في أحلك ظروف الکيان الصهيوني... أهم رسالة ليوم القدس 2023
أقام الفلسطينيون يوم القدس العالمي مرةً أخری للاحتفاء بقضية تحرير القدس من الاحتلال، فبعد 44 عامًا من التسمية التاريخية للجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من قبل الإمام الخميني(رحمه الله)، تظهر كل عام أهمية هذا الإجراء لإظهار وحدة وسلامة الأمة الإسلامية في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم أكثر فأكثر.
تمر التطورات في فلسطين الآن بمنعطف تاريخي غير مسبوق في السنوات السبعين الماضية، وقد أدى ذلك أكثر من أي وقت مضى إلى اللجوء إلى خطاب المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني وإظهار نتائجه الرائعة.
الكيان الصهيوني اليوم في أضعف ظروفه من جميع الأبعاد، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي، الفجوة الهيكلية الواسعة، الأزمة الأمنية الداخلية والخارجية، زيادة مدى التهديدات الداخلية والخارجية والعزلة الإقليمية والدولية، تغلب الهجرة العكسية على عملية استقطاب يهود من دول أخرى وغير ذلك، وقد اعترفت سلطات الکيان باستمرار بالعواقب الخطيرة التي لا يمكن إصلاحها لتزامن هذه الأزمات على بقاء الکيان، وكما قال بيني غانتس، وزير الحرب السابق لهذا الکيان، العام الماضي، فإن تل أبيب عالقة في أسوأ أزمة في تاريخها.
حتى قبل فترة وجيزة، كانت فكرة أن هذا الکيان يعيش في مستنقع مظلم تعتبر متفائلةً ومبالغًا فيها، لأنه کان من جهة يحظى بالدعم الكامل وغير المشروط من الدول الغربية، ومن جهة أخرى، في السنوات الأخيرة ومع خيانة بعض الأنظمة العربية لقضية القدس في إبرام اتفاقيات التطبيع، استطاع الصهاينة أن يجدوا أنفسهم متحررين مؤقتًا من العزلة التاريخية، وهذا نفس اعتقاد تيار المقاومة في نضاله المستمر والدؤوب ضد الاحتلال، حيث اعتبر ذلك دائمًا وعدًا إلهيًا مؤكدًا.
وهذه مسألة مهمة جداً، حيث إنه خلافاً لتصور الاستراتيجيين الأمريكيين والصهاينة، فإن اتفاقيات التطبيع مع العواقب والنتائج المتأثرة بتكوين أجواء نهاية الأعمال العدائية وبدء التعاون مع الکيان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والجيوسياسية، ليس فقط لم تستطع تغيير مسار التطورات في فلسطين إلى الأبد تماشياً مع مصالح أطراف التسوية وتل أبيب، بل كان تيار المقاومة هو الذي حال دون تنفيذ الاستراتيجية المعقدة لمصممي خطة التطبيع من خلال صياغة استراتيجية مضادة.
وكانت هذه الاستراتيجية مهمةً للغاية ومصممةً بأهداف واسعة، لدرجة أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب وصف اتفاقيات التطبيع بأنها أهم إنجاز تاريخي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وأهم نقطة إيجابية في سجل سياسته الخارجية.
في غضون ذلك، أثبت التوجه الحالي للتطورات والتغيير الكامل للأحداث في فلسطين والکيان الإسرائيلي مقابل التوقعات المتوقعة لاتفاقيات التطبيع، أن تيار المقاومة في موضوع مواجهة الكيان الصهيوني قد اكتسب اعتمادًا على الذات وإيمانًا داخليًا، وأهم الفاعلين المؤثرين على ديناميكيات التطورات الفلسطينية ليسوا الدول المعنية بقضية التطبيع، واتحاد الصهاينة مع الأنظمة العربية لن يساعد في ضمان أمن تل أبيب ومنع الانهيار الداخلي للکيان.
وهذا تطلع يمكن تحقيقه الآن، في الذكرى الرابعة والأربعين ليوم القدس، ليس فقط لمؤيدي المقاومة، ولكن أيضًا لغالبية المسلمين.
المصدر: الوقت