ألمانيا تدعو لعدم التصعيد مع ايران ... لماذا داست أوروبا على المكابح ؟
في موقف يدل على تراجع واضح وقوي بعد التصعيد البغيض ضد ايران خلال الفترة الأخيرة، صرحت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك يوم السبت، إنه يتعين منع أي تصعيد نووي مع إيران.
وأكدت بيربوك للصحافيين في مؤتمر ميونخ للأمن "يتعين منع أي تصعيد نووي. هذا هو محور جهودنا الدبلوماسية".
والغريب أن يأتي حديث وزيرة الخارجية الالمانية عن ضرورة عدم التصعيد النووي مع ايران والتركيز على الجهود الدبلوماسية بعد ان كانت المانيا خلال الشهور الاخيرة في مقدمة الدول الاوروبية في اتخاذ مواقف حادة ازاء طهران والتحريض عليها والتصعيد ضدها بل ودعوة الآخرين ايضا الى التصعيد ، وأمعنت في فعل كل قبيح حيال ايران داخل الاتحاد الاوروبي وفي برلمانه ومؤسساته وفرضت حظرا ودعت الى فرض الحظر وتشديده على ايران واستضافت اجتماعات وتجمعات المناوئين لايران على اراضيها ووفرت الحماية والدعم لهم ، وحتى تحولت سفارتها في طهران الى مقر العمل المخابراتي الاوروبي لتأجيج احداث الشغب في ايران ، وقادت حملة ضد الاجراءات التي اتخذتها ايران لتهدئة الامور في الداخل ومعاقبة المخلين بأمن المجتمع الايراني، لكن الان فان دعوة وزيرة الخارجية الالمانية فجأة الى عدم التصعيد النووي مع ايران والتحدث عن محور الجهود الدبلوماسية والتفاوضية يعتبر "دوسا قويا على مكابح العربة الالمانية والاوروبية التي كانت تسير بسرعتها القصوى" وفي الاتجاه الخاطئ، فما هو السبب الحقيقي لهذه الاستفاقة ؟
أغلب الظن هو ان ألمانيا (وكغيرها من الدول الاوروبية الغربية) التي تسير سير الاعمى خلف اميركا وسياساتها وشعاراتها وتضحي بمصالح شعبها خدمة للبيت الابيض ومشاريعه واستراتيجياته، شعرت بأن الاميركيين غير صادقين حينما يقولون بانهم غير مركزين الان على المفاوضات وتركيزهم هو على داخل ايران وماشابه ذلك ، لأن الاميركيين يرسلون باستمرار الرسائل لايران ويتلقون الاجوية عبر الوسيط العماني والوسيط القطري والان قد اضيف الوسيط العراقي ايضا الى هذه القنوات للاتصال، وهناك جوزيب بوريل ايضا وانريكي ينقلان ايضا رسائل اميركية الى ايران وينقلان الجواب ايضا، نعم الكذب الاميركي أثار خوف الاوروبيين من ان يفوتهم القطار.
ان صمود ايران وصلابتها في موقفها وعدم التراجع عن مواقفها الثابتة وحقوق شعبها في الملف النووي، كما عاهدت شعبها، وكذلك قوتها واستعدادها للرد على أي تهديد وجهوزيتها للمواجهة ، اجبرت واشنطن على طرق باب التفاوض مجددا رغم الشعارات بأن الوقت ليس الان مناسبا للتركيز على المفاوضات.
ويسأل الاوروبيون انفسهم ، أين سيكون محلهم من الاعراب اذا اتفقت واشنطن مع طهران ؟ هل سترسل ايران ناقلات النفط والغاز اليهم بعد ذلك وهم يعانون نقص الطاقة ؟
لقد ادرك الاوروبيون بأن تعزيز العلاقات الصينية والروسية والآسيوية مع ايران ، حرم اوروبا مصدرا هاما للطاقة وسوقا ضخما في ايران ، وباتوا صفر اليدين.
سيعض الاوروبيون اصابع الندم ولا ينفعهم التحدث مجددا بطريقة ودية مع ايران فهؤلاء هم ذئاب مفترسة لن يتركوا أي فرصة يفوتهم ايضا في المستقبل اذا شعروا بانهم قادرون على الاضرار بايران، والايرانيين عرفوا وتيقنوا صوابية موقف قيادتهم الرشيدة التي اكدت منذ أمد بعيد بأن لا خير في اوروبا والغرب.
فريد عبدالله