منظمة الأمم المتحدة أكثر عجزًا من أي وقت مضى؟
بعد فشل عصبة الأمم في منع اندلاع الحرب العالمية الثانية أصبح من الضروري وجود هيئة فاعلة، ونتيجة لذلك تم إنشاء منظمة جديدة بهيكل مغاير وكانت هي منظمة الأمم المتحدة، من خلال مجلس الأمن تسعى إلى إرساء النظام في هيكل النظام الدولي لمنع حدوث كوارث مثل الحرب العالمية وهو ما لم تنجح في تحقيقه تقريبًا.
بعد فشل عصبة الأمم في منع اندلاع الحرب العالمية الثانية أصبح من الضروري وجود هيئة فاعلة، ونتيجة لذلك تم إنشاء منظمة جديدة بهيكل مغاير وكانت هي منظمة الأمم المتحدة، من خلال مجلس الأمن تسعى إلى إرساء النظام في هيكل النظام الدولي لمنع حدوث كوارث مثل الحرب العالمية وهو ما لم تنجح في تحقيقه تقريبًا.
انتشار الفوضى بسبب مجلس الأمن!
يبدو أن منظمة الأمم المتحدة أكثر من كونها تهدف إلى وظيفتها الأساسية المتمثلة في السعي إلى النظام والسلام العالمي، فقد أصبحت أداة لتغطية أهداف القوى الكبرى خاصة أمريكا وحلفاءها. لم يقم مجلس الأمن على مدار الأشهر الأحد عشر الماضية بأي إجراء فعّال لتخفيف التوتر في منطقة جنوب غرب آسيا. بل يظهر أن مجلس الأمن من خلال مماطلاته العديدة يساهم في دعم إسرائيل لتحقيق أهدافها.
الآن يبدو أن هيكل النظام الدولي غير مستقر أكثر من أي وقت مضى ويمر بمرحلة انهيار كامل. وكأن الدول الغربية تقود هذه القضية عمدًا، وتستعد لحدث كبير مثل حرب عالمية أخرى. إن هذا الاستهتار والتأخير في منظمة دولية مثل مجلس الأمن الذي له تجربة في الحروب الكبرى يدل على أن استقطابًا جديدًا يتم تشكيله. إن إدراك أن النظام الأمني العالمي في حالة تغيير يعد قضية مهمة يمكن أن تمنع الأخطاء الاستراتيجية.
لذا يجب على دول العالم خاصة الدول التي تتصارع في ساحات المعارك حاليًا، أن تدرك هذه الحقيقة: إن هيئة مثل منظمة الأمم المتحدة ليست لديها القدرة اللازمة لإدارة الأزمات، أو أنه لا توجد إرادة كافية بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. في كل الأحوال نتيجة هذا النهج واحدة: التوجه نحو فوضى كبرى من المحتمل أن تشمل العالم بأسره.
فخ منظمة الأمم المتحدة!
ما يتضح في هذه الأيام هو أن العجز في منظمة الأمم المتحدة ليس هو الأمر الأكثر وضوحًا، بل استخدامها كأداة للقتل الجماعي. ففي آخر مثال على ذلك يمكن الإشارة إلى حضور رئيس وزراء إسرائيل في هذه المنظمة وإعطاء الأمر باغتيال زعيم حزب الله قبل خطابه في الجمعية العامة. في الواقع أثبتت إسرائيل بلا شك أنها تنسق بشكل كامل مع الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات كهذه مما يوضح أن منظمة الأمم المتحدة ليست أكثر من ملجأ للأمان بل هي مكان لتبرير الأفعال لا أكثر.
هذا العمل من جانب إسرائيل كان بمثابة المسمار الأخير في نعش منظمة الأمم المتحدة. من الآن المؤكد أن محور المقاومة قد أدرك جيدًا أن سيناريوهات مثل وقف إطلاق النار والحوار وما شابهها ليست سوى أساليب ملتوية من إسرائيل بتنسيق مع أمريكا. كذلك فإن الدبلوماسية في الوقت الراهن أصبحت هادمة أكثر من كونها بناءة. لذلك يجب أن تسعى المقاومة مع فهم الظروف المعقدة للنظام الدولي إلى تحديد مقدار الأذى الذي تعرضت له، وأن تعيد تعريف العناصر المختلفة المتاحة لديها لتجنب أضرار أخرى. بعد ذلك ينبغي أن تتجه نحو الدبلوماسية. بعبارة أخرى فإن الدبلوماسية تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة هي الفخ الذي كان قد أوقع المقاومة في شباكه وتسبب في أضرار جسيمة لها. ولكن حاليًا إذا أرادت المقاومة أن ثبت قوتها في البنية وفي ساحة اللعب الغربية فلا شك أن عملية تعرضها للأذى ستستمر. لذا ينبغي على المقاومة من خلال فهم صحيح وإعادة تعريف وضعها ومهمتها أن تسعى لترميم نفسها وقدراتها وإرسال ردود رادعة لتجنب الأضرار المستقبلية وزيادة مستوى الصراع. خلاف ذلك سيتعين عليها تحمل تكاليف أكبر
في النهاية يمكن القول إن منظمة الأمم المتحدة أكثر من كونها منظمة دولية لإدارة الأزمات هي أداة في يد القوى الكبرى لتحقيق أهدافها. ويجب على المقاومة أن تدرك هذه النقطة: الدبلوماسية ستكون فعالة فقط عندما تتمكن من تحقيق اليد العليا في الميدان، وبالتالي فإن الرد القوي يمثل وسيلة لمنع تصعيد التوتر. بعد ذلك يجب أن يسعى إلى تعزيز الأسس الاقتصادية والتفاعل مع دول العالم. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تتجه نحو التعاون مع الدول المؤثرة في النظام الدولي وليس التعامل مع منظمات وهيئات غير فعالة .