التعاون الايراني الصيني ... الشق التكنولوجي
شهدت السنوات الاخيرة تطورا في العلاقات الايرانية الصينية في مجال التكنولوجيا ، وستؤدي الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى الصين الى تحقيق نتائج ايجابية في التبادل التكنولوجي بين البلدين.
هدفت زيارة الرئيس الايراني الى الصين الى متابعة وتسريع تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتطوير العلاقات بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي ، وخلال الزيارة تم التوقيع على 20 مذكرة تعاون وتفاهم بين ايران واكبر شريك تجاري لها أي الصين.
وشملت الاتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسلامة والبيئة والزراعة والطاقة والملكية الفكرية والتجارة الدولية ، وقد نصت هذه الاتفاقيات على التطوير التكنولوجي للطرفين.
تمتلك ايران والصين امكانيات علمية وتكنولوجية عديدة من اجل التبادل التكنولوجي وتطوير التواصل التكنولوجي ، فايران بطاقاتها الانسانية المبدعة وامكاناتها المعرفية الواسعة اصبحت محط اهتمام الصينيين ، كما ان الصين ايضا تعتبر من الدول الرائدة علميا وتكنولوجيا وتحتل المرتبة الاولى في العديد من المجالات وان تكنولوجيتها المتطورة في الصناعة تعتبر من الاوائل عالميا.
وحسب التخطيط المسبق في وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة توفرت فرصة جيدة للتعاون بين الشركات العلمية والتكنولوجية والمعرفية الايرانية مع الشركات الصينية من اجل الانتاج والاستفادة المشتركة من التكنولوجيات المختلفة.
إن التعاون التكنولوجي بين ايران والصين قد حقق في السابق ايضا نتائج ايجابية وناجحة وكانت نقطة التحول في ذلك في عام 2016 اثناء زيارة الرئيس الصيني الى طهران.
يقول رئيس غرفة الابداع والتكنولوجيا الايرانية الصينية "امير قربانعلي" فيما يخص مذكرة تفاهم التعاون الايراني الصيني المشترك في عام 2016 " في ذلك العام تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين قسم الشؤون العلمية والتكنولوجية في رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الاكاديمية الصينية وقد تقرر تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين ايران والصين في قطاعات مثل النانو والبايوتكنولوجيا والمعدات الطبية والادوية وكذلك مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي".
واضاف " من أهم اتفاقيات التصدير والاستيراد بين ايران والصين يمكن الاشارة الى تصدير الياف نانوية لانتاج كمامات الوجه N95 من ايران الى الصين ، وافتتاح المركز النانوي الايراني الصيني في حديقة تكنولوجيا النانو في منطقة سوجو الصينية، وتصدير 5 اجهزة صناعية ، وتصدير معدات اجهزة المختبرات واجهزة محاكاة عمليات جراحة العين الى الصين".
ويعتبر قطاع تكنولوجيا النانو والمعدات الطبية من القطاعات التكنولوجية الهامة جدا في ايران والتي تهتم بها الصين ، ومن ناحية ثانية تمتلك ايران امكانيات جيدة في العديد من المجالات التكنولوجية ومنها الطاقة من اجل تصدير منتجاتها وتكنولوجيتها الى الصين.
وفي العام الماضي ايضا قال مستشار مساعد الشؤون العلمية والتكنولوجية لرئيس الجمهورية الاسلامية " برويز كرمي" حول تبادل التكنولوجيا بين ايران والصين ، قبل وبعد التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين " كان التبادل التكنولوجي بين البلدين قبل التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي الشامل في الاعوام الـ 25 المقبلة، يتم مع وجود ضمانات قانونية قليلة للشركات ، لكن التوقيع على هذه الوثيقة والمذكرات الجديدة بين البلدين يمنح الضمانات والحماية القانونية اللازمة من قبل الحكومتين الصينية والايرانية الى الشركات التي تنوي العمل في هذا المجال ، ويصبح بامكان شركات التكنولوجيا الاستفادة من الدعم ومن المحفزات التي توفرها الحكومتان حسب مذكرات التفاهم الموقعة.
كما اشار الى اهم مجالات التعاون التكنولوجي بين ايران والصين قائلا: ان من اهم المواضيع التي تم التوقيع عليها في مذكرات التفاهم الايرانية الصينية الموقعة حديثا هي التفاهمات المتعلقة بالحماية الفكرية، فالتسهيلات التي تقدم في هذا المجال تمكّن منتجي التكنولوجيات في ايران من الحصول على اوراق التاييد والشهادات التي يحتاجونها من اجل تصدير منتجاتهم الى الصين.
ان الصين تعتبر من الدول الرائدة في العالم في مجال تقنيات IT والذكاء الصناعي ولا شك ان التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمكن ان يوفر فرصا جيدة امام المنتجين الايرانيين ليستطيعوا تطوير منتجاتهم وعلى سبيل المثال فان معدات البنى التحتية الصينية للانترنت 5G يمكن ان توفر للشركات الايرانية العاملة في مجال البرمجيات مجالا كبيرا للتطور.
ان الوثيقة الشاملة للشراكة الاستراتيجية بين ايران والصين ترسم خارطة طريق الاعوام الـ 25 المقبلة في مختلف المجالات ومنها التكنولوجيا وان الاتفاقيات المبرمة الناجمة عن هذه الوثيقة ستساعد على التطوير التكنولوجي في البلدين وان التأثير الايجابي لهذا التعاون سيشكل ردا على المناوئين لايران وتطورها.