حزب الله يضاعف إطلاق طائراته المسيرة وصواريخه المضادة للدروع: 120 ألف مستوطن ضمن مدى النيران
البيانات تظهر "بشكل لا لبس فيه أن هناك زيادة في هجمات حزب الله على الشمال"، ووفقاً لمعهد "علما"، فقد كان شهر أيار/مايو الأسوء من ناحية زيادة النيران من لبنان، والـ 120 ألف مواطن الذين دخلوا ضمن مدى النيران ولم يتمّ إجلاؤهم على الإطلاق.
تحدث تقرير في موقع واينت الإسرائيلي عن الزيادة التي أدخلها حزب الله على حجم نيرانه ضد الاحتلال في الأيام الأخيرة وأثرها على الاحتلال وجمهور المستوطنين.
وأكّد التقرير أنه في نهاريا، "ركضوا إلى الأماكن المحصنة ثلاث مرات أمس، واندلع حريق بعد سقوط طائرة مسيرة، وفي عكا، انطلقت صفارات الإنذار لليوم الثالث على التوالي، وفي كتسارين تعاملوا لساعات مع النيران بعد صلية"، ناقلاً سخرية أحد المستوطنين من تقييمات الحكومة وردود فعلها على هجمات حزب الله بالقول متهكماً: "لا توجد حرب في الشمال!".
ولفت الموقع إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي لا ينشر معطيات، مشيراً إلى أنّ معهد علما نشر إحصائية شهر أيار/مايو، التي تظهر أنّه شهد أكبر عدد من الهجمات من قبل حزب الله.
وأشار التقرير إلى أنّ "نهاريا وعكا هما من المدن الشمالية في إسرائيل، ولكن لعدة أشهر، نسبياً على الأقل - وبالتأكيد مقارنة بالمستوطنات القريبة - كان الوضع هادئاً، ففي نهاريا لم يكن هناك صفارة إنذار لمدة خمسة أشهر متتالية، من تشرين الثاني/نوفمبر إلى نيسان/أبريل".
كما ذكّر بأنه "في عكا أيضاً لم تكن صفارة إنذار لمدة أربعة أشهر، من أواخر كانون الأول/ديسمبر إلى أواخر نيسان/أبريل"، لكنه لفت إلى أنّه "في الأيام الأخيرة، كان الواقع مختلفاً تماماً".
وأضاف التقرير أنه "في نهاريا، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 66,000 نسمة، هرعوا جميعاً إلى الأماكن المحصنة ثلاث مرات أمس، بعد سلسلة من صفارات الإنذار في حوالي الساعة 15:00، ثم في الساعة 19:19 ثم 20:00. في الحالة الأخيرة، سقطت طائرة مسيّرة في المدينة - ضربة مباشرة على نهاريا، لأول مرة منذ بداية الحرب".
"محاولات اعتراض فاشلة"
ويتابع أنه "في الجيش الإسرائيلي اعترفوا بأنه كانت هناك عدة محاولات فاشلة لاعتراض الطائرة المسيرة، واندلع حريق، واعترف الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق بأنه نجم عن سقوط الطائرة المسيّرة وليس عن شظايا اعتراضية".
وبينّ التقرير أنه "في لقطات من مكان الحادث، بالقرب من المباني الشاهقة، يمكن سماع أحد سكان المدينة وهو يقول بسخرية: لا توجد حرب في الشمال.. الآن سيقولون لقد سقطت في مناطق مفتوحة".
وبعد ذلك، أعلن العمدة رونين مارلي أنّ المدينة عادت إلى الروتين الكامل، لكنه قال إنه في الساعة 6 صباحاً سيتمّ إصدار بيان نهائي بشأن فتح المدارس في المدينة.
وقد صدر بالفعل اليوم صباحاً بيان أكّد أنّ المدارس والحياة في المدينة ستعود إلى طبيعتها بعد هجوم أمس.
كذلك، في هذه الأثناء في عكا، التي يقطنها 52,000 شخص، دوّت صفارات الإنذار لليوم الثالث على التوالي، وأول أمس، تمّ توثيق شظايا من طائرة مسيّرة في المدينة.
نهاريا وعكا ليستا التجمعين السكانين الكبيرين الوحيدين اللذين دخلا مؤخراً مرمى نيران حزب الله، يكشف التقرير، فكتسارين، وهي أكبر تجمع سكاني في الجولان، قُصفت أمس بوابل من الصواريخ التي تسببت في اندلاع حرائق في عدة مواقع، ومثل عكا ونهاريا، لم يتمّ إخلاء سكانها أيضاً، وهناك، كما هو الحال في عكا، هناك الكثير من المباني من دون غرف محصنة.
ويشير إلى أنّ "15 من طواقم الإطفاء عملوا لساعات ضد الحرائق في كتسارين، بمساعدة 6 طائرات إطفاء، ليسيطروا على الحريق، كما اندلعت حرائق أخرى في كريات شمونة ويفتاح وأنيعام وفي منطقة نهر يهوديا وناحال زفيتان، وبعضها لم يتمّ إخماده بعد".
وقال قائد المنطقة الشمالية في الإطفاء، يائير إلكايام، إنه "من المتوقع أن تستمر مكافحة الحرائق في بعض المواقع الليلة أيضاً".
"زيادة كبيرة: أرقام هجمات حزب الله"
وبحسب التقرير، تظهر البيانات "بشكل لا لبس فيه أن هناك زيادة في هجمات حزب الله على الشمال، وفقاً لمعهد "علما"، فقد كان شهر أيار/مايو هو الشهر الذي نفذ فيه حزب الله أكبر عدد من الهجمات على إسرائيل، بلغ 325 هجوماً.
وبلغ المتوسط اليومي للهجمات 10 هجمات في اليوم، مقارنة بشهر نيسان/أبريل، عندما نفذ حزب الله 238 هجوماً، بمعدل 7.8 هجمات في اليوم.
وأكد الموقع أنّ "الجيش الإسرائيلي يدّعي أن هذه الأرقام غير معروفة، وأن شهر كانون الأول/ديسمبر كان الشهر الذي شهد أكبر عدد من عمليات الإطلاق، لكن معهد "علما" يقول إنّ هذا مخطط بياني لجميع أنواع الهجمات، دون عدد القذائف الصاروخية التي أطلقت في كل صلية".
95 صاروخ مضاد للدروع في أيار/مايو و85 مسيرة
ويوضح أنه "في مايو/أيار، كانت هناك زيادة كبيرة في استخدام حزب الله للصواريخ المضادة للدروع والطائرات المسيّرة، من 50 حادثة إطلاق ضد الدروع في نيسان/أبريل إلى 95 في أيار/مايو، ومن 42 عملية تسلل طائرة مسيّرة في نيسان/أبريل إلى 85 في أيار/مايو".
ويضيف أنه "في الواقع، شهدت الأشهر الأربعة الماضية ارتفاعاً بأكثر من 12 ضعفاً في حوادث الطائرات المسيّرة".
كما لفت إلى وجود "زيادة مدى النيران، بشكل رئيسي عن طريق إطلاق طائرات مسيرة، على خلفية معضلة إسرائيل حول ما إذا كانت ستشن معركة في الشمال".
وتحدث التقرير عن أنّ "لواء غولاني تدرب على مناورة مع قتال هجومي يبدأ في الأراضي الإسرائيلية، وهناك توافق آراء في الجيش الإسرائيلي على أنه فقط خطوة مبادرة ضد حزب ستكسر الجمود الخطير، لكن المستوى السياسي لم يتخذ قراراً بعد".
ويتابع أنّ "النيران المتزايدة من لبنان ترفع من مستوى التوتر، وهذا يسبب أيضاً مواجهات" – مثل التي كشفها موقع "واينت" بين قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين ورئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن، الذي قال له: "لقد سئمت من أن أكون عارضة أزياء هنا وأن ألتقي برجل يعتقد أنني جنديه"،ثم غادر الجلسة.
كذلك، يقدم مجلس الجليل الأعلى كلّ يوم ملخصاً للأحداث الأمنية في القطاع، وبالأمس كان هذا الملخص "طويلاً بشكل خاص - وربما أحد أطول الملخصات منذ بداية الحرب، ولا يشمل حتى صفارات الإنذار في نهاريا وعكا، التي تقع في قطاع آخر"، يختم التقرير.
المصدر: الميادين