عالم جديد من دون أمريكا!
عالم جديد من دون أمريكا!
نحو عالم اقتصادي ليست فيه الولايات المتحدة الأميركية بالمعنى السلطوي، تتجه روسيا بثبات، وخاصة أن الجزء الشرقي من العالم بات يؤسس البنى التحتية اللازمة للتكامل الشامل معياره الأساسي هو الاقتصاد المتين.
فالغرب الذي يوزع عقوباته يميناً وشمالاً وينتظر تهاوي الأنظمة السياسية تباعاً، يقبع اليوم في زوايا الترقب، في حين تقوم روسيا بعقد الاتفاقات التجارية والصناعية وبناء أسس عالمية جديدة سمتها العدالة والازدهار والاحترام، والدليل على ذلك هو ما تمخض عنه منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الذي اختتم أعماله في السابع عشر من الشهر الجاري، والذي شهد حضور أكثر من 17 ألف مشارك ممثلين لنحو 130 دولة، مع تسجيل مشاركة رفيعة المستوى للعديد من الدول، حيث تمحور هذا اللقاء المهم حول «التنمية السيادية كأساس لعالم عادل: توحيد الجهود من أجل الأجيال الصاعدة».
اللافت بالأمر أن المنتدى توصل خلال أعماله إلى إبرام أكثر من 900 صفقة وعقد بقيمة ناهزت نحو 46 مليار دولار، حسبما كشف عنه المنظمون وعلى رأسهم مستشار الرئيس الروسي والسكرتير التنفيذي للجنة المنظمة للمنتدى أنطون كوبياكوف.
لقد استطاعت روسيا إثبات وجودها الدولي كقوة كبرى تمتلك الموارد الشاملة: عسكرية، ثروات باطنية ومالية وبشرية، وكفاءات إدارية عالية المستوى كسرت طوق العقوبات وخلقت أسواقاً جديدة لاستمرار تصدير منتجاتها، وعملت على التكاملات الثنائية والجماعية، وعززت المنظمات الاقتصادية القائمة على تحالفات ندية للغرب الذي تقوقع باتجاه واحد فقط وهو الهيمنة على الشعوب ومقدراتها، وفرض ليبراليته الحديثة التي لا تناسب المجتمعات الشرقية.
العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية إقليم دونباس هي نقطة انعطاف في العالم، ونقطة بداية لتشكل النظام العالمي الجديد الذي كشف فيه الغرب عن نياته الحقيقية تجاه روسيا وما تمثله من قيم شرقية نبيلة في مواجهة الاستغلال والهيمنة وفرض الإرادات على حساب المصالح الوطنية وازدهار الشعوب والسلام العالمي.
القوى العالمية بمختلف تصانيفها الصغيرة والإقليمية وحتى الدولية الكبرى باتت تعمل على حجز مكانها واختيار تموضعها في عالم بدأ فيه التسلط الأميركي والغربي بالسقوط، لتكون دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا مدعومة بروسيا والصين على استعداد تام لكل المتغيرات العالمية بما فيها الانهيارات الغربية المفاجئة.
المصدر: الوطن