ترامب بين السعي من أجل السلام أم استمرار دعم الحروب

تمكن دونالد ترامب من العودة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة بعد فترة انقطاع استمرت أربع سنوات، إلا أن ترامب هذه المرة ورث اثنتين من الحروب التي تركتها فترة رئاسة بايدن الرئيس السابق للولايات المتحدة.

ينايِر 31, 2025 - 15:40
ينايِر 31, 2025 - 15:43
ترامب بين السعي من أجل السلام أم استمرار دعم الحروب
ترامب بين السعي من أجل السلام أم استمرار دعم الحروب

تمكن دونالد ترامب من العودة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة بعد فترة انقطاع استمرت أربع سنوات، إلا أن ترامب هذه المرة ورث اثنتين من الحروب التي تركتها فترة رئاسة بايدن الرئيس السابق للولايات المتحدة.

في الوقت الحالي تشارك الولايات المتحدة في حربين قد كلفتا البلاد تكاليف باهظة وترامب كرئيس جديد لأمريكا هو وريث التدخل الأمريكي في حرب أوكرانيا وروسيا والتي تحولت الآن بعد مرور ثلاث سنوات إلى صراع استنزافي. كما أن واشنطن بصفتها المصدر الرئيسي للأسلحة للنظام الصهيوني في حربه ضد غزة كانت شريكة بشكل واضح في الإبادة الجماعية التي ارتكبها هذا النظام وقد أتاحت من خلال معوقاتها المتكررة لمجلس الأمن لوقف الحرب على غزة عبر استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات وقف إطلاق النار إلى استمرار الجرائم التي ارتكبها النظام الصهيوني.(1) 

بالنظر إلى الظروف الحالية يتبادر إلى الذهن السؤال عن كيفية إدارة الحروب التي استمرت منذ فترة رئاسة بايدن حتى الآن في ظل رئاسة ترامب وكيف ستكون آفاقها. 

توجد تحليلات متعددة حول أداء ترامب؛ ويعتقد البعض أنه بسبب عدم قابلية التنبؤ برئيس الولايات المتحدة الجديد يصعب القول عن سياساته المحتملة بينما يعتمد آخرون استنادًا إلى التطورات السابقة على أنه لن يحدث تغير كبير في سياسات الولايات المتحدة الكبرى فيما يتعلق بالقضايا العالمية بل سنشهد فقط اختلافًا في التكتيكات خلال كل فترة إدارية مدتها أربع سنوات.(2)
 
ومع ذلك في ما يتعلق بالحروب التي انتقلت من بايدن إلى ترامب يمكن القول إن هناك اختلافات بين ترامب وبايدن إذ كان ترامب دائمًا ينتقد بشدة أداء بايدن خلال حملاته الانتخابية. بشأن أوكرانيا ادعى ترامب: "سأنهي جميع الأزمات الدولية التي انشأتها الحكومة الحالية بما في ذلك الحرب الرهيبة مع روسيا وأوكرانيا التي لم تكن لتحدث أبدًا لو كنت رئيسًا."(3)
 
أما بشأن حرب غزة فقد أعلن ترامب قبل أن يتولى السلطة أن هذه الحرب يجب أن تنتهي وبعد اتفاق وقف إطلاق النار أشاد على منصته في وسائل التواصل الاجتماعي بالاتفاق الجديد واستغل الفرصة لتسجيل هذا الاتفاق باعتباره "ملحمة" باسمه. كتب في رسالة: "هذا الاتفاق الملحمي لوقف إطلاق النار لم يكن ليحدث إلا نتيجة انتصارنا التاريخي في انتخابات شهر نوفمبر لأن ذلك أرسل رسالة إلى العالم مفادها أن حكومتي تسعى إلى تحقيق السلام والتفاوض لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا. أنا سعيد لأن الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين يعودون إلى منازلهم لينضموا إلى عائلاتهم وأحبائهم."(4)

لم يكن ترامب في فترة رئاسته الأولى هو البادئ في أي حرب وكان لديه دائمًا انتقادات لأداء الرؤساء السابقين للولايات المتحدة. ومع ذلك فإن إدارة ترامب الأولى في ما يخص إيران قامت بفرض سياسة الضغط الأقصى على إيران من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي وأدت إلى اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية في يناير 2020.
في سبتمبر قال ترامب في حديثه مع الصحفيين إنه مستعد لعقد اتفاق جديد مع إيران لمنع وصولها إلى السلاح النووي.(5)
 
ولكن كيف يمكن تقييم مواقف الرئيس الأمريكي بشأن الحروب الحالية: هل هو من دعاة الحرب أم من دعاة السلام؟ 
يمكن أن نجد الإجابة عن هذا السؤال في تصريحات ترامب، إذ قال خلال خطاب تنصيبه: "سننشئ أقوى جيش شهدته البشرية ليس فقط لننتصر في جميع الحروب بل لنعيد أنفسنا أيضاً إلى عدم الدخول في الحروب." هذا التعبير من ترامب عن السلام هو التعبير الأكثر واقعية حيث إن السلام هو ثمرة تعظيم القوة وليس الحوار!(6)


مرضية شريفي

1.  https://www.mizanonline.ir/fa/news/4802501
2.  https://www.sharghdaily.com/
3. https://parsi.euronews.com/2024/11/07
4.  https://parsi.euronews.com/2025/01/16
5.  https://farhikhtegandaily.com/news/197364
6.  https://kayhan.ir/fa/news/304264