لماذا تقدم السعودية نفسها كوسيط في قضية اليمن؟
لماذا تقدم السعودية نفسها كوسيط في قضية اليمن؟
يواجه السلام في اليمن العديد من التحديات والعراقيل، على الرغم من جهود الأطراف المختلفة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر في اليمن، فإن هذه الجهود تواجه صعوبات نظرًا لعدم اتفاق جميع الأطراف على شروط السلام وفض الخلافات بينهما.
هناك العديد من القضايا الملحة التي تحتاج إلى حل، مثل إعادة بناء البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. كل هذه القضايا تتطلب تعاوناً وتفاهماً بين الأطراف المختلفة وإرادة سياسية قوية للوصول إلى حل سلمي ودائم للنزاع في اليمن.
تستمر حالة الجمود في محادثات السلام اليمنية التي تزيد الوضع الإنساني صعوبة في اليمن، وفي هذا الصدد، حذر قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي من أن التأكيدات الممنوحة للوسيط العماني لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، وأكد في خطابه بمناسبة ذكرى "الصرخة" أن الأحداث الجارية تدل على عدم وجود رغبة جدية من قبل الجانب السعودي لتحقيق السلام. كذلك سخر زعيم أنصار الله من محاولة السعودية تصوير نفسها على أنها وسيط في المفاوضات وأكد أن الطرف المتحارب لا يمكن أن يكون وسيطًا.[1]كما حذر السعودية من استمرار حالة اللاحرب واللاسلم.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تواصل فيه الرياض تفادي تنفيذ مذكرات التفاهم التي توصلت إليها مع صنعاء قبل عيد الفطر وتحاول كسب التأييد الإقليمي والدولي لمبادرة "السلام" التي أعلنتها في مارس 2021 على الرغم من معارضة أنصار الله لها.
وتوضح هذه التحركات بشكل جيد لماذا دعا زعيم أنصار الله الجانب السعودي إلى تنفيذ البنود المتفق عليها بما في ذلك إعادة فتح مطار صنعاء ، ورفع الحصار عن الموانئ ، وإعادة فتح الطرق ، ودفع الرواتب والأجور لمنع تصعيد التوترات في الجولة الجديدة. كما رفضت حكومة صنعاء التحركات السعودية لاستبدال الوفد السعودي بمجلس الدولة الذي تدعمه. وتحاول السعودية خلق ظروف جديدة من خلال وضع نفسها كوسيط في المفاوضات وتعليق الالتزامات التي قطعت في الجولات السابقة بقبول حكومة عدن التي رفضتها جماعة أنصار الله بشدة، وتم التأكيد على أن صنعاء لن تتفاوض إلا مع السعودية كطرف في الحرب وليس كوسيط.
في الطرف المقابل، وبحسب تصريحات السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الذي قاد وفد المملكة في زيارة صنعاء برفقة وفد عماني في أبريل/نيسان، قال إن أطراف الحرب في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة التي اندلعت قبل ثماني سنوات، لكنه أوضح أنه من المستحيل التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة.[2] وأجرى وفد سعودي محادثات في صنعاء بداية الشهر الحالي انتهت إلى تفاهم حول هدنة وعقد جولة جديدة من المحادثات.
وكان قد دعا وزير الدفاع في حكومة "أنصار الله" اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، التحالف العربي إلى "إثبات حسن النوايا" من خلال التنفيذ العملي لشروط صنعاء. وأضاف العاطفي في تصريحات نقلتها قناة المسيرة أن الحوثيين جاهزون لإفشال أي محاولة للالتفاف على ما تم طرحه في إطار الحل السياسي، وقال"أعددنا ما استطعنا".[3]
و أوضح العاطفي أن "الأوضاع اليوم، وفي هذه المرحلة، تتجه إلى التهدئة والوصول إلى سلام شامل، وهذا كله مرهون بصدق النوايا لقادة التحالف العربي مع ما تم التفاهم عليه مع القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، والالتزام بهذه التفاهمات لمصلحة المنطقة وشعوبها، وفي المقدمة المصالح الإقليمية والدولية. وحذر دول التحالف من أي التفاف أو مناورات في التعاطي مع هذه التفاهمات لأن أي نقض أو مراوغة لأي اتفاق أو تفاهم سيعود بالخسران عليها، وستوقعها في مآزق لا نهاية لها" .[4]
في ذات السياق حاولت السعودية تنفيذ خطتها للسلام التي قدمها محمد الجابر لأعضاء مجلس الدولة الأسبوع الماضي، كما تم التأكيد على الخطة خلال اجتماع بين وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان وأعضاء مجلس الدولة المدعوم من السعودية في اليمن، لكن الخلاف بين أعضاء مجلس الدولة حال دون تشكيل وفد محدد للمفاوضات في إطار مجلس الدولة.
وفي محاولات أخرى لدفع المفاوضات قدماً يواصل مكتب هانز غروندبرغ ، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جهوده لتحقيق الاستقرار في حالة الهدوء العسكري وتجري اجتماعات مع الرقيب عبد الله الرزامي، رئيس اللجنة العسكرية التابعة لصنعاء في الأردن. كما أنه على الرغم من فشل الصليب الأحمر الدولي في استكمال الزيارات المتبادلة لسجني صنعاء ومأرب ، يسعى المكتب إلى تحديد موعد لبدء جولة جديدة من المفاوضات حول قضية الأسرى، والتي كان من المقرر إجراؤها في 20 من الشهر الجاري.
ويرى مراقبون أن على أطراف النزاع في اليمن أن يغتنموا فرصة التطورات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة التقارب الأخير بين إيران والسعودية واستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما من أجل الإنتقال بالمفاوضات من حالة التوتر السائدة إلى حالة التفاؤل بالحل القريب الذي يحتاج إلى جدية جميع الأطراف في اليمن والدول المعنية بالأزمة اليمنية للوصول إلى اتفاق ينهي النزاع والأهم من كل ذلك إنقاذ اليمن من الوضع الإنساني المزري.
[1] https://syaaq.com/19612/%d9%85%d8%b0%d8%a7%da%a9%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b5%d9%84%d8%ad-%d8%af%d8%b1-%db%8c%d9%85%d9%86/
[2] https://2h.ae/GqgV
[3] https://2h.ae/TRwY
[4] arabic.rt.com/middle_east/1454515-الحوثيون-زمن-الوصاية-على-اليمن-ولى-إلى-الأبد-والبحر-الأحمر-منطقة-يمنية