وسط التمديد الجديد للهدنة.. المعارك العنيفة مستمرة بالسودان
وسط التمديد الجديد للهدنة.. المعارك العنيفة مستمرة بالسودان
تتواصل الاشتباكات العنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مناطق متفرقة من السودان تركّزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مُخلّفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
ولم يتوقف القصف الجوي والمدفعي، واستمرّت تحركات المدرعات على الرغم من الاتفاق بوقف إطلاق النار الذي ظلّ حبرًا على ورق، فعلى الأرض، تستمر المعارك التي استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة جنوبي الخرطوم وسط الهدنة التي مددت - والتي لم يتم التقيد بها مطلقًا - في محاولةٍ لنقل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى هذا البلد الذي أصبح على حافّة المجاعة.
وكانت قد مددت الهدنة في السودان 5 أيام جديدة بعد انتهاء الهدنة السابقة مساء الاثنين الماضي، فيما رحّبت الرياض وواشنطن في بيان مشترك باتفاق الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبه، أكّد القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أنّ القوات المسلّحة السودانية لم تستخدم بعد كامل قوّتها المميتة في صراعها مع قوات "الدعم السريع"، لكنّه توعد بأنها "قد تُضطر إلى ذلك". وخلال تفقّده بعض مواقع الجيش السوداني، قال البرهان إن "القوات المُسلّحة تخوض هذه المعركة نيابةً عن شعبها"، مؤكدًا أنها "ستضطر إلى ذلك إذا لم يَنْصَاع العدو، أو يَستَجِبْ لصوت العقل"، بحسب بيانٍ صادر عن الجيش السوداني.
وأشار إلى أنّ "كل الفرق العسكرية لا تزال محتفظة بكامل قواتها بعد أن بسطت سيطرتها على جميع أنحاء البلاد".
وفي ما يتعلق بتمديد الهدنة مع قوات "الدعم السريع"، أشار البرهان إلى أنّ قرار التمديد جاءت الموافقة عليه "من أجل تسهيل تأمين الخدمات للمواطنين، الذين أنهكتهم اعتداءات "المتمردين"، الذين نهبوا ممتلكاتهم، وانتهكوا حرماتهم، وعذبوهم وقتلوهم".
وشدد على أنّ "القوات المسلحة ستظلّ مستعدةً للقتال حتى النصر، وأنّ المتمردين لن يستطيعوا أن ينالوا من السودان"، مؤكدًا أنّ "النصر قريبٌ لا محالة".
إنسانيًا، أعلن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن المواجهات المسلّحة في السودان والتي بدأت في 15 نيسان الماضي أجبرت نحو مليون و400 ألف شخص على النزوح إلى مناطق داخل السودان وخارجه، فيما كشف "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة أن 17 ألف طن متري من المساعدات الغذائية فُقدت في السودان بسبب عمليات النهب والسرقة التي زادت منذ اندلاع القتال. كذلك، حذّر البرنامج من أن الصراع قد يؤثّر على العديد من الدول المجاورة.
بدورها، أعلنت "منظّمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف) أن أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان بحاجة ماسّة إلى الدعم الإنساني.
وأشارت المنظّمة إلى أنّ "أكثر من 620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحادّ الوخيم، نصفهم يواجهون خطر الموت إذا لم تتمّ مساعدتهم في الوقت المناسب". وأضافت أن وضع الأطفال في السودان بلغ مستويات كارثية جرّاء الصراع الدائر في البلاد، مشيرة إلى أن الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات يتمّ بشكل غير منتظم، وأحيانًا يكون غير متاح.
وحذّرت من عواقب مدمّرة وطويلة الأجل على الأطفال بسبب النزوح ونقص الخدمات الأساسية في حال عدم توفير استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق.
المصدر: العهد