فلسطين ومصير مفاوضات الهدنة

بعد عملية "طوفان الأقصى" التي تم التخطيط لها من قبل المقاومين الفلسطينيين يقوم النظام الصهيوني بقتل الشعب الفلسطيني الأعزل بكل وحشية، متذرعًا بموضوع العثور على الرهائن اليهود فهو لا يتوانى عن ارتكاب أي جريمة. وأحد البرامج التي يسعى إليها المقاومون الفلسطينيون للحصول على مكاسب من الحكومة الصهيونية في المفاوضات هو موضوع إطلاق سراح الأسرى اليهود الذين تم أسرهم خلال عملية "طوفان الأقصى" على يد المجاهدين المسلمين(1). بينما اعتقلت الحكومة الصهيونية الكثير من الفلسطينيين في سجون الأراضي المحتلة على مر السنين. بالنظر إلى الأجواء المتوترة في الأشهر الأخيرة وضغوط الدول العربية والغربية على حكومة النظام الصهيوني لتحديد مصير مفاوضات الهدنة سنقوم الان بدراسة نتائج هذه المفاوضات.

حديث نتنياهو عن فشل المفاوضات يعد من العبارات التي تم التأكيد على صحتها في الأيام الأخيرة، وعدم رغبة الحكومة الصهيونية في تحقيق الهدنة هو أمر واضح(2). بسبب القضايا الداخلية والمشكلات التي عانى منها نتنياهو في الساحة السياسية داخل الأراضي المحتلة في السنوات الأخيرة، فإن الحرب وانعدام الأمن قد زادا من عمره السياسي كعلاج سحري. ويُحتمل أن تتفكك الحكومة الائتلافية لنتنياهو في اليوم التالي لانتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، حيث إن المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة ينتقدون بشدة إدارته وأسلوب قيادته، وخاصة في ظل الملفات المالية التي فتحت ضده في المحاكم، مما جعله يقع تحت ضغط كبير للاستقالة من منصبه. وبطبيعة الحال عكست الحرب الحالية جميع هذه النقائص ووفرت له الوقت الكافي للتغطية على نقاط ضعفه، في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن الاغتيالات الأخيرة التي وقعت في دول منطقة غرب آسيا تشير جميعها إلى عزم نتنياهو على إفشال مفاوضات الهدنة.

تعرضت المقاومة الفلسطينية للضغط الكبير بعد عملية "طوفان الأقصى" اختبأ المجاهدون المسلمون لعدة أشهر في الأنفاق السرية التي حفرها المقاومون في قطاع غزة ومناطق فلسطينية أخرى، ومن خلال هذه الاستراتيجية استطاعوا تأمين أنفسهم في الأشهر الأخيرة. إن استمرار الحرب وعدم تحقيق نتائج في مفاوضات الهدنة قد ألحق ضغطًا نفسيًا كبيرًا بالمقاومين. هذه قضية تُعتبر من حيل الصهاينة لاستغلال هذا الثغرة للضغط على مدى صبر المقاومة الفلسطينية، مما يجبر القادة الفلسطينيين على تقديم التنازلات اللازمة لحكومة نتنياهو لإظهار انتصار الحكومة اليهودية المفلسة.

الضغط على إيران : الحرب التي نشهدها في الأشهر الأخيرة بعد عملية "طوفان الأقصى" تحمل هدفًا خفيًا لصالح حكومة نتنياهو، وهو إدخال إيران بشكل مباشر في هذه القضية الأمنية. حيث لم تدخل إيران في العام الماضي في فخ الحروب الكارثية التي خططت لها الجبهة الغربية، وفي موضوع عملية "طوفان الأقصى"، كانت دعوة إيران تتمثل في عدم تصعيد التوتر في منطقة غرب آسيا، ومن أجل ذلك دعت عبر المفاوضات في محور المقاومة الجماعات المجاهدة في الدول المختلفة إلى التهدئة. تعلم حكومة الاحتلال أن دخول إيران المباشر في الحرب ضد الكيان الصهيوني يعني دخول الولايات المتحدة في هذا النزاع (3). دخول الولايات المتحدة في الحرب مع إيران يعد خطًا أحمر اتفقت عليه طهران وواشنطن، ولهذا السبب فإن محاولات نتنياهو اليائسة لإشراك إيران في هذه الحرب قد وصلت حتى الآن إلى طريق مسدود.

بشكل عام، يجب القول إن جهود الدول العربية وإيران لإنهاء الحرب في فلسطين قد فشلت لأسباب متعددة، ويرتبط هذا أكثر بعدم الجدية من جانب الحكومة الصهيونية لنجاح المفاوضات(4). تدرك حكومة نتنياهو أنه في اليوم التالي لوقف إطلاق النار لن يكون لديها أي وسيلة لتحويل أنظار العامة من الشعب اليهودي في الأراضي المحتلة لذا فهي تستخدم أشكالًا متعددة من وسائل العنف لتحويل مسار المفاوضات وعدم قف إطلاق النار"

 امیرعلی یگانه

1.      https://www.aljazeera.com/news/2024/1/21/hamas-says-october-7-attack-was-a-necessary-step-admits-to-some-faults

2.     https://www.aa.com.tr/en/middle-east/netanyahu-says-he-won-t-halt-gaza-war-disputes-bidens-cease-fire-proposal/3238789  

3.      https://time.com/7006500/israel-iran-us-netanyahu-haniyeh/

https://www.middleeastmonitor.com/20240704-hamas-accuses-israel-of-trying-to-evade-negotiations/