خطة الإمارات لغزة بعد الحرب

بدأت الإمارات بتسريع تنفيذ خططها لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وهي الآن تُدبر مؤامرة ضد هذه المنطقة وتسعى لإزاحة حركة حماس عن إدارتها. حيث تقوم أبوظبي بتفعيل قنوات غير رسمية للحوار مع الأطراف المعادية للمقاومة بهدف السيطرة على قطاع غزة وإبعاد حماس عن إدارة هذه المنطقة. وتعمل الإمارات بالتعاون مع "محمد دحلان"، أحد القيادات المنفصلة عن حركة فتح، على تصميم آلية جديدة لإدارة قطاع غزة، واعتبرت ملف معالجة القضايا الإنسانية مقدمة لدخولها إلى هذه المنطقة.

يوليو 27, 2024 - 14:51
خطة الإمارات لغزة بعد الحرب
خطة الإمارات لغزة بعد الحرب

بدأت الإمارات بتسريع تنفيذ خططها لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وهي الآن تُدبر مؤامرة ضد هذه المنطقة وتسعى لإزاحة حركة حماس عن إدارتها. حيث تقوم أبوظبي بتفعيل قنوات غير رسمية للحوار مع الأطراف المعادية للمقاومة بهدف السيطرة على قطاع غزة وإبعاد حماس عن إدارة هذه المنطقة. وتعمل الإمارات بالتعاون مع "محمد دحلان"، أحد القيادات المنفصلة عن حركة فتح، على تصميم آلية جديدة لإدارة قطاع غزة، واعتبرت ملف معالجة القضايا الإنسانية مقدمة لدخولها إلى هذه المنطقة.

قد قام اللواء "غسان عليان"، منسق الأنشطة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، بزيارة الإمارات أربع مرات منذ بداية الحرب، حيث التقى بدحلان ومسؤولين إماراتيين وتحدث معهم.

في أواخر شهر (يونيو) الماضي، عُقد اجتماع مشترك بحضور مسؤولين عسكريين من الكيان الصهيوني وخمس دول عربية تشمل البحرين والإمارات والسعودية والأردن ومصر في البحرين، وكان جدول أعماله دراسة إمكانية مشاركة الدول العربية في إدارة قطاع غزة من خلال إنشاء قوة لحفظ السلام (كما يُطلق عليها). وقد ربط ممثلو الدول العربية مشاركتهم في هذه القوة المشتركة بوجود إطار وهيكل دولي وخروج كامل لعسكريي الكيان الصهيوني من غزة.[1]

الإمارات هي الدولة الأولى التي أعلنت أنها قد تستقر قوة برية في قطاع غزة. وقد جاء هذا الإعلان في وقت تعمل فيه الدول العربية والغربية على تطوير خطة عملية للمرحلة التي تعقب الحرب في غزة.

تسعى الولايات المتحدة إلى تشجيع الدول العربية على المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة كجزء من خطط ما بعد الحرب، التي دخلت شهرها العاشر. لكن تفاصيل مهمة هذه القوة متعددة الجنسيات بما في ذلك ما إذا كانت ستكون قوة عسكرية أم شرطة لا تزال قيد النقاش.[2]

قال نتنياهو إنه يريد أن تكون الإمارات جزءًا من برنامج لغزة بعد الحرب. ويطلب رئيس وزراء الكيان الصهيوني من الإمارات إرسال جنود إلى هذه المنطقة ودفع تكاليف إعادة بناء وصيانة نظام التعليم في غزة، بهدف ما يعتبره "نزع التطرف" عن الناس. ومع ذلك لم يظهر نتنياهو حتى الآن أي رغبة في إنهاء الحرب. كما يرفض أي دور رسمي للسلطة الفلسطينية في غزة، ولا يرغب في استئناف العملية السياسية القائمة على حل الدولتين.

من جهة أخرى، عقدت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات اجتماعًا سريًا في 18 يوليو في أبوظبي حول خطة "اليوم التالي" للحرب في غزة. يدل هذا الاجتماع إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أدرك ضرورة وجود خطة واقعية لكيفية إدارة غزة بعد الحرب.

بحسب ما صرح به المسئولين الإسرائيليين، كان عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات هو المضيف لهذا الاجتماع، وقد حضر برت مكغورك المستشار الأعلى للرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وتام ساليفان مستشار وزارة الخارجية من جانب الولايات المتحدة. كما شارك ران درمر وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل وهو من المقربين من نتنياهو في هذا الاجتماع. بالإضافة إلى ذلك سافر مع درمر اثنان من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين الذين عملوا على اقتراحات إسرائيل بشأن خطط اليوم التالي لقطاع غزة.

قبل يوم واحد من وصول الإسرائيليين إلى أبوظبي، قدم الإماراتيون مقترحاتهم ليوم ما بعد الحرب في مقال من إعداد المندوبة الخاصة ل بن زايد لانا نصيبة. وكانت الإمارات مستعدة لتكون جزءًا من القوة الدولية، ولكنها قدمت عدة شروط رئيسية:

"يجب أن تدخل القوة الدولية إلى غزة بدعوة رسمية من السلطة الفلسطينية؛ ويجب أن تجري السلطة الفلسطينية إصلاحات ذات مغزى وتُقاد من قبل رئيس وزراء جديد يتمتع بالسلطة والاستقلال؛ يجب على الحكومة الإسرائيلية السماح للسلطة الفلسطينية بأن تلعب دورًا في إدارة غزة وتوافق على عملية سياسية تستند إلى حل الدولتين؛ ويجب أن تلعب الولايات المتحدة دور القيادة في أي مبادرة لخطة 'اليوم التالي'." [3]

هذا النهج من الإمارات يعكس استمرار السياسات التي تبنتها في السنوات الأخيرة، أي معارضة الحركات الإسلامية مثل حماس، والحضور في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، وتوسيع العلاقات متعددة الأبعاد مع الكيان الصهيوني، خاصة بعد تطبيع العلاقات مع هذا الكيان في عام 2020.

يسعى الإماراتيون، الذين لديهم حضور بارز  في المجال الصحي والعلاجي والإنساني في غزة والضفة الغربية، إلى إزاحة قطر لتكون الدولة العربية الأكثر نفوذًا في فلسطين. وتهدف أبوظبي من خلال إصلاح السلطة الفلسطينية واختيار شخصية مقربة لها كرئيس للوزراء الفلسطيني إلى توحيد الضفة الغربية وغزة تحت حكومة واحدة، وبالتنسيق مع الصهاينة من خلال إضعاف حماس أو كما يُطلقون عليها، عملية "مدنية غزة" لتقديم خدمة كبيرة لأمريكا وإسرائيل، على أمل أن يمنح هذا الأخير مكانة أكبر للإمارات في خططها المستقبلية.

لكن الإمارات اتخذت مسارًا صعبًا، ويعتقد بعض الخبراء أنه غير وارد. كما إن واحدة من أهم هذه الصعوبات هي أن الفلسطينيين ينظرون إلى الإمارات كخائن ومتواطئ مع الصهاينة في جرائمهم.

محمدصالح قربانی


[1] irna.ir/xjR6dt

[2] isna.ir/xdRwLh

[3] https://www.axios.com/2024/07/23/us-israel-gaza-rebuild-talks-uae