أوروبا واستقلالها السياسي والاقتصادي
لم ينطق أوروبي واحد ببنت شفة ممن يحملون لواء الدفاع عن البيئة وحمايتها، عقب تفجير خطي السيل الشمالي ١و٢، خاصة أن التفجير أطلق أكثر من ٧.٥ ملايين طن من مكافئ ثاني أوكسيد الكربون، الأمر الذي يرتقي إلى كارثة بيئية حقيقية، لكن اللافت هو سؤال وجبت الإجابة عنه من الأوروبيين الذين ينصبّون أنفسهم كحماة للبيئة وهو: لماذا الصمت حيال هذا الأمر؟!
الجواب جاء على ألسنة الأميركيين والبريطانيين أنفسهم، عندما أعلن الصحفي الأميركي سيمور هيرش أن تفجير أنابيب السيل الشمالي تم بمعرفة الرئيس الأميركي جو بايدن، ووثق هيرش الأمر من خلال تحقيق صحفي استند فيه إلى معلومات استخبارية، وقال إنه حصل عليها من أحد المتورطين بشكل مباشر في الإعداد لعملية التفجير، وأشار في تحقيقه إلى أنه تم زرع عبوات ناسفة تحت خطوط أنابيب «السيل الشمالي» من الولايات المتحدة تحت غطاء تدريبات «بال توبس» العسكرية، بدعم من المتخصصين النرويجيين، الذين قاموا بتفجيرها بعد 3 أشهر.
صحيفة «أوراسيا إكسبرت»، خلال لقاء مع المؤرخ البريطاني باتريك والش، حول عبودية أوروبا للولايات المتحدة نشرت ما قاله والش حول رفض أوروبا ذكر الجاني الحقيقي الذي يقف وراء تفجير خطوط السيل الشمالي، وهم يعرفون حق المعرفة أن الولايات المتحدة ووكالات استخبارات غربية أخرى قررت تدمير خطوط الأنابيب لأنها اعتقدت أن ألمانيا ترددت في فرض العقوبات على الطاقة الروسية، لأن ألمانيا هي الخاسر الأكبر من الناحية الاقتصادية، وأضاف والش: إن الصراع في أوكرانيا وضع نقطة النهاية لفترة قصيرة من الاستقلال الأوروبي، وجعل أوروبا تابعة للولايات المتحدة حسب تعبيره، وقدم شرحاً عن استناد الاستقلال الأوروبي إلى إمدادات الطاقة الروسية المربحة لإعطائه القدرة على التفاوض على اتفاقيات مع دول لا تخضع لهيمنة واشنطن، لكن بعد قطع الشريان الطاقوي الحيوي بين روسيا وأوروبا، باتت تعتمد الأخيرة الآن اقتصادياً على الولايات المتحدة وتخضع سياسياً لأوامرها.
روسيا تعي كل هذه التحركات الأميركية، وتسعى أن تكون أوروبا على دراية بمخطط واشنطن الرامي لاستخدام الدول الأوروبية مطية ومرتزقة بمواجهة موسكو، إلا أن الضغوط السياسية تحول دون قرار أوروبي رسمي مستقل، ليكون التعويل على القرار الأوروبي الشعبي.
المصدر: الوطن