فرنسا مع تدفق الصواريخ الى اوكرانيا وضد صواريخ ايران ... ذيلية باريس لواشنطن بحثا عن دور
يوم الجمعة الماضي قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن وزيرة الخارجية كاترين كولونا أبلغت نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن إنه يجب أن يكون هناك “رد دولي” أقوى على التهديد الذي يشكله برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني،حسب زعمها.
وجاء الخبر على الشكل التالي : أفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن كولونا وبلينكن ناقشا مجموعة من القضايا من بينها أوكرانيا وإيران خلال مباحثات عبر الهاتف يوم الخميس، وقالت الوزارة “أشارت الوزيرة إلى أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والتهديد المتزايد الذي تشكله ترسانتها المتوسعة من الصواريخ الباليستية وإطلاق الصواريخ بما في ذلك على أطراف من غير الدول (…) والحاجة إلى تعزيز الرد الدولي على هذا التهديد”.
كما ناقش الوزيران ضرورة أن “تتعاون (إيران) بشكل كامل” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قالت الأسبوع الماضي إن طهران غير متسقة في الوفاء بالتزاماتها النووية، وأكدت كولونا وبلينكن مجددا “دعمهما الكامل” لأوكرانيا، التي غزتها روسيا قبل نحو عام، وناقشا الوضع بين أرمينيا وأذربيجان.
هذا النبأ يأتي بعد ان زعمت فرنسا قبل ايام انها اوقفت سفينة صيد قرب اليمن تنقل اسلحة وصواريخ ايرانية الى اليمن.
وكأن باريس ارادت بهذا الاتصال مع بلينكن تجديد ولائها لواشنطن وهز الذيل أمام السيد الاميركي للحصول على مكافئة .
الذيلية الواضحة لدول اوروبا الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا والمانيا ، والتي جرّت اوروبا الى مواجهة عسكرية مجهولة العواقب مع روسيا ، يبدو انها لا تنتهي بيقظة القادة الاوروبيين بل انهم يريدون الغوص اكثر في هذه التبعية ، ففي وقت يجتمع الاوروبيون الغربيون حول ارسال الدبابات والصواريخ الى اوكرانيا ويبحثون حتى موضوع ارسال الطائرات المقاتلة الى كييف، متقدمين على سيدهم الاميركي، لا يترك هؤلاء فرصة للتقرب الى البلاط الاميركي عبر ذكر اسم ايران في كل شاردة وواردة وكأن ايران وصواريخها هي التي وضعتهم تحت رحمة التهديدات بقصف اوربا بالصواريخ النووية واغراقها في المياه، وليس نزعتهم التوسعية والاستعمارية وتحرشهم بروسيا.
ففي الوقت الذي يدعو كل خبراء وحكماء العالم الى عدم تدفق السلاح الى اوكرانيا لفسح المجال امام تحرك سلمي بحثا عن حل بين موسكو وكييف يوقف خطر اندلاع مواجهة نووية شاملة بين الشرق والغرب ، يزيد قادة فرنسا وبريطانيا والمانيا الدعوات لارسال الاسلحة الثقيلة والمتطورة الى اوكرانيا معرضين حتى الشعوب الاوروبية لمخاطر اتساع المواجهة ، لكنهم يسبحون كل صباح ومساء بحمد السياسات والشعارات الاميركية والصهيونية في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط ولا يريدون صواريخ في ايران.
وهل يمكن الا اطلاق اسم الجنون أو الذيلية أو التضحية بمصالح الشعوب الاوروبية لخدمة اميركا و"اسرائيل"، على هذه المواقف الهزلية للساسة الاوروبيين ؟
من الواضح ان فرنسا تستجدي دورا لها من سيدها الاميركي وتنتظر اشادة من بيت الابيض بتحركها ضد شعب اليمن او لمواقفها ضد ايران لكن على ساسة الاليزيه ان يكونوا متيقنين بأن اميركا ستستغلهم بشكل اكبر للحفاظ على هيمنتها فقط ولا تفكر قط بما يحل بالاوروبيين وقرار أميركا في بيع الغاز للاوروبيين بأربعة أضعاف سعره في هذا الشتاء خير دليل على قيمة الاوروبيين لدى اميركا ، وما المظاهرات المليونية التي عمت فرنسا اليوم السبت ضد سياسات ماكرون سوى بدء استفاقة الشعوب الاوروبية حيال الخطر الداهم لهم بسبب هذه الذيلية لاميركا والتي ما أغنتهم من جوع ولا دفّتهم في شتاء.
فريد عبدالله