ما هو موقع اميركا وايران في النظام العالمي الجديد القادم؟
لا شك ان التطورات العالمية تشير الى بوادر تشكيل نظام عالمي جديد، فمن جهة نرى أفولا للكتلة الغربية بزعامة اميركا، ومن جهة اخرى نشاهد صعودا لأقطاب اخرى كالصين وروسيا وايران، فكيف سيكون موقع اميركا وايران في النظام العالم القادم؟
النظام العالمي الجديد سيتسم بنوع من التعددية بحيث يخرج من حالة التفرد الغربي، ويصبح الغرب فيه لاعب ولكن من الدرجة الثانية، فيما سيصعد فيه نجم ايران لتتحول من لاعب اقليمي الى لاعب عالمي.
ورغم كل محاولات اميركا وحلفائها الغربيين لمنع ظهور هذا النظام الجديد، بما فيها محاولة اثارة حرب اوكرانيا لاحتواء روسيا، واستنزافها في حرب بالوكالة، الى محاولات استفزاز الصين واثارة حرب مع تايوان، لكن في المحصلة يبدو ان نجم الغرب بزعامة أميركا الى افول، ليس من الناحية العسكرية فقط بل حتى من ناحية الاقتصاد والنفوذ السياسي.
ولعل أبرز مؤشرات ظهور النظام العالمي الجديد الاتفاق بين ايران والسعودية على استئناف العلاقات بوساطة وضمانة صينية، وكذلك توجه عدد من كبار المسؤولين الاوروبيين الى الصين، من بينهم الرئيس الفرنسي ووزيرة الخارجية الالمانية، من اجل التأثير على روسيا لإنهاء حرب اوكرانيا التي تورطت فيها اوروبا وأثرت بشكل كبير على اقتصاداتها، يُضاف الى ذلك دعوة ماكرون الاتحاد الاوروبي الى الاستقلالية الاوروبية عن اميركا.
لا نقول ولا نتوقع ان يُلغى دور اميركا والغرب في النظام العالمي الجديد، ولكنه سيأفل كثيرا، هذا فيما اذا بقيت الكتلة الغربية موحدة، في حين ان المعطيات تشير الى تعدد في التوجهات ومن المتوقع ان يصيب الغرب نوع من الانقسام، فلن يبقى الاتحاد الاوروبي موحدا، ولن تكون اميركا في هذا النظام القوة العالمية الاولى لا عسكريا ولا اقتصاديا. وفي المقابل سيصعد نجم الصين وروسيا وايران وبالطبع هناك اقطاب اخرى ستشارك في النظام العالمي الجديد كل حسب قدراته التكنولوجية او الاقتصادية وحتى نفوذه السياسي.
أما ايران فمن المتوقع أن يزداد نفوذها السياسي في غرب آسيا، وستزداد قدراتها العسكرية، وكذلك قدراتها التقنية، وستكون احد الاقطاب المؤثرة في النظام العالمي الجديد، وذلك من خلال اعتمادها على قدراتها الذاتية، وهذا ما اثبتته خلال مسيرتها المتنامية طيلة اكثر من اربعة عقود رغم كل القيود والمؤامرات الغربية التي تعرضت لها.
المصدر: فارس