خلاف في الكونغرس على خطاب نتنياهو
رغم احتمال صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محكمة لاهاي، إلا أن رئيس مجلس النواب الأميركي أعلن أننا سنستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي قريباً في جلسة الكونغرس. وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي، إنه سيتم استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي في الجلسة المشتركة للكونغرس.
رغم احتمال صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محكمة لاهاي، إلا أن رئيس مجلس النواب الأميركي أعلن أننا سنستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي قريباً في جلسة الكونغرس. وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي، إنه سيتم استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي في الجلسة المشتركة للكونغرس.
ويعني الاجتماع المشترك للكونغرس هو الاجتماع المشترك لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، وهو من أعلى مستويات الترحيب بالقادة الأجانب في أميركا. وقد تم تحديد يوم 24 يوليو (3 أغسطس) لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجلسة المشتركة للكونغرس الأمريكي.
من المؤكد أن ظهور نتنياهو في الكونجرس والذي يثير للانقسام بشكل متزايد سيكون مثيرًا جداً للجدل، وذلك مع زيادة الاحتجاجات داخل مبنى الكابيتول من قبل المشرعين وخارجه من قبل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وتزايد الانقسامات في عام الانتخابات بين الديمقراطيين، وسوف يكشف ذلك عن الحرب المستمرة منذ أشهر ضد حماس من أجل الملاحقة القانونية ومحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يتغيب المشرعون الديمقراطيون الذين ينتقدون استراتيجية نتنياهو عن هذا الخطاب.
وسبق أن عارض عدد من النواب الديمقراطيين وأعضاء مجلس الشيوخ دعوة نتنياهو، لكن جونسون هدد بأنه إذا لم يوافق مجلس الشيوخ على التوقيع على الدعوة، فإنه هو نفسه سيدعو نتنياهو للتحدث في مجلس النواب.[1]
وقد وقع مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجمهوري، وتشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، وحكيم جيفريز، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، على رسالة الدعوة إلى نتنياهو.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن خطاب نتنياهو يمنحه الفرصة للتدخل في السياسة الأمريكية مرة أخرى، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى الإضرار بالعلاقات بين واشنطن وتل أبيب على المدى الطويل.
وبهذه الدعوة، أعطى الكونجرس لرئيس الوزراء الإسرائيلي فرصة للتدخل في السياسة الأمريكية، ويفكر بعض الديمقراطيين الأمريكيين الآن في مقاطعة الخطاب لأنهم يدركون بوضوح أن الخطاب يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.
وإذا استخدم نتنياهو خطابه في الكونجرس لتقويض أداء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومهاجمة منتقديه الديمقراطيين، فإن ذلك قد يسبب المزيد من التوتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ويضر بالعلاقة بين الجانبين على المدى الطويل.
ويشعر العديد من الديمقراطيين في الكونجرس بخيبة أمل أتجاه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لموافقته على اقتراح رئيس مجلس النواب مايك جونسون بدعوة نتنياهو. وفي خطابه أمام الكونغرس الأميركي في مارس/آذار، دعا شومر إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل ووصف نتنياهو بأنه "عقبة أمام السلام".
وقال بعض الديمقراطيين إن شومر وافق على هذه الدعوة تحت تأثير دوافع سياسية لأنه لم يكن ينوي اعتباره معاديا لإسرائيل بمعارضته هذا الاقتراح الذي يدخل أيضا في عام الانتخابات في الولايات المتحدة. وقال شومر في بيان إنه وافق على الدعوة لأن علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل "ثابتة ولا تتعلق بشخص واحد".
وفي عام 2015، استخدم نتنياهو خطابًا مشتركًا أمام الكونجرس للضغط ضد الاتفاق النووي الإيراني في ظل إدارة الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما. ورفض ثمانية وخمسون ديمقراطيًا المشاركة في هذا الخطاب. وفي هذه الجولة من خطاب نتنياهو في الكونغرس، يمكن أن يرتفع هذا العدد.
لقد وصل الديمقراطيون إلى طريق مسدود؛ إذا قاطعوا خطاب نتنياهو، فسوف يعرضون أنفسهم لهجمات اليمين لكونهم مناهضين لإسرائيل، وإذا شاركوا في هذا الخطاب، فسوف يتعرضون لانتقادات من اليسار التقدمي لدعمهم الهجمات ضد حزبهم.
ويمكن لنتنياهو استغلال هذه الفرصة لشكر الولايات المتحدة على دعمها، والموافقة على نهج إدارة بايدن، والتعبير عن آرائه بشأن مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، لكن حتى الآن لم تظهر أي علامة على مثل هذا الاستعداد عند رئيس الوزراء الأسرائيلي.
وبعد اقتراحه الجديد لوقف إطلاق النار في غزة، قال بايدن في انتقاد نادر إن هناك "أسبابا قاهرة" للاعتقاد بأن نتنياهو قام بإطالة أمد الصراع مع حماس من أجل الحفاظ على سلطته السياسية.
وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، رفض نتنياهو تأكيد ادعائه بشأن موافقة إسرائيل على خطة بايدن لوقف إطلاق النار. وأعلن بايدن هذه الخطة قبل ثلاثة أسابيع ووافق عليها مجلس الأمن.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، الذي لا يزال مترددا في المشاركة في خطاب نتنياهو، إن الجمهوريين في الكونغرس من خلال دعوة نتنياهو في هذه اللحظة الحرجة، لا يساعدون رئيس وزراء النظام الإسرائيلي فقط على إضعاف استراتيجية إدارة بايدن، بل ساعده في إنقاذه من المأزق السياسي الحالي. كل شيء يشير إلى أن نتنياهو يركز على خلاصه السياسي على حساب المصالح الإسرائيلية أو حتى العلاقات الأميركية الإسرائيلية. ولا ينبغي لنا أن نكون جزءاً من هذه المغامرة. [2]
العديد من الديمقراطيين التقدميين غاضبون من نتنياهو. ويعتبرون رئيس وزراء النظام الصهيوني عائقًا أمام وقف الحرب في غزة ومسؤولًا عن الأزمة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون الفلسطينيون في هذه المنطقة.
وبحسب التقارير، فقد أعلن عدد كبير من الديمقراطيين الأمريكيين أنهم لن يشاركوا في خطاب نتنياهو القادم أمام الكونجرس الأمريكي في يوليو المقبل. كما قالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، في مقابلة، إنها لو كانت لا تزال رئيسة لمجلس النواب، لما دعت نتنياهو للتحدث في المجلس.
وتجري المشاورات بشأن خطاب نتنياهو المرتقب في الكونجرس الأميركي، وهذه المناقشات لا تجري فقط بين الديمقراطيين التقدميين، بل أيضاً بين المشرعين الديمقراطيين الآخرين.
ويقول أحد المشرعين الديمقراطيين إنه ينوي حضور خطاب نتنياهو، لكنه يريد تعطيل عملية هذا البرنامج وهذا الخطاب. كما يقول بعضهم إن هناك مخططات أبعد من «مقاطعة خطاب نتنياهو»، لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى توافق في هذا الشأن.[3]
ومن المقرر أن يكون بنيامين نتنياهو أول زعيم أجنبي يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي للمرة الرابعة، على الرغم من الخلافات العميقة مع إدارة بايدن. سيحدث هذا الخطاب المحتمل في الوقت الذي يواجه فيه النظام الصهيوني ورئيس وزرائه المكروه معارضة كبيرة في الرأي العام العالمي والولايات المتحدة، وهي معارضة وصلت حتى إلى قاعدة الدعم الرئيسية لإسرائيل وهي الكونغرس. ومن الممكن أن يشكل خطاب نتنياهو خطوة إلى الوراء في العلاقات الأميركية الإسرائيلية ويزيد من التوتر في العلاقات بين الجانبين.
[1] https://apnews.com/article/israel-netanyahu-congress-joint-address-14f9a58639a49a79ad30d51fc742fe67#
[2] https://www.washingtonpost.com/opinions/2024/06/14/israel-netanyahu-congress-speech-gaza-democrats/
[3] https://www.isna.ir/news/1403032617610/%D8%A2%DA%A9%D8%B3%DB%8C%D9%88%D8%B3-%D8%AF%D9%85%D9%88%DA%A9%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D9%87-%D8%AF%D9%86%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%82%D8%AF%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA%DB%8C-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%B1-%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D8%A7%DB%8C%DA%A9%D9%88%D8%AA-%D8%B3%D8%AE%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%86%DB%8C