تهويد القدس و ترحيل المسيحيين والعرب
تهويد القدس و ترحيل المسيحيين والعرب
لطالما كانت القدس مدينة كانت مهمة لليهود والمسيحيين والمسلمين من حيث الهوية والدين والتاريخ ، وبالتالي كانت هناك ثقافات وأطياف دينية مختلفة في هذه المدينة. لكن في الآونة الأخيرة و وفقا لتقرير داخلي للاتحاد الأوروبي ، أن القدس تفقدُ طابعها المتميز بتعدد الأديان والثقافات.
وقال التقرير أيضا إن عدد التهديدات والهجمات من قبل "المستوطنين المتطرفين" ضد المسيحيين في المدينة قد ازداد مؤخراً. هذه التهديدات والهجمات يمكن أن "تضرَ بشكل خطير بوجود المسيحيين في القدس".
وقال التقرير أيضا إن العرب في المدينة ينفصلون بشكل متزايد عن النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمدينة، مما يكسر إطار المجتمع العربي في القدس ويضعف "الشعور بالهوية الجماعية".
يذكر تقرير الاتحاد الأوروبي أن قدرة الفلسطينيين على بناء منازل وشقق جديدة من قبل السلطات الإسرائيلية محدودة للغاية ولهذا السبب يضطرون إلى البناء بشكل غير قانوني. لذا فإن حوالي ثلث البناء العربي في القدس الشرقية غير قانوني. في نفس الوقت يعرب التقرير عن قلقه إزاء التوسّع المُمَنهج للمستوطنات بشكل رئيسي حول الأحياء السكنية التي يسكنها العرب والتي تعزل القدس عن الضفة الغربية، محذراً من استخدام الآثار والسياحة من قبل السلطات الإسرائيلية والجماعات الاستيطانية " لتعزيز الرواية اليهودية المستوحاة من الكتاب المقدس عن القدس".[1]
يعيش حوالي 340 ألف فلسطيني في القدس ، وهو ما يشكل 38.5 ٪ من سكان المدينة ، لكن 15 ٪ فقط من الميزانية المحلية مخصصة لأَحيَائهم ومناطقهم، و 45 ٪ منها فقط مرتبطة بشكل كاف وقانوني بشبكة مياه الشرب.
وذكر المؤلفون أيضا أن هذه هي "الاتجاهات العامة" التي كانت موجودة من قبل ولكنها اشتدت في عام 2022 ، وعلى الرغم من الإثارة حول عودة نتنياهو إلى جانب ائتلاف من الأحزاب اليمينية المتطرفة، تُظهرُ الملاحظات أنه في عام 2022 حتى تولي الرئيس التنفيذي الجديد لنتنياهو منصبه في 29 ديسمبر، أدى سلوك إدارة بينيت لابيد إلى الإنهيار في الضفة الغربية والنهوض بالمستوطنات على مستويات لم تشهدها في العقدين الماضيين.[2]
لذلك أضعفت حكومة النظام الصهيوني الإحساس بالهوية المجتمعية في المدينة من خلال اتخاذ إجراءات: مثل عدم إصدار تصاريح بناء للعرب و سلوك المستوطنين اتجاه المسيحيين، وكذلك تجاهل انتهاك حقوق الأديان الأخرى، وعدم معالجة مشاكل العرب في قضية السكن، وإصدار تصاريح لتوسيع المستوطنات حول الأحياء العربية ومنع الأنشطة المتطرفة للمستوطنين وغيرهم من اليهود.
نقطة أخرى هي أن استمرار تقارير القمع ضد العرب المسلمين في وسائل الإعلام أصبح واضحاً. لكن وفقا لتقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي في عام 2022 ، يتم أيضا فرض قيود على المسيحيين في القدس.
في السنوات الأخيرة ، أصبح البصق والشتم ودفع الكهنة في المدينة القديمة أمراً شائعاً. لكن قادة الكنيسة يقولون إن سوء المعاملة الناجم عن الطائفية والتعصب الأعمى قد ازداد مؤخراً.
في نهاية يناير هاجمت مجموعة من المتطرفين اليهود مطعماً في منطقة البوابة الجديدة، يملكهُ أمريكي في المدينة القديمة في القدس، حيث ألقوا مقاعده وألحقوا أضرارا واسعة في المكان، وصرخوا "الموت للعرب والموت للمسيحيين".
يقول المطران ويليام شوملي، من أبرشية الكنيسة اللاتينية: "هذه الأحداث ترجع إلى وجود الكراهية والتحيز والتطرف لجزء من المجتمع الإسرائيلي يمثل الأقلية. لا أعتقد أن مهاجمة الكنائس هي سياسة الحكومة الجديدة. لكن الشباب الذين يرتكبون مثل هذه الانتهاكات يشعرون أنه بسبب وجودهم القوي في الحكومة، فإنهم مدعومون بطريقة ما تبيح لهم هذا التصرف»
من المؤكد ان مدينة القدس في قلب العقيدة المسيحية. ولكن بالمقارنة مع قرن مضى من الزمن، عندما كان ربع سكان المدينة مسيحيين، فقد انخفض عدد المسيحيين الذين يعيشون حالياً في المدينة و وصل إلى أقل من اثنين بالمائة. ويشكو المسيحيون من أن سياسات النظام الإسرائيلي اتجاههم تسبب لهم الكثير من الأذية بسبب صغر حجم مجتمعهم. ويشعر العديد من المسيحيين أن الغرض من هذا العِداء المتزايد ضدهم هو طردهم والضغط عليهم حتى يهاجر كل من لديه القدرة على ذلك.[3]
ونتيجة لذلك، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن هذه هي الاستراتيجية العامة لتهويد القدس وتوسيع الحدود في الجزء الشرقي من القدس والضفة الغربية، إلا أنها تسببت في الكثير من المشاكل للعرب والمسيحيين في الأراضي المحتلة. لكن صعود نفوذ اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية لعب أيضاً دوراً رئيسياً في العملية. في الحكومة الإسرائيلية الحالية يشارك القوميون المتطرفون مثل بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الذي أوجد سياسة التطرف بعدم تقبل غير اليهود .
[1]. https://english.elpais.com/international/2023-05-30/confidential-eu-report-warns-about-drastic-acceleration-of-israeli-pressure-on-jerusalem.html
[2] . https://www.israelhayom.co.il/news/geopolitics/article/14207220
[3] . https://www-bbc-com.translate.goog/persian/articles/c3g7lxnl8lwo?_x_tr_sl=fa&_x_tr_tl=en&_x_tr_hl=en&_x_tr_pto=sc