تكلفة معاداة بكين تمنع حلفاء واشنطن من دخول حرب تايوان
تكلفة معاداة بكين تمنع حلفاء واشنطن من دخول حرب تايوان
تحدث موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، في مقال نُشر اليوم الإثنين، عن إمكانية انضمام حلفاء الولايات المتحدة إلى الحرب مع الصين بشأن تايوان، ذاكراً أنّ تقريراً جديداً يشير إلى أن شريكاً رئيسياً واحداً على الأقل في المنطقة سيكون متردداً في الدخول في المعركة... وهو ليس الوحيد.
وأوضح المقال أنّه إذا كانت هناك حرب مع الصين بشأن تايوان، فمن غير المرجح أن ينضم حلفاء أميركا الإقليميين إلى الولايات المتحدة في خوضها.
ويرى التقرير، أنّ واشنطن غالباً ما تفترض أنّها يمكن أن تعتمد على بعض حلفائها في المعاهدة على الأقل، لدعم القوات الأميركية والانضمام إليها، إلا أنّ هذا يستند على أفضل السيناريوهات والتفكير "بالتمني"، وفق التقرير.
ويضيف أن أكثر حلفاء المعاهدة "موثوقية"، بما في ذلك اليابان وأستراليا، "سيتردّدون في الانضمام" إلى ما سيكون مجهوداً حربياً أميركياً مكلفاً للغاية.
وفي غياب دعم الحلفاء، فإنّ التحدي الهائل المتمثل في الدفاع عن تايوان "سيصبح أكثر صعوبة".
وتحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قبل يومين، عن عدم التزام اليابان بإشراك نفسها مباشرةً في الدفاع عن تايوان. ووفقاً للتقرير، قد تمنح الحكومة اليابانية الإذن للسماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد في اليابان، لكن مشاركتها غير مرجحة.
وتابعت: "يتجنب قادة طوكيو مناقشة دور في أيّ حرب تايوانية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الرأي العام في اليابان ضد التورط في الصراع".
وذكر المقال أنّه في حين أن الحكومة اليابانية تزيد من إنفاقها العسكري، فإنّها تفعل ذلك من أجل الدفاع عن نفسها وليس حتى تتمكن من المشاركة في حرب كبرى. وكما كتب "Responsible Statecraft" في أيار/مايو الماضي: "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتبر أن اليابان ستتماشى ببساطة مع رغبات واشنطن أو توقعاتها".
ويتأثر هذا التردد بالرأي العام الياباني، كما أشار تحليل لإذاعة صوت أميركا العام الماضي، فإنّ المشاركة اليابانية في صراع تايوان "بعيدة كل البعد عن اليقين، وغير مدعومة شعبياً داخل اليابان".
ووفقاً لاستطلاع للرأي، أجري هذا الربيع لصالح صحيفة "أساهي شيمبون"، قال 11% فقط من اليابانيين الذين شملهم الاستطلاع، إنّ قواتهم المسلحة يجب أن تنضم إلى الولايات المتحدة في القتال، فيما قال 27% إنّ قواتهم يجب ألا تعمل مع الجيش الأميركي على الإطلاق.
وبالعودة للمقال، أوضح أنّه من غير المرجح أيضاً أن تنضم أستراليا إلى الولايات المتحدة في الحرب، إذ كانت الحكومة الأسترالية واضحة، في أنّها لم تقدم أيّ وعود للولايات المتحدة، بأنّها ستشارك في صراع بشأن تايوان مقابل توفير غواصات تعمل بالطاقة النووية بموجب اتفاقية "AUKUS".
وعلى الرغم من أن أستراليا لديها سجل من القتال في كل حرب أميركية كبرى منذ الحرب العالمية الثانية، فمن شبه المؤكد أنّ الحرب على تايوان "بعيدة جداً" عن هذا القرار، وفق التقرير.
وسبق أن استبعدت الحكومة الفلبينية السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعد على أراضيها لدعم العمليات الأميركية في حرب تايوان.
وبالمثل، لدى كوريا الجنوبية حوافز قوية للابتعاد عن نزاع تايوان، إذ لا تستطيع تحمل العداء مع الصين. ومثل الحلفاء الآخرين، تتمتع كوريا الجنوبية بعلاقة تجارية ضخمة مع الصين، من شأنها أن تنهار إذا انضمت إلى حملة عسكرية أميركية.
أما تايلاند، حليف الولايات المتحدة الإقليمي المتبقي، فهي أقل ميلاً لأن يكون لها أيّ علاقة بمثل هذا الصراع. ولن تكون تايلاند قادرة على فعل أي شيء لمساعدة الولايات المتحدة في هذه الحرب حتى لو أرادت ذلك، يتابع التقرير.
وأشار المقال في الختام، إلى أنّ إحجام الحلفاء عن المشاركة في حرب كبرى ليسوا مضطرين لخوضها، "أمرٌ مفهوم".
وختم بأن كل منهم "سيخسر الكثير إذا حملوا السلاح ضد الصين"، وليس لديهم سبب مقنع للانضمام إلى مثل هذا الصراع.
وأوضح أنّ هذا الإحجام عن التورط في الحرب، يجب أن يعطي صانعي السياسة الأميركيين وقفة، ويجعل الولايات المتحدة أكثر حذراً بشأن ارتكاب حرب كبرى.
المصدر: الميادين