طوفان الأقصى وحرب 33 يوماً في لبنان
إن انتصار حزب الله في لبنان خلال حربه ضد إسرائيل في الجنوب اللبناني كان انتصاراً لكل العرب والمسلمين وليس فقط للبنان وللمقاومة اللبنانية، وطالما نقول المقاومة اللبنانية فإننا نعني كل محور المقاومة لإنها كانت رأس الحربة آنذاك في مقاومة الكيان الصهيوني الذي خرج صاغراً ذليلاً منهزماً بعناصره وقادته المنهارين نفسياً، و هكذا تحطمت أسطورة الجيش الذي لايقهر للمرة الثانية بعد حرب 6 تشرين التي بدأها الجيش العربي السوري عام 1973، والآن وبعد عملية طوفان الأقصى المباركة التي قام بها رجال المقاومة كتائب القسام في غزة، سجّل تاريخ الصراع بين العرب والكيان الغاصب ثالث معركة أسطورية هُزمَ فيها الجيش الذي لايقهر بعمليات فدائية ومفاجِئة لقوات المقاومة الفلسطينية مع ساعات الصبح الأولى من يوم 7 تشرين الأول.
إن انتصار حزب الله في لبنان خلال حربه ضد إسرائيل في الجنوب اللبناني كان انتصاراً لكل العرب والمسلمين وليس فقط للبنان وللمقاومة اللبنانية، وطالما نقول المقاومة اللبنانية فإننا نعني كل محور المقاومة لإنها كانت رأس الحربة آنذاك في مقاومة الكيان الصهيوني الذي خرج صاغراً ذليلاً منهزماً بعناصره وقادته المنهارين نفسياً، و هكذا تحطمت أسطورة الجيش الذي لايقهر للمرة الثانية بعد حرب 6 تشرين التي بدأها الجيش العربي السوري عام 1973، والآن وبعد عملية طوفان الأقصى المباركة التي قام بها رجال المقاومة كتائب القسام في غزة، سجّل تاريخ الصراع بين العرب والكيان الغاصب ثالث معركة أسطورية هُزمَ فيها الجيش الذي لايقهر بعمليات فدائية ومفاجِئة لقوات المقاومة الفلسطينية مع ساعات الصبح الأولى من يوم 7 تشرين الأول. فهل توجد علاقة بين طوفان الأقصى وحرب 33 يوما في لبنان؟
بعد حرب 33 يوماً في لبنان وخروج الكيان الصهيوني من الجنوب وتحريره كاملاً من رجس الصهاينة بدأت تتكشف تفاصيل المعركة يوماً بعد يوم لتبقى للتاريخ عبرةً لمن يعتبر ولتصبح نموذجاً برع فيه مقاتلو حزب الله في قتال القوات الإسرائيلية المهاجمة قتلاً شرساً ومن مسافة الصفر التي كان عنصر المفاجأة ومباغتة العدو من أهم أسباب الإنتصار، وحرب الشوارع التي خاضتها قوات المقاومة في الجنوب أصبحت مثالاً يحتذى به من خلال التكتيكات العسكرية الدقيقة وقدرتهم على التخفي واصطياد افراد العدو مثل الجرذان، ضف على ذلك أن وسائل الإتصال الحديثة والسرية التامة في نقل الأوامر والتواصل الآمن كان له الدور الأكبر في تنظيم عمليات المجموعات واستمرار الثقة عند جميع المقاتلين من خلال تواصلهم المباشر مع قادة المقاومة وسيد المقاومة مباشرةً.
ما رأيناه في عملية طوفان الأقصى يذكرنا كثيراً بحرب لبنان 33 يوم وتحرير الجنوب، ولابد أن الخبرات القتالية التي امتلكها الحزب في لبنان قد وصلت إلى إخوانهم في الجهاد داخل فلسطين المحتلة والتي بدون شك تعتبر امتداداً لمحور المقاومة الواحد، فالعدو واحد والأرض العربية واحدة و القضية واحدة وهي التحرر من العدو.
يمكننا من خلال المقارنة بين الحربين في كلاً من لبنان وفلسطين وقراءة وتحليل النتائج التي أسفرت عنها بعد إلحاق الهزيمة بإسرائيل أن مايتم إعداده من قبل محور المقاومة في المستقبل القريب والبعيد لإسرائيل لن يكون مبشراً لمستبقل وجودها في المنطقة، و إن ما يشعره المستوطنون الآن من الخوف والرعب الحقيقي هم وجنود جيشهم المهزوم سيقلب حياتهم جحيماً. [1]
في ذات السياق أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ عملية "طوفان الأقصى" فاجأت "الجيش" الصهيوني وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وتحت عنوان "مذلون ومهزومون".. الخوف والصدمة يسيطران على "إسرائيل" بعد هجوم حماس، كتب يوسي فيرتر، أنّ "إسرائيل تعرضت للإهانة والهزيمة اليوم". وفي إشارة إلى الحرب بين "إسرائيل" ومصر وسورية، عام 1973، قال إنّه "حتى لو تم تدمير غزة، فهذا لن يعوض من أخطر فشل أمني منذ حرب يوم الغفران". [2]
انتصار الطوفان
ماحققته المقاومة الإسلامية في لبنان خلال حرب تموز من انتصارات ساحقة على الكيان الصهيوني كان له الأثر الكبير في تغيير قواعد الحرب واعتبار أن من يمتلك الأرض هو المنتصر وليس بالعدد والعتاد و الطائرات والقاذفات والسفن الحربية والقبب الحديدة، فمجرد أن قام عدد من الأبطال في قطاع غزة المحاصر بشن هجوم مفاجأ على مواقع إسرائيلية وإطلاق آلاف من الصورايخ استطاعت المقاومة تحقيق تقدم كبير وأسر المئات من عسكريين ومدنيين والسيطرة على عدة مواقع عسكرية محصنة ومجهزة بأحدث الأجهزة و كمرات المراقبة، فكيف لو اجتمعت باقي الفصائل العسكرية و وسعت المقاومة عملياتها على جبهات مختلفة. إن أسباب الإنتصار كثيرة وعوامله مختلفة وسنعدد أهمها ومانراه اليوم من توحيد للرأي العام ضد الجرائم الإسرائيلية ونصرة للقدس هو تحول تاريخ باتجاه طريق النصر.[3]
السبب السياسي: إن اختيار توقيت العملية يكشف أن قيادات المقاومة أصبحت تجيد الحسابات السياسية، فـ"طوفان الأقصى" قدمتها للشعوب العربية كمدافعة عن المسجد الأقصى الذي يحتل مكانة مهمة في نفوس المسلمين جميعًا، ويتعرض في السنوات الأخيرة لإيقاع متسارع من التهويد.
السبب الجغرافي: أطلقت قيادات المقاومة عنان خيالها الجغرافي، فلم تعد تتعامل مع غزة وحدها، ولكنها تمكنت من تطوير علاقاتها بكل مدن وقرى الضفة الغربية والفلسطينيين في الداخل المحتل. فأصبحت المقاومة تنظر إلى فلسطين كوحدة متكاملة وأصبح الاحتلال الإسرائيلي يخشى من تكامل الجبهات وأن يتم تشتيت قوة جيشه في جبهات متعددة.
إرسال الرسائل للعالم: نجح الخطاب الإعلامي للمقاومة في استخدام عملية طوفان الأقصى لإبراز قضية تتعاطف معها الشعوب، فهدف العملية الذي أعلنه هو "تحرير الأسرى الفلسطينيين"، ثم جاء أداء جنود المقاومة الذي سجلته كاميرات العالم ليكشف وجها إنسانيا في تعاملهم مع النساء والأطفال الإسرائيليين.
عنصر المباغتة: توضح العملية أن المقاومة أطلقت ثورة عقول تخطط وتجيد المباغتة. فقد كانت مفاجأتها قاسية للعدو، الذي يتفاخر بقوة مخابراته وقوة قبته الحديدية، فلم يصمد هذا أو ذاك أمام الطوفان.
الحرب النفسية: كان على المقاومة أن تفعل شيئا لتحرير النفوس المسكونة بالهزيمة في المنطقة، وتوقظ قلوب الشعوب المسلمة بأن بإمكانهم أن يحققوا انتصارا مهْما بلغتْ قوة العدو.
على الناحية الأخرى، فقيمة المعركة ونتائجها تتعدى حساب خسائر العدو عدديا، فالضربة نفسية بالدرجة الأولى، وأهم خسائر الصهاينة فيها هو أن ينكسر يقينهم في أنهم سيعيشون طويلاً في أرض اغتصبوها، أو أن تفوقهم العسكري سينفعهم ويحميهم من أصحاب الأرض الذين يكافحون لتحريرها، لذلك كان مشهد فرار المستوطنين الذليل هو أكبر خسارة تتعرض لها دولة الاحتلال.
[1] ww.aljazeera.net/opinions/2023/10/10/هيبة-لن-تعود-وهجرة-إسرائيلية-عكسية-بعد
[2] nournews.ir/Ar/News/152603/واشنطن-بوست-مذلولون-ومهزومون-الخوف-والصدمة-يسيطران-على-إسرائيل
[3] www.kotobli.com/en/books/9092-حرب-الـ-33-يومًا