السابع من أكتوبر وسبعون عامًا من التراجع للكيان الصهيوني
مضى عام على عملية "طوفان الأقصى" الاستثنائية ومع اعتقاد الكثير من المحللين السياسيين والدوليين تم تقسيم الأحداث إلى ما قبل وما بعد هذه العملية التي نفذها المقاتلون الفلسطينيون. بدأت في العام الماضي انتفاضة جديدة من جانب محور المقاومة والتي تمكنت بتخطيط فلسطيني بالكامل من إحداث دهشة كبيرة في أوساط الشعوب حول العالم. أوجدت أحداث 7 أكتوبر تغييرات عديدة في الجغرافيا السياسية لمنطقة غرب آسيا، والتي ينبغي الانتظار لنتائجها في السنوات القادمة ويعتقد العديد من السياسيين العالميين أنها تتجاوز أبعاد المنطقة. يتطرق هذا المقال إلى تحليل المزيد من هذه الأحداث والوقائع رغم أن العديد من الأمور ستتضح مع مرورالوقت في المستقبل.
مضى عام على عملية "طوفان الأقصى" الاستثنائية ومع اعتقاد الكثير من المحللين السياسيين والدوليين تم تقسيم الأحداث إلى ما قبل وما بعد هذه العملية التي نفذها المقاتلون الفلسطينيون. بدأت في العام الماضي انتفاضة جديدة من جانب محور المقاومة والتي تمكنت بتخطيط فلسطيني بالكامل من إحداث دهشة كبيرة في أوساط الشعوب حول العالم. أوجدت أحداث 7 أكتوبر تغييرات عديدة في الجغرافيا السياسية لمنطقة غرب آسيا، والتي ينبغي الانتظار لنتائجها في السنوات القادمة ويعتقد العديد من السياسيين العالميين أنها تتجاوز أبعاد المنطقة. يتطرق هذا المقال إلى تحليل المزيد من هذه الأحداث والوقائع رغم أن العديد من الأمور ستتضح مع مرورالوقت في المستقبل.
العزلة غير المسبوقة للكيان الصهيوني عند شعوب العالم، قبل حادثة 7 أكتوبر وبالنظر إلى الاحتكار الإعلامي المنظم من قبل الكيان، كان التصوير الذي يُبث عن اليهود المقيمين في فلسطين المحتلة دائمًا ما يترافق مع مظلوميتهم. ومع الأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر كانت هناك هالة من القداسة والمظلومية تُضاف إلى إجراءات قادة الكيان الصهيوني، وأدى الهجوم الوحشي والهمجية من قبل جيش الكيان على الشعب الفلسطيني البسيط والبريء إلى إدراك شعوب العالم أن تلك الصورة الإعلامية كانت خاطئة، وتعرفوا على الطبيعة الإجرامية للنظام. لقد أدى وعي شعوب العالم إلى تنظيم مسيرات وتظاهرات غير مسبوقة في الغرب حيث استطاعت صور احتجاج الشعبين الأوروبي والأمريكي كسر احتكار الإعلام الصهيوني وإيصال صوت مظلومية الشعب الفلسطيني إلى العالم.
تزايد تضامن الأمة الإسلامية، حتى تاريخ ما قبل عملية "طوفان الأقصى" كان المسلمون في منطقة غرب آسيا مشغولين بالخلافات والقضايا التي أثارتها حكوماتهم الموالية للغرب، بل كانوا على أعتاب الاعتراف بالكيان الصهيوني وكانت دوامة تطبيع العلاقات بين الدول الإسلامية والكيان الصهيوني في مرحلة الاكتمال. لكن بعد وقوع عملية "طوفان الأقصى" واجهت قضية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المشاكل نفسها كما في السابق حيث عبرت الحكومات الإسلامية - العربية والمسلمون في المنطقة مجددًا عن توجه سلبي في هذا السياق بين المسلمين في منطقة غرب آسيا وأدى ذلك إلى تعزيز تضامن الأمة الإسلامية بشأن القضية الفلسطينية وسدّت الطريق أمام عوامل التسوية من قبل حكومات الدول العربية.
تحطيم أسطورة عدم هزيمة العدو الصهيوني، كانت واحدة من أدوات القوة التي اعتمد عليها الكيان الصهيوني في استعراض قوته هي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي لاشبيه لها. إن الهزيمة الأمنية التي تمكن المقاتلون الفلسطينيون من إلحاقها بهذا الكيان الإرهابي في عملية 7 أكتوبر ستظل راسخة في الذاكرة لفترة طويلة. و تصور عدم هزيمة الكيان الذي كان دائمًا في أذهان العرب - المسلمين في منطقة غرب آسيا قد انهارتماماً وكان ذلك نتيجة عملية "طوفان الأقصى" التي حققت نجاحًا باهراً.
بشكل عام، يجب القول إن منطقة غرب آسيا شهدت تغييرات وتحولات كثيرة بعد الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر بالإضافة إلى أن دولًا أخرى في العالم تأثرت كذلك بالأحداث في غرب آسيا. بعد الهجوم في 7 أكتوبر تعرض الكيان الصهيوني لهزيمة نفسية وحاولت حكومة نتنياهو المتطرفة وضع خطة لمواجهة هذا التسونامي والتي تضمنت اتخاذ إجراءات عدائية ضد الشعب الفلسطيني ولبنان وسورية وإيران. كان الهدف الرئيسي من هذه الخطة هو اغتيال شخصيات بارزة من محور المقاومة، وضغط واسع على شعوب هذه الدول من خلال قصف مناطق سكنية بشكل عشوائي. وأدت نتائج هذه العمليات التي نفذها نتنياهو إلى اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، واغتيال إسماعيل هنية، القائد السياسي في حماس، وغيرهم من القادة الميدانيين من مجموعات المقاومة ولكن في واقع الأمر أدت هذه الاغتيالات العشوائية إلى صعود شخصيات عسكرية وميدانية مهمة من محور المقاومة. ففي فلسطين تولى السيد سنوار قيادة المقاتلين الفلسطينيين، وهو شخص عسكري ووفقًا لما قاله مقربون منه فهو شخص لا يتساهل مع العدو. في لبنان أيضًا قام حزب الله بتنشيط عملياته العسكرية ضمن برنامج منظم وبدون أدنى خلل. تجدر الإشارة إلى أن نظام الكيان تعرض لأضرار كبيرة إعلامياً وعسكرياً واقتصادياً خلال العام الماضي، ويبدوأنه من المستحيل إصلاح هذه الخسائر على المدى القصير.
1. https://safir.af/en/2024/10/06/the-anniversary-of-al-aqsa-storm-echoes-the-slogans-of-support-for-palestine-in-the-world/
2. https://www.aljazeera.com/opinions/2024/10/7/israel-after-october-7-between-decolonisation-and-disintegration
3. https://www.moroccoworldnews.com/2024/10/365599/one-year-after-october-7-normalization-has-fallen-popularly-and-must-fall-officially
4. https://www.france24.com/en/tv-shows/reporters/20241004-october-7-attack-israel-s-intelligence-failures