لا تزال السعودية تخطئ التقدير بشأن اليمن
لا تزال السعودية تخطئ التقدير بشأن اليمن
والفارق بين التحوط بين القوى الكبرى مثل امريكا وروسيا والصين وبين الرهان الإقليمي، هو أن النظام العالمي في طور التحول لنظام متعدد الأقطاب وهو ما يسمح بهذا الهامش من تعدد العلاقات، بينما الحرب الإقليمية، هي حرب وجودية وفقًا لحقيقة الصراع الوجودي بين “اسرائيل” وشعوب المنطقة، وبالتالي فإن هامش تعدد العلاقات يمكن أن يتواجد في حالة الهدنة والتي لا ينطبق عليها مفهوم السلم، بينما الحرب عندما تندلع، فهي لا تقبل القسمة ولا تسمح طبيعتها بالتحوط.
ويمكن فهم الخطوة السعودية بتعيين سفير لدى السلطة على أنه دعم للسلطة في مواجهة المقاومة، وهو مشروع أمريكي – إسرائيلي لا يجد بديلًا للتعامل الإجباري مع الفلسطينيين إلا عبر السلطة باعتبارها الطرف الوحيد الذي يمكن التنسيق معه، وبالتالي لا تتناقض السعودية مع أمريكا وفي ذات الوقت توحي بأنها تدعم القضية كمقدمة لإعلان التطبيع، بحيث يصعب الإعلان عنه وهناك قطيعة دبلوماسية مع كل الأطراف الفلسطينية، وبالتالي اختارت السعودية السلطة.
ولكن ما لا يمكن فهمه هو اتباع السعودية سياسة “صفر مشاكل” دون حل لقضية اليمن ووجودها كقنبلة موقوتة يمكن انفجارها وإفشال سياسة السعودية التي تريد مناخًا مستقرًا يخدم مشروعاتها الاستثمارية المنضوية تحت رؤية 2030 والتي تشترط سلامًا لجذب الاستثمار. ويبدو أن السعودية لا تزال تخطئ التقدير بشأن اليمن، حيث تعتبر “انصار الله” تابعة لايران، وبالتالي فإن التهدئة مع إيران تكفل استمرار الهدنة والهدوء في اليمن، وهو رهان خاطئ لأن ايران لا تفرض حربًا ولا تهدئة على أصدقائها، واليمنيون لهم قرارهم المستقل وصبرهم على الحصار والتلاعب والخداع لن يطول.