائر اقتصادية كبيرة لهذا النظام.
ومنذ وقت ليس ببعيد، بدأت المقاومة الإسلامية في العراق المرحلة الثانية من عملياتها وأعلنت أن هدفها التالي هو محاصرة "الملاحة البحرية للنظام الصهيوني في البحر الأبيض المتوسط" و"إخراج الموانئ الإسرائيلية من العمل في هذا البحر". [3]
وقد أعلنت المقاومة الإسلامية العراقية مرارا وتكرارا أنها ستواصل عملياتها الانتقامية حتى توقف إسرائيل عمليات الإبادة الجماعية في غزة.
إن الرأي العام العراقي يتعاطف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وهذه الاعتداءات تتم أيضاً في هذا الاتجاه. وفي الوقت الحالي، لا تزال المشاعر المعادية لأميركا مرتفعة في العراق. وينظر العراقيون إلى الولايات المتحدة باعتبارها شريكا مباشرا في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وقد أدى هذا إلى تأجيج الدعوات بالمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من أراضيهم. [4]
إن المقاومة الإسلامية في العراق تحاول التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة بسلوك ذكي. وفي هذا السياق، عندما كان هناك وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، خفضت هجماتها مؤقتًا، ولكن عندما تم انتهاك الاتفاق من قبل النظام الصهيوني والولايات المتحدة، كثفت هجماتها.
ولذلك، وبعد الهجمات الجوية على قاعدة قوات المقاومة في ثكنة كالسو شمال بابل بالعراق، استأنفت المقاومة الإسلامية في العراق هجماتها على القواعد الأمريكية في سورية والعراق منذ الأسبوع الماضي.
وأخيرا يمكن الاستنتاج أن المقاومة الإسلامية في العراق، انسجاما مع مبادئها وإرادة الشعب العراقي، تهاجم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة بحملات متعددة رغم إن وسائل إعلامهم لاتنقل كل شيء ويمكن معرفة ذلك من خلال الهجمات المتبادلة للأميركيين والإسرائيليون والمراوغة في تقارير وسائل الإعلام الخاصة بهم.
[1] https://www.radiofarda.com/a/32827212.html
[2] https://www.timesofisrael.com/eilat-bay-building-damaged-by-drone-apparently-launched-from-iraq/
[3] https://www.tehrantimes.com/news/496176/Iraqi-resistance-expands-anti-Israeli-operations
[4] https://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/islamic-resistance-in-iraq-israel-hamas/