استفزازات البحرية الأمريكية
استفزازات البحرية الأمريكية
حشدت الولايات المتحدة خلال حوار “شانغريلا” حلفائها لإثارة ما يسمى بـ “المناورة العدوانية غير الضرورية” من خلال الزعم بأن مقاتلات صينية قامت بـ”عملية الاعتراض الاستفزازية” لطائرة عسكرية أمريكية في “المجال الجوي الدولي” لبحر الصين الجنوبي مؤخراً، متهمةً الصين بعدم اتباع القواعد الدولية ومعايير السلامة. ومع ذلك، كانت الولايات المتحدة هي المسبب الرئيسي للمشاكل، ومن ثم تعمل على تضليل الجمهور عمداً.
كان السبب الجذري للحادث هو البلطجة البحرية والجوية الأمريكية، بينما في المقابل، أخذت الصين دائماً الوضع العام في الاعتبار، واستجابت وتعاملت مع الوضع بشكل احترافي، وحافظت على أقصى درجات ضبط النفس. ومما يثير القلق أن مثل هذه الأعمال الاستفزازية من جانب الولايات المتحدة ستستمر في التأثير على العلاقات الثنائية، وتضر بالسلام والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي.
اعتادت الولايات المتحدة على تبني السلوك المهيمن والتنمر في جميع أنحاء العالم، حيث قامت في السنوات الأخيرة، بتجاهل الحقائق التاريخية والموضوعية، وأثارت عمداً نزاعات حول السيادة الإقليمية، والحقوق والمصالح البحرية في بحر الصين الجنوبي، وأثارت الخلافات بين دول المنطقة، وهي أكبر عامل تقويض للاستقرار وأكبر مروج للعسكرة في بحر الصين الجنوبي.
لطالما استخدمت الولايات المتحدة ما يسمى بـ “حرية الملاحة” كذريعة لتجاهل الحقوق البحرية للدول الأخرى والمخاوف الأمنية، وكثيراً ما ترسل السفن الحربية والطائرات الحربية لانتهاك سيادة الآخرين وأمنهم، وتقويض السلام والهدوء الإقليميين، كما أنها تقوم بإجبار الحلفاء بشكل متكرر على إرسال سفن لاستفزاز الصين. وفي مواجهة استجابة الصين العقلانية والقوية ومعالجة الموقف، وصفت الولايات المتحدة الصين بأنها “غير مهنية”، في محاولة منها للتدخل في شؤون الصين واستفزازها.
واستجابةً للوضع ، أخذت الصين دائماً في الاعتبار الوضع العام، ومارست سياسة ضبط النفس، حتى في مواجهة الاستفزازات المتعمدة من الولايات المتحدة وحلفائها. وحفاظاً منها على الاستقرار الإقليمي، والاستقرار الشامل للعلاقات الصينية الأمريكية، اتخذت الصين إجراءات مهنية وآمنة وتتوافق مع مبادئ القانون الدولي ولا تشوبها أي شائبة.
في الواقع، ومن خلال الجهود المشتركة لدول المنطقة، فإن الوضع العام في بحر الصين الجنوبي يعتبر مستقر بشكل عام، واستناداً إلى ذلك يتوجب على الدول المعنية، وخاصة القوى الكبرى، أن تساهم بشكل بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، بدلاً من خلق المشاكل من لا شيء.
لقد احترمت الصين دائماً حرية الملاحة التي تتمتع بها دول بحر الصين الجنوبي بموجب القانون الدولي، وتعارض بشدة استخدام هذا كذريعة للإضرار بسيادة وأمن دول المنطقة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تنضم إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إلا أنها تستخدم قوتها العسكرية لفرض إرادتها، متحديةً النظام الدولي، وتواصل تهديد سلامة الملاحة البحرية والجوية، مما أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية.
بدت واشنطن متناقضة في التعامل مع العلاقات الصينية الأمريكية، فقد أعربت من ناحية، عن رغبتها في تعزيز الاتصالات والتبادلات العسكرية مع الصين، على أمل إقامة ما يسمى بحواجز الحماية للعلاقات الثنائية، إلا أنها تجاهلت من ناحية أخرى مخاوف الصين، وعملت على استفزازها باستمرار، الأمر الذي يثير الشكوك حول صدقها.
كما أدت سلسلة من الأعمال العدائية من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك الاستطلاع العسكري المتكرر عن كثب ضد الصين، إلى تقويض الثقة المتبادلة بين الجيشين بشكل خطير، وأثرت على العلاقات الثنائية. بالإضافة إلى ذلك فإن استفزازات الولايات المتحدة وأفعالها المغامرة بشأن قضية تايوان مقلقة للغاية.
واليوم تعتبر قضية تايوان هي النقطة الساخنة الأكثر احتمالاً للصراع العسكري بين القوتين العظميين، إذ تتعلق مسألة تايوان بالمصالح الجوهرية للصين، والمشاعر الوطنية للشعب الصيني، ولا تسمح بأي تدخل أجنبي.
إن مبدأ صين واحدة هو أساس العلاقات الصينية الأمريكية، وإن أي علاقات رسمية مع سلطات تايوان تحت أي ذريعة تنتهك مبدأ الصين الواحدة، وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة وستؤدي حتماً إلى إلحاق ضرر جسيم بالعلاقات الصينية الأمريكية.
في السنوات الأخيرة، تحدت الولايات المتحدة مبدأ الصين الواحدة فيما يتعلق بشأن مسألة تايوان، ومحاولات فصل تايوان عن الصين هي السبب الجذري للتوترات في مضيق تايوان. ورداً على الاستفزازات الأمريكية، لن يتسامح الجيش الصيني معها أبداً، وسيواصل اتخاذ إجراءات حاسمة للدفاع عن السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية بحزم وثبات للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
المصدر: البعث