المناورات العسكرية في أستراليا؛ رسالة تحذير للصين

في الأسبوع الماضي، ورد خبر بدء مناورة عسكرية كبيرة في أستراليا 1 في الأخبار الدولية، الأمر الذي مازال يحتاج إلى مزيد من التحقق. وباعتبارها واحدة من الحلفاء الرئيسيين للدول الغربية في مياه المحيط الهادئ، فإن أستراليا لها أهمية كبيرة لجبهة الدول الغربية بسبب جغرافيتها الخاصة والمهمة وقربها من الممرات المائية الدولية.

في السنوات الأخيرة، مع التركيز الأكبر الذي وضعته الولايات المتحدة على المناطق الشرقية من العالم، تم تسليط الضوء أيضا على دور أستراليا أكثر من أي وقت مضى 2. ولمزيد من التنسيق أنشأت الولايات المتحدة منظمة التعاون آوكاس، التي تضم بلدان أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. بالطبع إن إنشاء المنظمة هو للتعاون الوثيق بين هذه الدول لتبديد مخاطر الصين وإجراءاتها، والتي تشمل التعاون العسكري والأمني كذلك.

بالإضافة إلى الضغط على الصين، تم تحديد مهمة آوکاس أيضًا لتكون رسالة إلى أوروبا مفادها أنه ينبغي عليهم العمل كمجموعة دول قائدة في ظل الترتيبات الأمنية الجديدة، بدلاً من وجود استراتيجية عسكرية وأمنية منفصلة عن الولايات المتحدة.

إن دور أستراليا كدولة تتماشى مع مصالح أمريكا في هذه المنطقة، بما في ذلك الدعم العسكري والاقتصادي 3 الذي اعتبره الغرب مكافأة لهذا البلد ، قد أتاح إمكانية إجراء مزيد من التحقيقات للمحللين في هذا المجال.

في التدريبات المذكورة أعلاه، التي أجريت في أستراليا بحضور أكثر من 10 دول قريبة من الجبهة الغربية ، تم إجراء العديد من محاكاة الحرب والإجراءات العسكرية الدفاعية المضادة. ويرى خبراء عسكريون أن تعزيز مجموعة الدول القريبة من الغرب في هذه المنطقة هو مخطط لصراع محتمل مع الصين بعد هجوم بكين على تايوان.

أستراليا هي إحدى الدول التي ساعدت أمريكا وإنجلترا في جميع المعارك تقريبًا، وكانت معهم في أي مكان في العالم ذهبوا إليه 4. فعلى الرغم من المسافة الكبيرة أرسلت هذه الدولة قواتها إلى منطقة النزاع في الحرب العالمية الأولى لصالح إنجلترا. شارك هذا البلدأيضاً في الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، وحرب الخليج الفارسي عام 1991 واحتلال أفغانستان والعراق.

السؤال الآن هو لماذا يجب أن تشارك دولة في وسط المحيط الهادئ، رغم كل هذا البعد في المسافات، في جميع المعارك مع أوروبا وغرب آسيا. ربما يكون السبب مرتبطا بالهوية الوطنية الشابة والغريبة للبلاد، والتي تشكلت من خلال التدخلات العسكرية في معارك القرن 20 وتحاول إثبات هويتها إنها إلى جانب القطب الدولي الأقوى (كما تدعي).

تعتبر أستراليا نفسها دولة نائية ومعزولة ليس لها تاريخ وتحاول تعويض هذا النقص من خلال المشاركة في المعارك المركزية. بهذه الطريقة ، خلال القرن أو القرنين الماضيين لعبت أستراليا دورها كقاعدة عسكرية للحفاظ على التفوق البحري للعالم الناطق باللغة الإنجليزية.

كل هذه المجريات مع التغييرات التي حدثت في النظام الدولي، أجبرت أستراليا على لعب دور الدرك العسكري في منطقة المحيط الهادئ لأنها غير قادرة على التصرف بشكل مستقل بسبب خلفيتها التاريخية ولأن الغرب قدم امتيازات عسكرية وأمنية 5 لـ هذا البلد لا يمكن لأستراليا رفض هذه العروض المغرية.

النقطة الأكثر أهمية هنا هي الاستراتيجية الأمريكية للصراع على المستوى العالمي، والتي تستخدم قواتها بالوكالة لتقوية الدول القريبة من جبهتها والدخول في صراع مع أعداء الغرب. يمكن أن تصبح أستراليا الضحية الثالثة للحروب بالوكالة الأمريكية بعد أوكرانيا وتايوان. من الواضح أن ضحايا الغرب في الحروب المستقبلية سيدخلون جميعاً في هذا الصراع بأقدامهم، وسيتم وضعهم كقطعة بازل معاً من أجل أن لا يكون لديهم خيار آخر سوى القتال والتضحية في الحرب. تعرف الولايات المتحدة جيدا أنه للحفاظ على نظامها متيناً و راسخاً ، يتعين عليها شن حروب متقطعة في أجزاء مختلفة من العالم. كما تدرك دول الجبهة الشرقية جيداً أن نهاية الأمر في هذه اللعبة هي الحرب التي ستغيير الوضع المستقر، وبقدر الإمكان مع سياسات مختلفة مثل الحصار ، والحظر الاقتصادي ، والانقلابات ... يحاولون تغيير سلوك الجهات الغربية الضعيفة والمشوهة لتقليل مخاطر الحرب العالمية الثالثة. يُعد المثال السلوكي للصين وتايوان مثالًا نموذجياً لدراسة الإجراءات المضادة على الجبهتين الشرقية والغربية.

امیرعلی یگانه

1. https://www.usnews.com/news/world/articles/2023-07-21/largest-ever-australia-u-s-joint-military-exercise-gets-underway

2. https://www.theguardian.com/australia-news/2023/jul/17/supporting-us-military-against-china-could-draw-australia-into-nuclear-war-expert-warns

3. https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-07-21/us-military-power-display-jars-with-australia-s-diplomacy-stance

4. https://anzacportal.dva.gov.au/wars-and-missions

5. https://www.innovationaus.com/space-elevated-in-aus-us-military-alliance/