الطريق البديل والجسر بين اسرائيل والامارت
خبرٌ تررد في الآونة الأخيرة حول اتفاق جديد بين الإمارات و إسرائيل لتحويل نقل البضائع والشحن بين الطرفين إلى الطريق البرية عبر الأراضي السعودية و الأردنية مروراً بفلسطين المحتلة ومنها إلى ميناء حيفاء، وجاء ذلك بعد أن تكررت هجمات المقاومين في اليمن على السفن العائدة لإسرائيل وذلك رداً على العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة تحت مظلة الدعم الأمريكي والغربي لها.
خبرٌ تررد في الآونة الأخيرة حول اتفاق جديد بين الإمارات و إسرائيل لتحويل نقل البضائع والشحن بين الطرفين إلى الطريق البرية عبر الأراضي السعودية و الأردنية مروراً بفلسطين المحتلة ومنها إلى ميناء حيفاء، وجاء ذلك بعد أن تكررت هجمات المقاومين في اليمن على السفن العائدة لإسرائيل وذلك رداً على العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة تحت مظلة الدعم الأمريكي والغربي لها. فما قصة هذا الجسر البري الجديد والدعم الإماراتي له؟
كشفت صحيفة إسرائيلية أنه تم توقيع اتفاق يقضي بإنشاء جسر بري بين ميناءي حيفا ودبي لـ "تجاوز تهديد الحوثيين". وقالت صحيفة "معاريف" يوم الثلاثاء: "في ظل الحرب تم توقيع اتفاق (لم تحدد أطرافه) يتم بموجبه تشغيل جسر بري بين ميناء دبي وميناء حيفا". وأضافت أن الجسر البري المزمع إقامته يهدف إلى تجاوز تهديد الحوثيين في اليمن بقطع الممرات الملاحية في الطريق إلى إسرائيل". [1]
كما أعلنت شركة زيم البحرية الإسرائيلية أنها ستغير مسار سفنها باتجاه الدول الأفريقية لتجنب الهجمات اليمنية وفقا لوسائل الإعلام العبرية، وسيؤثر هذا التحويل بشدة على أسعار المنتجات في إسرائيل و وقت تسليمها حيث سيطولأكثر من 50 يوماً، وسيشكل ضربة مباشرة للاقتصاد الإسرائيلي.
كما أوردت لاحقاً صحيفة معاريف أن شركة "تراكنت" الإسرائيلية وقعت الاتفاقية، و أوضح رئيسها التنفيذي حنان بيردمان أن "السفينة التي تُبحر من الإمارات إلى ميناء حيفا تستغرق أسبوعين، لكن مع النقل البري بالشاحنات يمكن الوصول إلى حيفا في أربعة أيام". وقالت الشركة إنها بدأت بتشغيل الجسر البري، وأن الاتفاقية وقعت مع شركة الخدمات اللوجستية "Puretrans FZCO" في الإمارات، للتعاون في مجال النقل البري للبضائع على الطريق الذي يربط ميناء دبي بالسعودية والإمارات والأردن، وصولا لميناء حيفا.
و وفقا لموقع "روترنت" العبري، سيوفر الطريق البري الجديد الذي وافقت عليه وزارة الحرب وحكومة نتنياهو (اليمينية)، رحلة سريعة بديلة عن قناة السويس وبأسعار أقل. وتحدثت شركة "تراكنت" الإسرائيلية عن تقدم في المفاوضات مع شركة لوجستية في البحرين، تقدم خدمات للجيش الأمريكي، وتعمل في الإمارات والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والقوقاز، وسيتم ربطها أيضاً بمشروع الجسر البري. [2]
إن التهديدات المستمرة من قبل القوات اليمنية للسفن الأمركية والإسرائيلية ليست جديدة وهي سلاح بيد الحوثيين من أجل الضغط على الولايات المتحدة وأعوانها في المنطقة من أجل تحقيق بعض المطالب التي سلبوها من اليمنيين بعد العدوان على اليمن. ولإن محور المقاومة بدأ بالتحرك على مختلف جبهاته رداً على التصعيد الحاصل في غزة فإن اللاعب اليمني كان سباقاً وأكثر تأثيراً من غيره بحكم موقعه وإمكاناته العسكرية واستطاع كسر شوكة الكبرياء الأمريكي والإسرائيلي بعد الإستيلاء على سفينة الشحن الإسرائيلية "جلاكسي ليدر" التابعة لرجل أعمال إسرائيلي أبراهام أونغار.
وفي هذا الشأن، كان قد قال وزير الدفاع محمد العاطف من حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية سابقاً إن البحر الأحمر من خليج العقبة إلى باب المندب منطقة محظورة على النظام الصهيوني.
كما أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن هجمات الجيش اليمني على الأراضي الفلسطينية المحتلة مستمرة، وكذلك منع السفن الإسرائيلية في بحر مكران والبحر الأحمر سيستمر حتى يتوقف العدوان على غزة. وقد صرحت القوات المسلحة اليمنية مرارا وتكرارا بأنها تستهدف السفن المملوكة لشركات إسرائيلية ودعت الدول إلى "إبعاد مواطنيها الذين يعملون على أسطح هذه السفن". [3]
الجدير بالذكر أن هذه المحاولة من قبل إسرائيل تأتي من أجل إنقاذ اقتصادها في خضم حرب غزة التي تستمر لأكثر من 61 يوماً، وهي أطول حرب في تاريخ إسرائيل ، وقد وجهت ضربة قاتلة لاقتصاد النظام حتى الآن، حيث ارتفع التضخم من 3.7 في المائة إلى 5 في المائة على المدى القصير[4]. وكانت مصادر إخبارية وتحليلية سابقة ذكرت أن الممر الهندي الكبير إلى أوروبا قد تم تجهيزه ليبدأ العمل به بعد إنتهاء الحرب في غزة ليكون داعماً قوياً للاقتصاد الإسرائيلي، وهو ممر سينطلق من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومن هناك إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة ثم إلى أوروبا، ولكن بدء الهجوم التاريخي من قبل حماس واستمرار الحرب أوقف العمل به مؤقتاً .[5]
ماوراء الخبر
يكمن وراء هذا الخبر الكثير من الأحداث وأهمها أن الإمارات عندما تستنفر من أجل حماية ودعم إسرائيل وإنقاذ إقتصادها من الإنهيار فإنها تضرب كل مايحدث الآن من ظلم لأهل فلسطين بعرض الحائط، علاوة على ذلك فإن البدء في هذا المشروع سيكون له الضرر الكبير على الإقتصاد المصري وتحويل التجارة العالمية واختصارها عبر البر إلى المنافذ البحرية في الخليج العربي ومنها إلى الهند والصين سيكون له تأثير بالغ على الحركة التجارية عبر قناة السويس. لكن وحسب ما ورد في الإتفاقات الإبراهيمية التي وقعتها بعض الدول مع إسرائيل فإن الإمارات كانت قد وافقت مسبقاً على هذا المشروع الذي كان مخطط له لكن في ظروف غير هذه الظروف الحالية التي أجبروا على تنفيذه بالسرعة الممكنة للخلاص من تهديدات الحوثيين عبر البحر.
وليس مستغرباً أن نسمع لاحقاً أن القوات اليمنية تستهدف إحد شاحنات النقل التي تعود لإسرائيل عبر الطريق الجديدة وهذا ليس صعباً عليها في حال نوت ذلك، وسنترك تأكيد هذا الكلام للمستقبل القريب بعد بدء العمل في الممر الجديد.
[1] https://2h.ae/vRpf
[2] https://2h.ae/bOey
[3] https://2h.ae/mpZZ
[4] https://2h.ae/sjie
[5] https://2h.ae/SNey