جامعة الدول العربية.. لا دور محوري يذكر في حل القضايا العربية
تستعد البحرين لأول مرة، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة، لاستضافة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، والمقرر عقدها في 16 أيار 2024، ولكن من دون آمال وطموحات بالخروج بأي حلول وخاصة فيما يتعلق بحرب الإبادة التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة.
تستعد البحرين لأول مرة، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة، لاستضافة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، والمقرر عقدها في 16 أيار 2024، ولكن من دون آمال وطموحات بالخروج بأي حلول وخاصة فيما يتعلق بحرب الإبادة التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة.
فهو ما لا يجب أن نسعى لشرح أسبابه، لا يمكن أن ننتظر من جامعة الدول العربية أي قرار أو حل حقيقي طالما أن عددا من الدول "العربية" عقدت اتفاقات سلام مع كيان الاحتلال، فهي عاجزة تماما أن تلعب أي دور محوري في حل قضايا وأزمات الدول العربية.
«الجامعة العربية» التي تأسّست لحفظ مصالح الأمة بعد اللاءات الثلاث المشهورة في مؤتمر الخرطوم والتي أسّست لحرب تشرين التحريرية لا يذكر بعدها أنها لعبت دور حقيقي كما أنها لم تستطع الصمود كثيراً أمام المتغيّرات الدولية والإقليمية فكانت تخرج قراراتها التي تلزم الأعضاء بالإجماع هزيلة نتيجة اختلاف سياسة الأعضاء الخارجية حيال القضايا العربية والدولية.
ولم تستطع «الجامعة العربية» حل النزاعات العربية العربية وأشهرها الخلاف العراقي ـ الكويتي مطلع التسعينات من القرن الفائت، والتزمت الصمت بعد انتهاء حرب الكويت إزاء حصار العراق الاقتصادي والعسكري والسياسي، وقبل ذلك لم تحرك ساكناً في شأن الحصار الأوروبي والأميركي على سورية في الثمانينات من القرن الفائت، ولم يكن لها دور يذكر في حرب لبنان الأهلية والاجتياح «الإسرائيلي» لبيروت، اذا استثنينا ما سمي آنذاك بقوات الردع العربية؟
الجامعة نفسها هي التي التزمت الصمت حيال عدوان «إسرائيل» على لبنان في 2006، ونفسها صمتت في عدوان «إسرائيل» عام 2008 على الشعب الفلسطيني،
هي «جامعة الدول العربية» التي أخرجت الحكومة السورية الشرعية من المنظمة واستبدلتها بجماعة لا تمثل أكثر من 5 بالمئة من الشعب السوري، و«الجامعة» نفسها وبرعاية أمينها العام وبأموال قطر والسعودية حاولت تدويل الأزمة السورية وجرّ جيوش الاحتلال الى سورية لإنهاء الوجود السوري على الأرض السورية.
كما أن وفد «الجامعة العربية» الى مجلس الأمن الدولي حمل معه تقارير مزورة للحصول على قرار دولي لوضع سورية تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وكان من أهم "إنجازاتها" قرار تدمير ليبيا بسابقة تاريخية لم تحصل قبلاً ولم تُقِدم منظمات من هذا النوع في العالم على إعطاء قرار يبيح للاحتلال تدمير بلد عضو فيه، وهذا «إنجاز» يحسب لهذه «الجامعة العربية» ولأمينها العام السابق عمرو موسى.
وبالعودة التاريخية إلى سلوك الجامعة العربية في مطلع القرن الحالي التزمت أبشع أنواع الصمت إزاء احتلال الولايات المتحدة الأميركية للعراق فكانت بغداد أول عاصمة عربية تسقط تحت احتلال أجنبي مطلع القرن الحادي والعشرين.
لم يكن عدد المليون ونصف مليون طفل عراقي كافياً لتتخذ «الجامعة العربية» قرارات إنسانية لفك الحصار عن الشعب العراقي! معظم الأعضاء ما كانوا يملكون قدرة على اتخاذ القرارات الإنسانية أو السياسية التي تصب في مصلحة الأمة. ورغم أن قرارات الجامعة يجب أن تكون بالإجماع فإن قرار احتلال العراق لم يكن بالإجماع وتمّ إمراره.
كما أن أُمناء الجامعة العربية لا يجيدون من وظائفهم سوى مشاعر القلق العميق، فما يحدث للعرب قد أثبت عجز جامعتهم المستديم إزاء ما يحدث لأهل غزّة، خصوصاً ذلك البيان العقيم الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس وزراء خارجية العرب في 11 تشرين الأول 2023 والذي عقد إثر عملية طوفان الأقصى والتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزّة،
إذ نصّت الفقرة الثانية منه على إدانة قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين، انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي، وضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين، وكأن بيان الجامعة العربية يساوي بين القاتل والضحية. وبصريح العبارة فإن جامعة الدول العربية انتهت مدة صلاحيتها ولا بد من إنشاء جامعة جديدة كما حدث في تأسيس الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم.
إن ما تم ذكره سابقا هو مجرد مرور سريع على تاريخ الجامعة المعروفة بالتزامها الصمت والحياد اللاأخلاقي فهي لا تجرؤ على اتخاذ أي تدبير، ودور «الجامعة» اليوم تقديم غطاء سياسي وأخلاقي لمجازر الصهيونية. فالعربي الذي يسعى إلى منصب دولي موعود به لم نسمع منه شيئاً حيال دماء أطفال فلسطين التي وصلت الى قادة أميركا الجنوبية ولم يشاهدها العربي بعد!
مؤسسة تحمل عنوانا كبيرا من الشعور العربي الموحد، لكننا للأسف اكتشفنا متأخرين أنها تحمل بين طياتها عناوين الفشل والهزيمة، مؤسسة جعلتنا نعيش زمنا طويلا من الأوهام حيث لم تنجح في حل مشكلة عربية واحدة بين أعضائها ليتخطى ذلك الفشل الحدود العربية، لم تتجاوز إنجازاتها وفعالياتها بيانات الشجب والاستنكار وفي أفضل الحالات يكون الخطاب بلغة شديدة اللهجة،
الآن ووفقا للتحليلات السياسية ولبعض من ما زال لديهم قليل من الأمل تعد القمة العربية التي من المقرر أن تنعقد يوم الخميس القادم، فرصة للأنظمة السياسية العربية، لاتخاذ موقف تاريخي تجاه فلسطين بما يحسن صورتها أمام الرأي العام العربي، ولعل إعلان موقف عربي موحد لقطع العلاقات الدبلوماسية ووقف عمليات التطبيع مع كيان الاحتلال، ما لم يوقف عدوانه على غزة فوراً، وحشد كافة الجهود والامكانيات لدعم المقاومة الفلسطينية كفيل بتبرئتها من التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في حربه ولكن للأسف ما تم سرده سابقا يؤكد أن هذا الأمر حلما صعب المنال.
المصادر:
1- https://cuts.top/EaU8
2- https://cuts.top/EaV7
3- https://cuts.top/G9cs