حادثة 11 أيلول ذريعة أمريكية لخلق التوترات الدائمة في الشرق الأوسط
تعتبر حادثة 11 ايلول في الولايات المتحدة، التي نظمها تنظيم القاعدة وخطط لها بمثابة هجوم ضد أمريكا. وكان هدفها الرئيسي إخراج أمريكا من الشرق الأوسط وتحديداً من المملكة العربية السعودية. حيث كان الأعضاء السعوديون في تنظيم القاعدة يعارضون بشدة العائلة المالكة في هذا البلد وسياستها اتجاه الولايات المتحدة وما زالوا كذلك.
ويليام أورمان بيمان هو أستاذ دكتور ورئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية. وكان أيضًا رئيسًا لقسم الشرق الأوسط في جمعية الأنثروبولوجيا من عام 2005 إلى عام 2008. حصل على شهادته من جامعة شيكاغو عام 1976 ويعتقد أن: عناصر تنظيم القاعدة، وخاصة زعيمها أسامة بن كانوا يحظون بدعم مباشر من الحكومة الأمريكية، والسبب هو أن أمريكا أرادت خلال الحرب الباردة مواجهة النفوذ السوفييتي في المنطقة، وكان تنظيم القاعدة أحد أدواته التي أوجدها لهذا الغرض، لكن هذه الحقيقة تم إخفاءها من قبل كل من الولايات المتحدة وحكومة المملكة العربية السعودية.
وبالطبع لم تدين الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بسبب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وبدلا من ذلك ذهبت إدارة بوش آنذاك لتفيذ شعار " لاتدع الأزمة الحالية تذهب سدى " وقررت استخدام هذه المأساة لتنفيذ استراتيجية "المحافظين الجدد" في الشرق الأوسط لتغيير بنية هذه المنطقة من خلال تغيير حكوماتها لتفيذ مخططات.[1]
ورغم أن حادثة 11 سبتمبر، بحسب الروايات الرسمية المنتشرة، تمت بمسؤولية تنظيم القاعدة وبرعياتها رسميا"، إلا أن الشكوك لا تزال كثيرة حولها بعد مرور 22 عاما.
يعتبر ستيفن جونز عالم الفيزياء النووية والمنظّر والأستاذ بجامعة بريجهام يونج بالولايات المتحدة، أحد أهم الباحثين في أحداث 11 سبتمبر. وفي مقابلة بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر 2014 لوكالة تسنيم للأنباء، وردا على سؤال ما إذا كانت فرضية "الانفجار الهندسي" هي الفرضية الوحيدة المقبولة للسقوط الحر لهذه الأبراج، يقول: "لقد اعترفت مؤسسة المعايير والتكنولوجيا الوطنية بأن الأبراج سقطت تماما بسرعة السقوط الحر، أي بتسارع قريب من السقوط الحر. كما سقط المبنى رقم 7 المكون من 47 طابقًا بارتفاع أكثر من 100 قدم بسرعة السقوط الحر، وقد اعترف المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا أخيرًا بذلك بعد التحقيق الذي أجريته أنا وديفيد تشاندلر حيث طالبنا بكشف الحقائق والأدلة.[2]
ومن المعروف أنهم يقولون إن أكبر الفائزين في الحرب هم تجار السلاح. وكان الهجوم الأميركي على أفغانستان بأمر من جورج بوش مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر بمثابة استئناف لسياسة الحروب المستمرة التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط، والتي لم ترغب الولايات المتحدة قط في إيقافها.
وبعد عام تقريبا من الحرب غير الحاسمة في أفغانستان، أصبحت ذريعة وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق هي الذريعة للهجوم الأمريكي على نظام صدام، والذي استمر رسميا لمدة 7 سنوات، حتى عام 2010. خلال كل هذه السنوات، استمرت الحرب في أفغانستان مع ازدياد الوجود العسكري الأمريكي هناك بكثرة.
وبعد انتهاء الحرب في العراق واعتقال صدام في ديسمبر/كانون الأول 2003، استجوبت الولايات المتحدة صدام قرابة ثلاث سنوات وبررت وجودها في العراق بذرائع كاذبة. وفي عام 2006، ومع انتصار حزب الله اللبناني في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً في بيروت وبعد إعدام صدام، شهد العراق السلام لبعض الوقت، لكن للأسف هذا السلام لم يدوم طويلاً.
وخلال تلك السنوات، تمكنت القوى العراقية، وخاصة الأكراد والشيعة، من تشكيل تنظيماتها الخاصة مع انخفاض انحسار قوة حزب البعث وعدم هيمنة القوات الأجنبية، والتخلص من سنوات الدكتاتورية الداخلية الطويلة، والتي كانت مدعومة بالكامل من قبل القوى الأجنبية. لكن القوى الغربية المتغطرسة وخاصة أمريكا، لم تستطع تحمل تشكيل حكومة إسلامية مستقلة أخرى في المنطقة إلى جانب إيران، سواء كانت حكومة شيعية أو سنية.
والدليل على هذا الادعاء هو أنه بعد انتهاء ولاية جورج بوش وبدء رئاسة باراك أوباما، لم تتغير السياسة الأمريكية المتمثلة في مواصلة الحرب في الشرق الأوسط. على الرغم من أن باراك أوباما ذكر في مذكراته "أرض الميعاد" إلقاء القبض على أسامة بن لادن باعتباره المتهم الرئيسي وراء تفجير البرجين التوأمين في 11 سبتمبر 2011، والفيلم الملحمي الذي أنتجته كولومبيا بيكتشرز في ديسمبر 2012 بعنوان "ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل"، ولكن بعد أقل من 5 أشهر، في أبريل 2013، شهد العالم ظهور ظاهرة داعش الشريرة بدعم من الولايات المتحدة خلف الكواليس في العراق وسورية.
داعش هذه المرة ليس فقط في العراق وأفغانستان، بل توسعت في أجزاء من باكستان وسورية وتركيا ولبنان، وفي بعض الحالات العملياتية حتى إيران و وصلت أحياناً لبعض الدول الأوروبية، لمدة لا تقل عن 4 سنوات، حتى عام 2017. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الولايات المتحدة في عهد أوباما راضية عن هذا الترويج للحرب، وفي عام 2015، شنت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية هجوماً جوياً عدوانياً على اليمن بناءً على طلب الرئيس اليمني المستقيل والهارب، من أجل أن تكون قادرة على تعزيز اقتصادها على أساس بيع الأسلحة.
بالإضافة إلى ذلك، في عهد دونالد ترامب، وعلى الرغم من قرار البرلمان العراقي في كانون الثاني/يناير 2020 بشأن انسحاب القوات العسكرية الأميركية من العراق، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بقواتها وقواعدها العسكرية في المنطقة بعد ثلاث سنوات. وبطبيعة الحال، في هذا الصدد، ينبغي القول أنه مع العمل الصاروخي الإيراني ضد قواعدهم العسكرية، والذي تم تنفيذه رداً على العمل العدائي للرئيس الأمريكي ومخالفة كل القوانين الدولية في اغتيال شهداء المقاومة، فإن الحفاظ على هذه القواعد لم تعد علامة على نفوذ السلطة الأمريكية، بل لها جانب رمزي فقط.
في النهاية، يبدو أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وتسليم السلطة إلى طالبان باعتبارها القوة الداخلية الوحيدة في أفغانستان كان الحل الأخير الممكن والمناسب للحكومة الأمريكية، فسوف يتعين على الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً تسليم السلطة. تسليم العراق إلى أصحابه الأصليين، وهو الشعب العراقي، وترك منطقة الشرق الأوسط إلى الأبد.
ومن يدري، ربما تكون الحرب في أوكرانيا دليلاً على أن تجار الأسلحة في أمريكا توصلوا إلى نتيجة مفادها أن بيع الأسلحة في الشرق الأوسط لم يعد مربحًا حقًا!
[1] https://www.mehrnews.com/news/5301126/%D9%86%DA%A9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%BA%D9%81%D9%88%D9%84-%D8%AF%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%D9%87-%DB%B1%DB%B1-%D8%B3%D9%BE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1-%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D8%B2-%D9%84%D8%B4%DA%A9%D8%B1%DA%A9%D8%B4%DB%8C-%D8%A8%D9%87-%D8%AE%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%85%DB%8C%D8%A7%D9%86%D9%87
[2] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1402/06/20/2954686/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D9%87-11-%D8%B3%D9%BE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1-22-%D8%B3%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%88-%D8%B4%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%AA%DB%8C-%DA%A9%D9%87-%D9%87%D9%85%DA%86%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%82%DB%8C-%D8%A7%D8%B3%D8%AA