من الرابح الحقيقي من وقف إطلاق النار في غزة؟

عندما بدأت معركة طوفان الأقصى وهجمات النظام الصهيوني العنيفة على غزة، أعلن الصهاينة أنهم خلال عملية السيوف الحديدية سيقضون على المقاومة الفلسطينية في غزة بشكل كامل، ويفرغون غزة من وجود قوى المقاومة.

ديسامبر 3, 2023 - 07:18
من الرابح الحقيقي من وقف إطلاق النار في غزة؟
من الرابح الحقيقي من وقف إطلاق النار في غزة؟

عندما بدأت معركة طوفان الأقصى وهجمات النظام الصهيوني العنيفة على غزة، أعلن الصهاينة أنهم خلال عملية السيوف الحديدية سيقضون على المقاومة الفلسطينية في غزة بشكل كامل، ويفرغون غزة من وجود قوى المقاومة. وخلال الهجمات الجوية والمدفعية المكثفة على قطاع غزة، تم تدمير جزء كبير من المباني السكنية ودمرت أحياء واستشهد عدد كبير من سكان غزة.

وبعد الهجمات الجوية المتواصلة على القطاع، دخلت قوات الجيش الصهيوني إلى غزة من المحاور الشمالية إلى الجنوب لاستكمال عمل القوات بالتقدم وتمشيط الأحياء من قوات المقاومة وذلك حسب إعلان قادة هذا النظام. ولكن بعد مرور 50 يومًا على الصراع بين النظام الصهيوني والمقاومة في غزة، وافق الصهاينة أخيرًا على وقف إطلاق النار. والسؤال هو لماذا تمت هذه الهدنة ومن المستفيد ومن الخاسر؟

إن نظرة على الإحصائيات والأحداث التي جرت في الأراضي المحتلة خلال الخمسين يوما الماضية يمكن أن تحدد بوضوح الإجابة على هذا السؤال.

فشل غير مسبوق في التاريخ

بداية، إن عملية طوفان الأقصى هي أكبر دليل على فشل أمني وعسكري شامل للكيان الصهيوني. وكان الصهاينة، وهم أحد المدعين بالقوة العسكرية والاستخباراتية العظمة، وبحسب الخبراء، يمتلكون واحدة من أفضل المؤسسات وأجهزة الاستخبارات في العالم، لكنهم تلقوا صدمة وهزيمة ساحقة أمام قوات المقاومة في منطقة لا تتعدى عدة مئات من الكيلومترات.

منذ أكثر من عشرين عامًا، تعيش منطقة غزة تحت حصار جوي وبحري وبري شديد من قبل النظام الصهيوني. الأقمار الصناعية والمراقبة المستمرة للصهاينة ووجود عدة آلاف من الجواسيس في هذه المنطقة، بحسب الصهاينة، أتاحت لهم إمكانية اكتشاف تحليق ولو ذبابة في هذه المنطقة على الفور.

ولكن كيف لا يعلمون بتحركات وتخطيط مثل هذه العملية الضخمة والواسعة في صباح عملية طوفان الأقصى والتي كانت مفاجأة كبيرة جداً لهم؟ الأمر واضح جداً، فهذه العملية تظهر أن السيطرة الإستخباراتية لقوى المقاومة على الصهاينة أعلى وأدق، وقد نجحت قوات المقاومة في غزة في تخطيط وتنفيذ هذه العملية بسرية تامة.

وتعتبر هذه الحادثة ضربة قاصمة لسمعة الكيان الصهيوني الأمنية والاستخباراتية والعسكرية في العالم.

ودفعت هذه العملية القيادات الأمنية والسياسية والعسكرية للكيان الصهيوني إلى قبول المسؤولية علناً جراء هذا الفشل الذريع.

خسائر وأضرار فادحة

لقد تسببت عملية طوفان الأقصى حتى الآن في وقوع أضرار بشرية ومالية كبيرة في الصهاينة لم يتم تحديد أبعادها بشكل كامل بعد، وتشير التقديرات إلى أن هذه الأضرار ستظهر مع مرور الوقت. إن حجم الضحايا وكمية الخسائر لدى الصهاينة حتى اليوم جعل الصهاينة يصفون عملية طوفان الأقصى باعتبارها الحادثة الأكثر سوءاً والغير المسبوقة بعد المحرقة اليهودية (على افتراض أن المحرقة حادثة حقيقية).

كما أنه خلال العمليات البرية التي نفذها الصهاينة في غزة خلال الأسبوعين الماضيين، سقط عدد كبير من جنود هذا النظام بين قتيل وجريح، ويراقب قادة هذا النظام تفاصيلها بشدة.

وتكشف الصور والفيديوهات التي نشرتها المقاومة الفلسطينية بوضوح أن حجم الأضرار والإصابات أكبر بكثير مما يعلنه الصهاينة.

الجبهة الشمالية

بعد بدء الحرب، وبالتزامن مع هجمات الصهاينة الجبانة على سكان غزة، نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان هجمات محددة ومحددة على مواقع النظام الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة.

ولم يعلن الصهاينة حتى الآن عن أي إحصائيات تتعلق بحجم الخسائر البشرية والأضرار الناجمة عن هجمات حزب الله اللبناني، إلا أن حزب الله من خلال تقديم إحصائيات دقيقة، أعلن أن عدد قتلى وجرحى النظام الصهيوني يبلغ 350 شخصًا. وهي إحصائية ثقيلة للغاية بالنسبة للكيان الصهيوني.

كما أن من القضايا المهمة التي حدثت في هذه الأثناء هو انعدام الأمن في المناطق الشمالية. فقد أدت هجمات حزب الله على المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة إلى مغادرة عدد كبير من المستوطنين والصهاينة منازلهم. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على جنوب فلسطين المحتلة بسبب هجمات المقاومة الفلسطينية.

خمسون يوما من الحرب دون أي إنجازات

وكان المسؤولون الصهاينة، الغاضبون من الهزيمة الفادحة التي لحقت بهم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتحدثون في المقابلات باستمرار عن تدمير المقاومة في غزة ويلقنون المقاومين درساً. ولم يسبق للسلطات الصهيونية في التاريخ أن أدلت بمثل هذه التصريحات التهديدية. لكن مرور الوقت كان كافيا ليظهر أن كل ادعاءات وأقوال السلطات العسكرية والسياسية للكيان الصهيوني ليست أكثر من خداع وكذب.

بعد مرور خمسين يومًا وخسائر فادحة في الشمال والجنوب، وخسائر اقتصادية كبيرة، وفشل أمني واستخباراتي، وارتفاع تكلفة الحرب، لم يفشل الصهاينة في شمال غزة في الوصول إلى أنفاق حماس فحسب، بل حتى لم يجدوا أيضًا الأسرى ولا حتى قادة المقاومة و بقوا عاجزين عن الوصول لأهدافهم، وبعد وصول الصهاينة إلى مستشفى الشفاء ورغم كل دعاياتهم لم يجدوا أي أثر لمقاومين أو أسرى في المستشفى، وقد زادت حدة الضغوط الداخلية على سلطات هذا النظام لوقف إطلاق النار من أجل إعادة الأسرى. ولذلك وبعد خمسين يوماً جهنمياً على الصهاينة، اضطرت سلطات هذا النظام إلى الموافقة على هدنة مع المقاومة الفلسطينية، فالمقاومة الفلسطينية هي صاحبة اليد العليا في الميدان. كما أن تمديد وقف إطلاق النار وقبول النظام الصهيوني له كشف أكثر من أي وقت مضى عن ضعف الصهاينة في الحرب.

 الیاس مهدوی

 

https://www.mashreghnews.ir/news/1542594/

https://www.farsnews.ir/news/14020906000924

https://www.mashreghnews.ir/news/1549349

https://www.farsnews.ir/news/14020830000226