أمريكا هي الدولة الأكثر انتهاكاً لحقوق المرأة
أحد أهم مظاهر انتهاك حقوق النساء في الولايات المتحدة هو الاعتداء الجنسي والعنف، حيث أفاد مركز جرائم الولايات المتحدة أن ما معدله 1871 امرأة تُعتدى عليهن جنسيًا في هذا البلد يوميًا.

الولايات المتحدة الأمريكية كانت ومازالت تدعي أنها تدافع عن أسس ومبادئ حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، وتعتبر هذه القضية من أهم الشعارات والمطالبات التي يرفعها المسؤولون الأمريكيون في النظام الدولي. لكن على النقيض من هذا الادعاء فإن انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد لا تزال في ازدياد مع زيادة معاناة النساء الأميركيات بشدة. في الواقع فإن انتهاك حقوق النساء والعنف ضدهن يتجلى في جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والعمرية والجغرافية. إن وضع النساء في هذا البلد يُظهر أن الولايات المتحدة تدعي دعم النساء وتظهر في صورة المدافعة عن حقوقهن في جميع أنحاء العالم، بينما هي نفسها تعاني من انتهاكات متكررة وشاملة لحقوق النساء الأمريكيات.
يتم انتهاك حقوق النساء والفتيات داخل حدود الولايات المتحدة بأشكال مختلفة وفي مجالات متعددة؛ فالنظرة إلى الإحصائيات والدراسات والأبحاث المختلفة حول المساواة بين النساء في أمريكا تكشف أن موضوع المساواة في هذا البلد لا يعدو كونه مجرد ادعاءً، وأن الفجوات في مجالات متنوعة لا تزال تؤذي النساء الأمريكيات كما أن النساء والفتيات من الأقليات العرقية والاثنية يعانين بشكل أكثر حدة من عواقب هذه الاختلافات.[1]
أحد أهم مظاهر انتهاك حقوق النساء في الولايات المتحدة هو الاعتداء الجنسي والعنف، حيث أفاد مركز جرائم الولايات المتحدة أن ما معدله 1871 امرأة تُعتدى عليهن جنسيًا في هذا البلد يوميًا. وفي الجيش الأمريكي تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء على الأقل للاعتداء وتشير الإحصائيات أيضًا إلى أن 90% من النساء العاملات في الجيش الأمريكي تعرضن للاعتداء خلال حرب الخليج بالإضافة إلى أن حوالي 43% من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجنسي خلال حياتهن.[2]
إن انتهاك حقوق النساء الأمريكيات في السجون الأمريكية هو موضوع مهم آخر ينبغي التطرق إليه. تمتلك الولايات المتحدة أكبر سجن للنساء في العالم وتواجه النساء في نظام العدالة الجنائية تحديات متنوعة ولديهن مجموعة من الاحتياجات الفريدة التي غالبًا ما لا تتم تلبيتها.[3]
تشتكي معظم النساء اللواتي يتعرضن لنظام العدالة الجنائية من التمييز العنصري أثناء فترة الاحتجاز؛ إذ إن النساء السود أكثر عرضة للمعاناة في النظام الجنائي الأمريكي مقارنة بالنساء البيض. كما أن النساء في السجون يفيدون بمعدلات أعلى من الاضطرابات الناتجة عن تعاطي المواد مقارنة بنظرائهن من الرجال.
بالإضافة إلى ما ذُكر فإن فضيحة الاعتداء الجنسي في السجون الأمريكية تُعد أزمة واسعة النطاق في النظام القضائي وسجون هذا البلد. إن عدم الاهتمام بحقوق السجناء والتستر الواسع النطاق لمنع كشف الحقائق المرّة التي تحدث في السجون الأمريكية، تعتبر من العوامل الرئيسية التي تعوق إصلاح الوضع الحالي. من بين السجون الأمريكية أصبح السجن الفدرالي دوبلین في كاليفورنيا رمزا للاجحاف والتعديات، حيث وُثقت حالات واسعة من اعتداءات النساء السجينات. من بين 103 شكاوي، تعرّض العديد من الضحايا لظروف غير إنسانية لسنوات عديدة، كما أن إدانة سبعة موظفين بما في ذلك مدير السجن والتحقيق مع أكثر من 20 شخصًا آخر تُظهر أن هذه المشكلة قد تسللت إلى أعلى المستويات الإدارية.[4]
من بين التحديات الكبيرة الأخرى والانتهاكات المهمة للنساء والفتيات في أمريكا تنتشر جرائم الاتجار بالبشر إذ إن النساء والفتيات في مواجهة هذا التحدي يعانين من ضعف شديد، وتعد الولايات المتحدة مركزًا لجرائم الاتجار بالبشر ولم تتخذ الحكومة خطوات فعالة وذو تأثير لمعالجة هذه المشكلة.[5]
بالإضافة إلى ما ذُكر يجب الإشارة إلى انهيار مؤسسة الأسرة في أمريكا فيما يتعلق بانتهاكات حقوق النساء؛ إذ إن غياب القوانين الداعمة لحقوق النساء قد أحدث مشاكل كثيرة على سبيل المثال، فإن عدد الأشخاص الذين يفقدون حياتهم لأسباب تتعلق بالحمل في أمريكا قد تضاعف أكثر من مرتين خلال الـ 20 عامًا الماضية. وفقًا للإحصاءات فإن أكثر من 2.2 مليون امرأة أمريكية في سن الإنجاب لا تحصل على الرعاية الصحية المتعلقة بالنساء والولادة. من ناحية أخرى وبالنظر إلى أن الحركة النسوية تهيمن على المجتمع الأمريكي تشير الإحصائيات إلى أن الجزء الأكبر من النساء في هذا البلد هنّ ضحايا للفوضى الأخلاقية وانهيار القيم الأخلاقية.[6]
باختصار يمكن القول إن أمريكا بوصفها الدولة التي وفقًا للعديد من الوثائق والأدلة تتصدر المدعين الكاذبين الغربيين لحقوق الإنسان تسعى من خلال مناسبات متعددة وإجراءات متنوعة لتغطية الواقع الواسع لانتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها، لكن هذه الحقائق أكبر وأوسع وأكثر وضوحًا من أن يتم إخفاؤها.
إن الدفاع عن حقوق النساء ودعمه هو واحد من أكبر الأكاذيب بشأن حقوق الإنسان في أمريكا، التي استغلتها واشنطن عدة مرات في السنوات الأخيرة للتدخل في شؤون الدول المستقلة؛ وتحدث هذه الإجراءات في حين أن وضع النساء في أمريكا يُظهر الانتهاك الكبير لحقوقهن مما يكشف زيف هذه الادعاءات بشكل جلي.
في مثل هذه الظروف تلعب الهيئات المعنية بحقوق الإنسان مثل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أو حقوق النساء، في ملعب الحكومة الأمريكية حيث إن هذه المنظمات بممارساتها الانتقائية في موضوع حقوق الإنسان لم تضعف الثقة فقط بها بل قضت أيضًا إلى حد كبير على الأمل في تحسين وضع حقوق الإنسان في العالم بشكل عام.
[1] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4790142/
[2] https://www.mehrnews.com/news/6074325
[3] https://counciloncj.org/womens-justice-a-preliminary-assessment-of-women-in-the-criminal-justice-system/
[4] https://nournews.ir/fa/news/204691
[5] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4790142/
[6] https://www.mehrnews.com/news/6074325