ما بين ارتباط وثيق يستحال تفكيكه.. ضربة إيرانية سورية على رأس الصهيونية قادمة لا محال
يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته المتكررة على سوريا، وفي ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات الصهيونية ونوعية المواقع المستهدفة، هناك عدة تساؤلات تستحوذ على نقاشات الشارع السوري اليوم، متى يمكن أن تتوقف هذه الاعتداءات؟ وما طبيعة الضغوط التي يمكن أن تجبر "إسرائيل" على العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل عام 2011؟
ومع عودة مهندس الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سوريا نتنياهو لرئاسة الحكومة الاسرائيلية وهو صاحب مشروع المعركة بين الحروب التي خاضها منذ عام ٢٠١٧ على سورية والتصريحات الاسرائيلية الأخيرة التي تقول باستئناف الضربات الاسرائيلية على سورية وهي التي لم تنقطع أصلا بضرورة هندسة الرد على هذه الاعتداءات بالطريقة التي تقطع ذراع اسرائيل وهذا الرد يحتاج الى ترتيبات مع الحليف الايراني لناحية الدعم العسكري واللوجستي وبناء القدرات الدفاعية والهجومية للجيش السوري التي كانت دمرت كثير منها القوات الارهابية العميلة للكيان الصهيوني.
وسبق وأن أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، الأسبوع الماضي بشدة اعتداءات الكيان الصهيوني على دمشق ومحيطها، وطالب برد فوري وجاد وفعال من المجتمع الدولي ومجلس الأمن على هذه الاعتداءات.
واشار كنعاني إلى تتابع الهجمات الجديدة من قبل الكيان الصهيوني وهجمات تنظيم داعش الإرهابي ضد الشعب السوري، واعتبر الارتباط والتنسيق بين هذين الكيانين الإرهابيين ارتباطًا طبيعيًا ومتأصلًا، حيث يسعيان لتشديد آلام ومعاناة ومصائب الشعب السوري الذي يواجه تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الايرانية، صمت الدول الغربية إزاء الانتهاك المتكرر لسيادة وسلامة أراضي سوريا من قبل الكيان الصهيوني المعتدي ، مشينًا، وطالب برد فوري وجاد وفعال من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المسؤولة، خاصة مجلس الأمن الدولي تجاه اعتداءات الكيان الصهيوني الإرهابي على بلد عضو في الأمم المتحدة.
ومؤخراً أجرى اللواء صلاح الدين كاسر الغانم قائد القوى الجوية وقوات الدفاع في الجمهورية العربية السورية زيارة إلى طهران والتقى وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد محمدرضا آشتياني.
حيث أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية ضرورة تعزيز وتوطيد التعاون العسكري والدفاعي الثنائي بين إيران وسوريا باعتبار أن كلا منهما يشكل عمقا استراتيجيا للآخر، مشددا على أهمية تقوية البنية الدفاعية السورية للارتقاء بقدراتها الرادعة أمام التهديدات وإرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وشدد العميد آشتياني على ضرورة توخي الحذر دائما من مكر الأعداء وخدعهم قائلا: فمن ناحية، يجب تعزيز المقاومة والوحدة بين البلدين، ومن ناحية أخرى، يجب أن نتابع جهودنا لمحاربة التطرف والإرهاب بجدية أكبر.
وصرح وزير الدفاع الإيراني: إننا ننظر إلى التعاون الدفاعي مع سوريا في المجالين الاستراتيجي والتكتيكي في أفق طويل الأمد، ونعتبر من المهم تقوية البنية الدفاعية السورية لحفظ وارتقاء القدرات الرادعة في مواجهة التهديدات وإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة.
وفيما قال العميد آشتياني إن إيران تعتبر سوريا أهم محور للمقاومة، وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية استخدمت وستستمر في استخدام كل قدراتها من أجل إرساء الأمن الكامل في سوريا وإحباط مؤامرات دول من خارج الإقليم، وبناء على ذلك نعتبر من الضروري مبادئ وتقوية وترسيخ التعاون العسكري والدفاعي لأن إيران هي العمق الاستراتيجي لسوريا وسوريا هي العمق الاستراتيجي لإيران.
وبعد فشل أمريكا واسرائيل في كسر هذا الارتباط بين سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية ودعمها لحركات المقاومة والانتصار الذي حققته دمشق بمساعدة حليفها الايراني والمقاومة الاسلامية اللبنانية سعت امريكا لاستهداف ايران من الداخل بهدف اضعافها وإشغالها عن اهم أهداف الثورة الاسلامية الايرانية المتمثلة بمحاربة الكيان الاسرائيلي ودعم حركات المقاومة الفلسطينية لتأتي زيارة هذا المسؤول العسكري السوري وقبلها زيارة وزير الدفاع السوري لايران الشهر الماضي للتأكيد على دور ايران المحوري في دعم سورية والجيش السوري وهما اللذان تجمعهما اتفاقية دفاع مشتركة كانت قد وقعت في عام ٢٠٢٠ ، والتي نستطيع أن نبني من خلالها رؤيتنا لأبعاد هذه الزيارات وأهدافها من خلال التحديات الكبيرة التي تواجهها سورية لناحية الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على أراضيها.
ففي مرحلة مفصلية يعيشها العالم والإقليم وعلى وقع متغيراتها الاستراتيجية المتسارعة وما يترتب على هذه المتغيرات من ترتيبات ضرورية لمواجهتها تأتي زيارة اللواء صلاح الدين كاسر الغانم والوفد العسكري المرافق له إلى طهران في زيارة تحمل الكثير من الرسائل والدلالات لترسم ملامح حقبة متجددة من العلاقات الاستراتيجية بين دمشق وطهران وأهمية ترسيخ هذه الشراكة بين دولتين تعتبران رأس المقاومة لمشاريع الهيمنة الأمريكية العالمية والصهيونية الإقليمية.
يرى العديد من المحللين أن المرحلة المقبلة تحمل مفاجآت على صعيد الموقف السوري قد يكون أكثر صلابة من الهجمات العدوانية الصهيونية، فالتحولات الحاصلة بالمنطقة تضع دمشق في موقع متقدم يساعدها في اتخاذ قرارات مهمة و توجيه ضربة موجعة على الرأس الإسرائيلي أمرأ حتمياً خاصة بعدما ذكر تقرير للتلفزيون الإيراني أنه تم خلال اللقاء العسكري الأخير بين طهران ودمشق الاتفاق على بيع سوريا معدات للدفاع الجوي والحرب الالكترونية ومنظومة ١٥ خرداد الصاروخية للدفاع الجوي.
المصادر: