إطلاق ثلاثة أقمار صناعية هو قفزة إيرانية كبيرة إلى الفضاء

عشية الذكرى الخامسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وبعد النجاحات المتتالية للعلماء والباحثين الإيرانيين في مجال الفضاء والتكنولوجية الفضائية، نشهد الآن إنجازا كبيرا ومذهلاً في الإطلاق المتزامن لثلاثة صواريخ إيرانية لأقمار الصناعية إلى الفضاء باستخدام صاروخ سيمورغ الحامل للقمر الصناعي.

فبرایر 4, 2024 - 07:16
إطلاق ثلاثة أقمار صناعية هو قفزة إيرانية كبيرة إلى الفضاء
إطلاق ثلاثة أقمار صناعية هو قفزة إيرانية كبيرة إلى الفضاء

عشية الذكرى الخامسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وبعد النجاحات المتتالية للعلماء والباحثين الإيرانيين في مجال الفضاء والتكنولوجية الفضائية، نشهد الآن إنجازا كبيرا ومذهلاً في الإطلاق المتزامن لثلاثة صواريخ إيرانية لأقمار الصناعية إلى الفضاء باستخدام صاروخ سيمورغ الحامل للقمر الصناعي.

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز للأنباء، مبينة نجاح طهران الجديد في مجال الفضاء، مشيرة إلى أن إيران أرسلت القمر الصناعي ثريا إلى الفضاء هذا الشهر، وأن هذه الإنجازات التي حققتها إيران واجهت مخاوف الدول الأوروبية بشأن النجاحات تكنولوجيا الفضاء الإيرانية..[1]وذلك على الرغم من أن إيران أكدت مراراً وتكراراً أن التقدم في مجال تكنولوجيا الفضاء الجوي السلمي هو حق قانوني للبلاد، وأن إطلاق حاملة أقمار صناعية ووضع قمر صناعي في المدار هو فقط للأغراض الدفاعية والمدنية، وقد أكدت دائماً على ذلك بأن تكون جميع أعمالها سلمية. وهنا يجب أن نتذكر أنه قبل عقدين من الزمن، أثناء اختبار أول قمر صناعي صنعته إيران، كان من المفترض أن يتم إطلاق هذا القمر الصناعي من الأراضي الإيطالية، وكانت كل الآمال موجه نحو إطلاق هذا القمر الصناعي الإيراني بالكامل، لكن خرق العقد لم يؤد فقط إلى عدم إطلاق هذا القمر الصناعي، بل تمت مصادرته بحجة الحظر. والآن، وباستخدام تكنولوجيا حاملات الأقمار الصناعية، تطلق إيران الأقمار الصناعية بشكل مستقل ولا تحتاج إلى أي دولة أو حكومة أخرى.

ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن هذا الإطلاق، الذي ينفذ في ظل تزايد التوترات في الشرق الأوسط والأزمات الناجمة عن عدوان المحتل على قطاع غزة، يظهر التقدم والتطور الاستثنائي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف الصناعات والتقنيات المتفوقة، والتي لم تتوقف في ظل العقوبات القمعية التي يفرضها الغرب على إيران فحسب، بل كانت دافعاً نحو الأمام لتطور من تقنياتها وسرّعت من تحقيق الإنجازات المتفوقة، الأمر الذي زاد في الواقع من خوف الغرب من التقدم الذي حققته إيران في المجالات التكنولوجية والفضائية. وفي هذا الشأن، أدلى الرئيس الإيراني آية الله سيد إبراهيم رئيسي بتصريحات أشار فيها إلى فشل مشروع العقوبات وقال : "إن البناء الناجح وإطلاق الأقمار الصناعية الإيرانية أظهر مرة أخرى أن التهديدات والعقوبات لم يكن لها أي تأثير على إصرار العلماء الشباب الإيرانيين على تقدم بلدهم إيران.

منذ تشكيل الحكومة الـ13 في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شهدنا حتى الآن ثلاثة عشر إطلاقاً فضائياً ناجحاً، محطمين الرقم القياسي لعدد الإطلاقات قبل 10 سنوات، وقد شهدنا هذا العدد من الإطلاقات الناجحة خلال 3 سنوات كما في السنوات العشر الماضية.[2] يوضح هذا العدد وجهة نظر الحكومة الخاصة بشأن تطوير صناعة الفضاء. ونجحت إيران في إنتاج أكثر من 10 أقمار صناعية حتى الآن. وأول قمر صناعي إيراني كامل تم إطلاقه بنجاح إلى الفضاء هو قمر "اميد" ويعني الأمل. بدأ بناء القمر الصناعي "اميد" عام 2005 واستمر حتى عام 2008. وتم إطلاق هذا القمر الصناعي من قاعدة سمنان في فبراير 2009 بواسطة الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية الإيراني "سفير أميد". وبعد الإطلاق الناجح لهذا القمر الصناعي، انضمت جمهورية إيران الإسلامية إلى مجموعة الدول العشر التي تتمتع بتكنولوجيا ومعرفة الفضاء وأيضاً قدرتها على إطلاق قمر صناعي إلى مداره المطلوب ( ضمن نادي الفضاء).

وتتحدد أهمية هذا النجاح الذي حققته إيران في مجال التكنولوجيا والمعرفة الفضائية من خلال دراسة الدول المجاورة لإيران، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ادعت إطلاق أقمارها الصناعية الوطنية إلى الفضاء، وتبين  أن هذا القمر الصناعي أو المسبار - المسمى أميد - لغرض الاستكشاف حول المريخ، لم يكن من صنع دولة الإمارات، بل نتيجة أنشطة خبراء أمريكيين في جامعة بولدر في ولاية كولورادو، وجامعة كاليفورنيا، بيركلي، و جامعة ولاية أريزونا، و تم صنعه ليس في الإمارات، بل في موقع جامعة بولدر، وقد صنعه خبراء أمريكيون وأطلقته اليابان، ومن الناحية العملية، كان الخبراء الإماراتيون في الغالب حاضرين في دور المشرفين و المتدربين. وهنا يأتي تقدم صناعة الفضاء الإيرانية وإنجازاتها، التي هي إيرانية بالكامل وفي أيدي الخبراء والعلماء الإيرانيين، نتيجة لجهود ومساعي الرجال الشجعان، ومن بينهم الشهيد الحاج حسن طهراني مقدم.

 تعتبر صناعة الفضاء التي تتقدم بسرعة في إيران من أهم الصناعات في العالم، والدول التي لا تمتلك هذه الصناعة في المستقبل لن تستفيد من الكثير من فوائد هذه التكنولوجيا. إن احتياجات الدولة وقوتها الحديثة للفضاء واسعة جدًا اليوم، ووفقًا لآراء الخبراء، التنبؤ بالطقس ومراقته وخدمات الاتصالات المعتمدة على الأقمار الصناعية، والتصوير بأطياف الضوء المختلفة بجودة ودقة عالية، وخدمات تحديث الاتصالات، يعد إرسال الأوامر واستقبال البيانات عبر مسافات طويلة في الوقت الفعلي وأخيراً خدمات تحديد المواقع العالمية لأنظمة التوجيه والملاحة للمعدات والأشخاص من أهم احتياجات الدولة والقوة الحديثة جراء استخدام خدمات الأقمار الصناعية.

وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن هذا التفوق والنجاح الذي لم يكن موجوداً من قبل، قد تحقق للبلاد بجهود المتخصصين والعلماء الشباب في إيران، وهو الخطوة الأولى في خطة طويلة المدى تتماشى مع عشر سنوات قادمة للدولة ضمن خطة صناعة الفضاء.[3] وفي نفس الاتجاه، فإن الحركة تتجه نحو الاتجاه الذي تستطيع فيه حاملات الأقمار الصناعية المحلية في أفق عام 1407 أن تضع أولاً أقمارًا صناعية يبلغ مداها لعدة مئات من الكيلومترات وفي المراحل اللاحقة أقمارًا صناعية متعددة الأطنان في مدارات طبقة LEO، بحيث تكون قادرة لاحقاً على تحقيق وضع الأقمار الصناعية الخفيفة إلى الطبقة الأرضية GEO (36 ألف كيلومتر من سطح الأرض) في أفق عام 1407هـ.

نوید دانشور


[1] https://irna.ir/xjPDcq

[2] http://fna.ir/3hnzcz

[3] https://dolat.ir/detail/434742