الإمارات بعد انسحابها من التحالف البحري وعلاقتها المتنامية مع الصين
الإمارات بعد انسحابها من التحالف البحري وعلاقتها المتنامية مع الصين
انسحبت الإمارات قبل شهرين من تحالف أمني بحري تقوده الولايات المتحدة في الخليج بعد تقييم للتعاون الأمني كما ذكر المصدر. حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أوردته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أنه "نتيجة لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة"، في إشارة إلى القوات البحرية الدولية المشتركة. وأضافت أن"الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة، المتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين". [1]
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنل" قد نشرت تقريرا، الثلاثاء، ذكرت فيه نقلا عن مسؤولين أميركيين وخليجيين أن أبوظبي ضغطت على واشنطن "لاتخاذ خطوات أكثر قوة لردع إيران بعد أن احتجزت ناقلتي نفط في خليج عمان خلال الأسابيع الأخيرة". [2]
ما هي القوات البحرية المشتركة؟
وتعد القوات البحرية المشتركة (The Combined Maritime Forces) شراكة بحرية متعددة الجنسيات، تهدف لدعم النظام الدولي القائم على القواعد، من خلال مكافحة الجهات غير المشروعة من غير الدول في أعالي البحار، حسبما يقول موقعها الإلكتروني. [3] كما تعمل هذه القوات على تعزيز الأمن والاستقرار عبر ما يقرب من 3.2 مليون متر ميل مربع من المياه الدولية، والتي تشمل بعضا من أهم ممرات الشحن في العالم.
وتضم المنطقة بعض أهم طرق الشحن في العالم والتي شهدت منذ 2019 سلسلة من الهجمات على سفن بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
التوتر في ظل تنامي العلاقة مع الصين!
في تقرير للبنتاغون عام 2020 بشأن الطموحات العسكرية الصينية في الشرق الأوسط، أشار إلى الإمارات كواحدة من الدول "المحتملة جدًا والتي تفكر فيها وتخطط الصين من أجل إنشاء منشآت لوجيستية في الخارج". ويعتقد بعض المسؤولين الدفاعيين أن الصين تأمل ببناء قاعدة بحرية في الإمارات، وتشير التقارير الأمنية أن بكين ناقشت إرسال أعداد من الجنود الصينيين إلى الإمارات. [4]
كما تم الكشفت عن وثائق للبنتاغون "المسربة" أن بكين استأنفت أعمال بناء منشأة عسكرية صينية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، كما حذرت الوثائق من أن "المنشأة" هي "جزء رئيسي" من خطة بكين لإنشاء قاعدة عسكرية في الإمارات، الشريك الأمني لواشنطن، بحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. [5]
صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" تنشر تقريرًا حول العلاقات المستجدة بين الإمارات والصين وتوترها مع الولايات المتحدة. حيث قال الكاتب في التقرير إن صفقة مقاتلات "إف - 35" المتطورة المقدمة إلى الإمارات تواجه مخاطر بسبب علاقات أبوظبي مع الصين.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة فإن الولايات المتحدة تريد تأكيدات بشأن صفقة بقيمة 23 مليار دولار إلى الإمارات، في وقت توسع فيه الدولة الخليجية من تعاونها العسكري والأمني مع الصين. فمنذ أكثر من عام أعلنت وكالة الاستخبارات الأمريكية أنها راقبت بقلق طائرتين تابعتين لجيش التحرير الشعبي الصيني وهما تهبط في الإمارات، وتنزل مواد غير محددة حسب المسؤولين الأمريكيين الذين اطّلعوا على التقارير الأمنية. وكانت الشحنات الجوية بالإضافة إلى إشارات أولية عن تعاون أمني بين بكين وأبوظبي، التي تعد من أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مصدر قلق للمسؤولين الأمريكيين.[6]
في ظل ماتقدم من تقارير وتصريحات متداولة بين البلدين عن توتر العلاقة بين الامارت والولايات المتحدة، تبقى العلاقة الوثيقة بينهما قوية، حيث تتمتع بسجل نظيف تحافظ عليه الامارات بعلاقاتها مع أمريكا لأسباب إقتصادية وعسكرية ضخمة، وهذا ما جاء على لسان سفير الامارات في واشنطن مراراً رد فيه على قلق المسؤولون الأمريكيون " أن الإمارات ستحافظ على وعودها في الحفاظ على سرية التكنولوجيا التي تقدمها لها أمريكا" وذلك ليبدد مخاوف واشنطن من شكوكها ومخاوفها حول سعي الصين لسرقة التكنولوجيا الأمريكية عن طريق تواجدها على الأرض الإماراتية وبالقرب من أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
الجدير بالذكر أن التطورات الأخيرة في المنطقة والتقارب الكبير بين دول الخليج عموماً واتجاههم شرقاً لتعزيزعلاقاتهم مع إيران والصين بالإضافة للعلاقة القوية مع روسيا وربما تحالفات جديدة مستقبلاً مع دول البريكس، يدلل على أن دول المنطقة تسعى للبحث عن موضع قدم لها في التحالفات الجديدة التي من المحتمل أن تشكل قطبية جديدة عالمية تنافس دول أوروبا وأمريكا على مختلف المستويات وأهمها الإقتصادية. ويبدو أن العقل الإماراتي بدأ يدير السياسة بإستراتيجية جديدة متوازنة بين الشرق والغرب ويحقق مكاسب سياسية وإقتصادية من جميع الأطراف، وهذا حق له باعتبار دول منطقة الخليج تشكل أكبر تجمع إقتصادي في العالم. ويعتبر الميزان التجاري بين الإمارات والصين وروسيا من أضخم التعاملات التجارية وهذا لن تفرط به أبداً دولة متطورة ومنفتحة مثل الإمارات.
[1] https://wam.ae/ar/details/1395303163664
[2] www.wsj.com/articles/u-s-pressured-to-secure-persian-gulf-after-iran-seizes-tankers-7bab70cb
[3] https://combinedmaritimeforces.com/
[4] arabicpost.live/أخبار/2023/04/27/الصين-أمريكا-الإمارات-وثائق-البنتاغو
[5] https://www.washingtonpost.com/national-security/2023/04/26/chinese-military-base-uae/
[6] www.alquds.co.uk/وول-ستريت-جورنال-العلاقات-الإماراتية