مجلة أمريكية تكشف الدور الأمريكي المخرّب في أحداث السودان

ابريل 21, 2023 - 12:54
مجلة أمريكية تكشف الدور الأمريكي المخرّب في أحداث السودان

تتواصل الاشتباكات في السودان بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع"، رغم الهدنة المعلنة بين الطرفين، وقد سجّل أكثر من 1400 قتيل وجريح بالمعارك التي بدأت قبل 6 أيام في مناطق متفرقة من البلاد معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية.

وتعليقًا على هذه التطورات، أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إلى أنّ أوهام وترويج واشنطن لانتقال السودان إلى قيادة مدنية، هو الذي مهّد الطريق لنشوب صراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، مشيرةً إلى أنّه سيكون من الصعب هزيمة الأخيرة، وذلك بسبب إصرار واشنطن على أنّ "هناك فرصة حقيقة لمتابعة العمل لانتقال البلد إلى قيادة مدنية".

المجلّة رأت أنّ "الجهد المضلّل" هو الذي أدّى إلى دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلّحة السودانية وإلى بدء "صراع مأساوي"، ولكن "يمكن التنبؤ به"، وأضافت أنّ القتال بدأ في السودان في 15 نيسان/أبريل، بعد سنوات من التوتر بين "سماسرة السلطة" في البلاد: الجنرال عبد الفتاح البرهان، الزعيم الفعلي للبلاد ورئيس القوات المسلحة السودانية من جهة، والجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، الذي يقود قوات "الدعم السريع"، حيث بدأت معارك الشوارع الجارية في العاصمة الخرطوم، وانتشرت في جميع أنحاء البلاد.

ووفق "فورين بوليسي"، يواجه السودان "انهيارًا شبيهًا بانهيار اليمن"، حيث شنّ الجيش السوداني حملة قصف مكثفة في الخرطوم، وقد "يصبح قريبًا اليد العليا في الخرطوم بفضل قوته الجوية المتفوقة"، ووفقًا للمجلة أيضًا، فإنّ "سلاح الجو عنصر حاسم في حروب السودان، بدءاً من عام 2003، عندما قاتلت قوات الجيش، الجنجويد (جماعات مسلحة  تركب الخيول)، خلال الحرب في دارفور"، على حد تعبيرها.

وتابعت المجلة أنّ "تفوّق القوة الجوية السودانية، كان السبب في تركّز عمليات قوات "الدعم السريع" في الساعات الأولى من الصراع على السيطرة على المطارات في جميع أنحاء البلاد، حتى يتم إيقاف العمليات الجوية للقوات المسلحة السودانية"، وأردفت "لقد نجحت جزئياً فقط"، ومع ذلك، "قد يستغرق الأمر أسابيع لطرد قوات "الدعم السريع" من المباني السكنية في الخرطوم التي حوّلوها إلى منشآت عسكرية"، وفق المجلة المذكورة.

في الوقت نفسه، تابعت المجلة "سيكون من الصعب هزيمة قوات "الدعم السريع" في وطنهم القبلي دارفور، ولا سيما أن قدرتهم على تعبئة الجنود من تشاد المجاورة عالية جدًّا، ويبدو أنّ انزلاق السودان إلى حرب أهلية واسعة النطاق بات أكثر احتمالًا كل ساعة".

واعتبرت المجلة أنّ "الأمور قد تخرج من حرب أهلية إلى صراع يمتد إلى المنطقة بأكملها وبعض القوى العالمية، حيث اعتقلت قوات "الدعم السريع" الجنود المصريين الذين كانوا يتدربون مع القوات المسلحة السودانية في الساعات الأولى من الصراع، قبل أن يعودوا إلى بلدهم".

وبحسب المجلة، يخشى دبلوماسيون من أنّ القاهرة قد تستعد لدعم القوات المسلحة السودانية، و"هناك تقارير عن تعبئة قبلية على طول حدود تشاد والسودان، الموطن التقليدي لحميدتي".

المجلة الأميركية رأت أن الولايات المتحدة مع حلفائها في الغرب لديهم القدرة على تشكيل الأحداث في السودان، ولفتت إلى أنّه "في محاولة لمنع التوقعات "القاتمة" لتفكك الدولة في هذا البلد، تعمل الحكومة الأميركية مع الدول العربية - وتحديداً مصر والسعودية والإمارات - لكن، هؤلاء، حلفاء واشنطن، هم على طرفي نقيض في السودان"، وفق المجلة.

ومع ذلك، ووفق دبلوماسيين غربيين، صرّحوا للمجلة، "أنهم يدركون أنّ العودة إلى الوضع الراهن قبل 15 نيسان/أبريل أصبحت "غير مرجحة" بشكل متزايد مع استمرار القتال".

كما رأت المجلة أنه "إذا كانت هناك لحظة فُقِد فيها الأمل في "الديمقراطية" في السودان، فقد كان ذلك عندما تمّ الاتفاق على "الدستور الانتقالي"، وسُمح للجيش بإدارة البلاد في الجزء الأول من الانتقال".

واعتبرت المجلة الأميركية أن "أعظم مثال على الأوهام الأميركية" هو إصرار واشنطن على وصف انتقال السودان بأنّه بـ "قيادة مدنية"، مشيرةً إلى أنه لم يكن هناك ما يشير إلى انتقال السودان بقيادة مدنية، إذ نصّ الدستور الانتقالي عام 2019 على أنّ الجيش سيقود الأشهر الـ 21 الأولى من المرحلة الانتقالية، يليه المدنيون للأشهر الـ 18 المقبلة.

وفي وقت سابق الخميس، نقلت "فورين بوليسي" عن مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على مجريات الأمور، أنّ الولايات المتحدة تستعد لفرض عقوبات جديدة على القوات السودانية المتحاربة.

وفي آذار/مارس الماضي، اتفق الأطراف السياسيّون السودانيون، على تشكيل حكومة انتقالية جديدة في 11 نيسان/أبريل الجاري، وذلك وفقاً للمتحدث باسم الموقّعين على التسوية السياسية خالد عمر يوسف.

وجاء تشكيل حكومة جديدة في أعقاب انقلاب تشرين الأول/أكتوبر في العام 2021، نتيجة للمحادثات الغربية والخليجية والأمم المتحدة.

المصدر: العهد