زيادة التوتر في المنطقة بسبب إسرائيل لمصلحة إيران!
شنت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مساء يوم (26 سبتمبر 2024) هجمات بالصواريخ البالستية ضد القواعد العسكرية لنظام الاحتلال الصهيوني، رداً على اغتيال قيادات محور المقاومة وهم الشهيد "إسماعيل هنية" الذي اغتيل داخل الأراضي الإيرانية والشهيد "سيد حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله لبنان، والشهيد "عباس نيّلفروشان" نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، وذلك خلال العملية التي أطلق عليها "الوعد الصادق 2". وكان الهدف من هذا الهجوم هو إثبات أن الردع الأمني والكرامة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو خط أحمر في مواجهة الأعداء.
شنت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مساء يوم (26 سبتمبر 2024) هجمات بالصواريخ البالستية ضد القواعد العسكرية لنظام الاحتلال الصهيوني، رداً على اغتيال قيادات محور المقاومة وهم الشهيد "إسماعيل هنية" الذي اغتيل داخل الأراضي الإيرانية والشهيد "سيد حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله لبنان، والشهيد "عباس نيّلفروشان" نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، وذلك خلال العملية التي أطلق عليها "الوعد الصادق 2". وكان الهدف من هذا الهجوم هو إثبات أن الردع الأمني والكرامة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو خط أحمر في مواجهة الأعداء. [1]
كان الرد العسكري الإيراني خطوة ذكية ومحدودة ودقيقة تحمل في طياتها أهدافًا سياسية. وقد جاء هذا الرد بعد نفاد صبر إيران الاستراتيجي، إثر الاعتداءات على حزب الله والجنوب اللبناني. وهدفت إيران من خلال هذه العمليات إلى تقليل الضغط الذي يمارسه سلاح الجو الإسرائيلي على الجنوب اللبناني ودعم المقاومة من خلال استهداف القواعد والمطارات العسكرية الإسرائيلية. ونظرًا لأن المقاومة لا تمتلك نظام دفاع جوي فعال لردع الهجمات الإسرائيلية فقد ساهمت هذه العملية في تحسين توازن القوة العسكرية قليلاً.
من جهة أخرى فإن هذا الرد يعزز من معنويات مقاتلي المقاومة ويخفف من التأثيرات النفسية والاحباط الناتج عن نجاحات الصهاينة في الاختراق والاغتيال والتجاوزات العدوانية على المدن والقرى في الجنوب. كما أن هذه العمليات تؤدي إلى انخفاض الشعور بالثقة والهدوء الذي حاول نتنياهو وأعضاء حكومته ترويجه في الأوساط السياسية والعامة بعد السابع من أكتوبر.
بالإضافة إلى ذلك فإن عدم استهداف المناطق السكنية والمدنيين يُعتبر رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة والأراضي المحتلة تُظهر أن إيران لا تزال غير راغبة في توسيع نطاق الحرب. ويتيح ذلك للولايات المتحدة والدول الغربية الضغط على نتنياهو لتخفيف التوترات. [2]
إن الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني كانت في الواقع نوعًا من الرد على التهديدات الجديدة الإقليمية والدولية. وقد عرضت الردود الصاروخية السريعة لإيران ضد المناطق المحتلة قدرتها على الاختراق وتجاوز درع القبة الحديدية مما أبرز قدراتها الصاروخية.
تسعى إيران دائمًا لتعزيز قدرتها التدميرية وزيادة نطاق وسرعة ودقة أسلحتها من أجل الحفاظ على أمنها وتقوية ردعها في الوصول إلى نقطة مركزية من القوة. ويشير الخبراء الغربيون في تحليل استراتيجيتها الصاروخية إلى أن تعزيز الردع يعتبر عاملًا مهمًا في الاستراتيجية الصاروخية الإيرانية بناءً على نظرية الواقعية الجديدة من أجل تحقيق توازن الردع. [3]
وفي هذا السياق يعلق "ويليام ألبرك"، المدير السابق لبرنامج مراقبة الأسلحة في الناتو، على الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إسرائيل بقوله: "تُقيَّم القدرات الصاروخية الإيرانية بشكل جيد، ولا ينبغي علينا تجاهل هذه الحقيقة أن إيران من الناحية الفنية دولة متقدمة جداً. لقد حولت إيران قدراتها الصاروخية إلى أداة مفيدة للغاية للسياسة والاقتصاد، وأدى الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إسرائيل إلى تغيير المعادلات في الشرق الأوسط". [4]
إن الجرائم الوحشية للصهاينة قد جعلت الرأي العام العالمي وخاصةً في الدول العربية والشرق الأوسط، يكره الصهاينة. وقد وصل دعم إيران لحماس وحزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، وهو ما ساهم في رفع مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نظر شعوب المنطقة إلى ذروته من خلال عمليات "الوعد الصادق 2".
يعكس رفع علم إيران في التجمعات الشعبية بهذه الدول والردود الإيجابية التي يشاركها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن إيران، الشعبية المتزايدة وتأثير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الواضح في أوساط الناس في المنطقة.
الآن تُعتبر مكانة إيران في المعادلات الإقليمية أمرًا بالغ الأهمية ولا ينبغي التقليل من قيمة دورها من قبل أي من اللاعبين الإقليميين خصوصًا النظام الصهيوني.
إن التوترات المتزايدة التي خلقها النظام الصهيوني ستدفع دول المنطقة والعالم إلى إعادة تقييم الوضع في المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار رد فعل إيران وسوف تؤدي إلى عواقب مثل حرب واسعة النطاق أو سلام مشروط. كما أن هذه التطورات ستخفف التوترات الاجتماعية داخل إيران بعد الغضب الذي سببه اغتيال الشهيدين هنية ونصر الله وستعزز الثقة في الرئيس الإيراني الجديد وتجبر النظام الصهيوني والولايات المتحدة على العودة إلى قواعد التعامل السابقة.
[1] isna.ir/xdRYRt
[2] https://nournews.ir/n/192284
[3] http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/2028704/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%88%D8%B4%DA%A9%DB%8C-%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88-%D8%AA%D8%A7%D8%AB%DB%8C%D8%B1-%D8%A2%D9%86-%D8%A8%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D8%B2%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%AF%DA%AF%DB%8C-%D9%88-%D8%A7%D9%85%D9%86%DB%8C%D8%AA-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D9%87-%D8%A7%DB%8C
[4] https://www.tabnak.ir/fa/news/1263346/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%85%DB%8C%D8%A7%D9%86%D9%87-%D8%A8%D8%A7-%D8%AD%D9%85%D9%84%D9%87-%D9%85%D9%88%D8%B4%DA%A9%DB%8C-%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%BA%DB%8C%DB%8C%D8%B1-%DA%A9%D8%B1%D8%AF-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D8%AA%D9%86%D8%B4-%D8%A8%D9%87-%D9%86%D9%81%D8%B9-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%BE-%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D9%88%D8%AF