فتّاح؛ اسمٌ باقي
فتّاح؛ اسمٌ باقي
في شهر نوفمبر عام 1401، تم الإعلان عن نبأ الصاروخ الفرط صوتي في وسائل الإعلام الرسمية لجمهورية إيران الإسلامية. بعد ذلك حاول أعداء إيران نفي هذا الخبر واعتباره مجرد إعلان وهمي إعلامي. وحتى فجر 6 يونيو1402، ومع إزاحة الستار عن صاروخ "فتاح" الفرط صوتي، أصبحت إيران واحدة من أربع دول تمتلك هذه التكنولوجيا. فتّاح تعني النّاصِر، وهو الإسم الذي أطلقهُ القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد علي خامنئي على هذا الصاروخ.
تصنف هذه الأنواع من الصواريخ إلى ثلاثة أنواع من حيث السرعة: دون سرعة الصوت والفرط الصوتي والعابر للقارات. على سبيل المثال، صواريخ كروز الصينية HY2 و C802 وصواريخ توماهوك الأمريكية هي دون سرعة الصوت، لكن صاروخ كينجال (Kinzhal) الروسي فرط صوتي. عادةً ما يكون للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت سرعات تتراوح بين 5 و 10 ماخ ، وتبلغ سرعة كل صاروخ ماخ 1225 كيلومترًا في الساعة. تتمتع الصواريخ الفرط الصوتية بالقدرة على المناورة وتغيير الاتجاه بسرعات عالية جدًا؛ حتى لا تتمكن أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ من التنبؤ بهدفها ومسارها وضربها، ولهذا السبب تمتلك قلة قليلة من الدول في العالم صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. وقد قامت أربع دول فقط وهي روسيا والصين والولايات المتحدة ومؤخراً كوريا الشمالية، باختبار صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت حتى الآن. [1]
يمكن للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، القادرة على حمل رؤوس حربية نووية مثل الصواريخ الباليستية، السير بسرعة تتخطى خمسة أضعاف سرعة الصوت. نقطة أخرى مهمة هي أن الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت قادر على المناورة بدرجة عالية (مثل صاروخ كروز) ، مما يجعل من الصعب على الأنظمة المضادة للصواريخ تتبعها وإسقاطها.
بينما طورت دول مثل الولايات المتحدة أنظمة دفاع ضد صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، ولا تزال القدرة على تعقب وإسقاط صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت موضع شك كبير.[2]
بعد أن كشفت إيران عن أول صاروخ من نوع "فتاح" تفوق سرعته سرعة الصوت، أعربت وسائل الإعلام العبرية عن ردود الفعل الأولى لديها وعن مخاوفها الشديدة، فالصواريخ التي تصل تل أبيب خلال 400 ثانية يجب أن تثير قلق الكيان الصهيوني. وبعد ذلك ردت عدة مصادر إعلامية على هذا الأمر، بعضها مذكور أدناه :
نشرت وكالة الأنباء الأمريكية "يونايتد برس" عقب الكشف عن صاروخ فتاح الفرط صوتي تقريراً عن قلق واشنطن من عدم قدرتها على مواجهة هذه الصواريخ.
وفقًا لهذا التقرير حذر مسؤولو الدفاع الأمريكيون من أن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لا يمكن اكتشافها وتعقبها بواسطة الأنظمة الأرضية والفضائية الحالية.
قال مايكل جريفين، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق للأبحاث الهندسية والدفاعية، خلال جلسة استماع في الكونجرس مؤخرًا أن الولايات المتحدة ليس لديها نظام يمكن أن يُعرّضَ الدول التي لديها صواريخ فرط صوتية للخطر بطريقة مماثلة. وقال مخاطباً المشرّعين الأمريكيين: "ليس لدينا دفاع ضد هذه الأنظمة الصاروخية".
كما نشر موقع شبكة العربية الأخبارية تصريحات لمسؤولين أميركيين. وبحسب مكتب مدير المخابرات الوطنية، تمتلك إيران أكبر عدد من الصواريخ الباليستية في المنطقة. وأعلنت "جمعية الحد من التسلح" في العاصمة واشنطن أن الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ومتوسطة المدى الإيرانية تشمل "شهاب 1" بمدى 300 كيلومتر ، و "ذوالفقار" 700 كيلومتر ، و "شهاب 3" 800 إلى 1000 كيلومتر ، وصواريخ "عماد 1" يصل مداها إلى 2000 كم و "سجيل" قيد التطوير حتى 2500 كم.[3]
وكتبت جماعة النجباء الإسلامية المقاومة عنوان: "فتاح لوى ذراع الإسرائيليين" وبعد وصف الإنجاز الإيراني كتبت: يمكن تلخيص القصة كلها في مثل عربي يقول : «انقلب السحر علی الساحر» أي أن إيران قلبت السحر على الساحر.[4]
لذلك كان لإزاحة الستار عن صاروخ فتاح الخارق رسائل مهمة وحساسة ليس فقط لأعداء إيران وخصومها، بل للعالم أجمعه أيضاً. الرسائل التي تم توصيلها بشكل جيد و واضح. وكانت الرسالة الرئيسية التي حملها هي أن جمهورية إيران الإسلامية لن تتوقف أبدًا عن تطوير نفسها وتقدمها لتصبح أقوى.
ومن المؤكد أن حصول إيران على صواريخ تفوق سرعة الصوت يعني فشل جهود الكيان الصهيوني وإنفاقه لإنشاء مظلة دفاعية ضد صواريخ إيران. لكن الأهم أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت يمكنها أيضًا حمل رأس نووي وإيصاله للهدف المقصود بمزيد من الأمان، لذلك من خلال بناء هذا الصاروخ الجديد، تحاول إيران خلق مستوى عالٍ من الردع ضد الأعداء و زيادة تفوقها العسكري في منطقة غرب آسيا والخليج الفارسي كمنطقة مضطربة و لتضمن استقرار المنطقة وثباتها. ومع ذلك فإن دعم برامج التطوير التكنولوجي لحلفاء إيران في دول أخرى من العالم هو أيضًا جزء استراتيجي من عقيدة الدفاع الإيرانية.[5]
من ناحية أخرى، يعد هذا الإنجاز ضربة موجعة لأمريكا. لإن الولايات المتحدة ستخسر الآن سوقها للأسلحة في منطقة غرب آسيا، وبعبارة أخرى، لقد ضمنت إيران أمن دول المنطقة من خلال تحقيق تكنولوجيا الصواريخ الفائقة، ولا تسمح بإهدار ثروات وموارد دول المنطقة بحجة شراء الأسلحة وضمان الأمن من الدول الغربية.
في الواقع من خلال تعزيز قوتها الرادعة، تحافظ إيران على أمن المنطقة بأسرها وتحميها من الجشعين والطامعين ومن يكمن في ثرواتهم ومواردهم. قوة إيران تجعل دول المنطقة بغنى عن مساعدة الدول الغربية التي كانت تفكر فقط في مصالحها غير المشروعة في المنطقة وحماية مصالحها.[6]
في النهاية لا بد من القول إنه إلى جانب أهمية هذا الإنجاز بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن تحقيق مثل هذا الإنجاز كان مفاجئًا لأعداء إيران وحتى لمنافسيها وأصدقائها، وأظهر مرة أخرى أن طهران تعرف الطريق لهزيمة أعدائها بشكل إحترافي، لأنه من خلال إفشال مؤامرة إسقاطها و رفض مخططات الأجانب، بالإضافة إلى تحقيق إنجاز مثل فتاح، أجبرت إيران الآن القادة الأمريكيين والأوروبيين على مراجعة قراراتهم بشأن الاتفاق النووي (JCPOA).
1. https://www.jamejamdaily.ir/Newspaper/item/159990
2. https://www.asriran.com/fa/news/806401
3. https://www.fardanews.com/fa/tiny/news-1225688
4. https://alnujaba.ir/
5. https://www.jamejamdaily.ir/Newspaper/item/159990
6. https://fa.alalam.ir/news/6635353