طهران حذرت من أن كل الاحتمالات «مفتوحة» في حال استمر عدوان الاحتلال على غزة
حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الولايات المتحدة من أن اتساع نطاق الحرب ضد قطاع غزة سيلحق خسائر فادحة بأميركا، على حين أعلنت الخارجية الإيرانية أن كل الاحتمالات مفتوحة في حال استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، قال أميرعبد اللهيان في تصريح تلفزيوني: «إذا اتسع نطاق حرب الكيان الصهيوني ضد غزة فإن خسائر فادحة ستلحق بأميركا أيضاً»، وأشار إلى استمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد أهالي قطاع غزة، وقال: «إن لم ينجح وقف العدوان على غزة فاتساع جبهات الحرب غير مستبعد ويزداد احتماله كل ساعة».
وأضاف أميرعبداللهيان: «أبلغنا الكيان الصهيوني عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة فإن غدا سيكون متأخراً»، معرباً عن أمله بأن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب «وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة».
وشدد أميرعبد اللهيان أنه لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع، قائلاً: «خلال لقائي في لبنان اطلعت من السيد حسن نصر اللـه بأن جميع السيناريوهات طرحت على الطاولة»، وتابع: «إذا لم تتوقف أميركا وإسرائيل عن هذه السياسة فلا يمكن وقف نطاق الحرب»، محذراً من أنه إذا اتسع نطاق الحرب فإن خسائر فادحة ستلحق بأميركا أيضاً.
وقال: «استمرار العدوان وغياب الحل السياسي يصبان الزيت على النار وقد تخرج الأمور عن السيطرة»، مضيفاً: «نتنياهو له آمال وأحلام والآن صمت هو وحكومته وتقدمت واشنطن لتحافظ على تمثال ودمية إسرائيل.. المنطقة والفاعلون فيها لن يبقوا متفرجين».
في السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والمجازر الدموية التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء فضحا أدعياء حقوق الإنسان الزائفين أكثر من أي وقت مضى.
وأشار كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس إلى الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، متسائلاً: «هل تعترف الدول التي تدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي وتتشدق بحقوق الإنسان بحقوق الشعب الفلسطيني؟»، مشدداً على أن مسؤولية الدول الداعمة لهذا الكيان لا تقل عن مسؤوليته تجاه الجرائم التي تمارس ضد الفلسطينيين.
وأضاف كنعاني: «شهدنا في الأيام الأخيرة مقاومة سكان غزة… واليوم سماء غزة مملوءة بالدخان وأرضها ملطخة بدماء الأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء في فلسطين، وللأسف فإن التاريخ يتكرر هذه الأيام في قطاع غزة بعد أكثر من 70 عاماً من الاحتلال الصهيوني»، موضحاً أن عملية «طوفان الأقصى» كانت الحق الطبيعي للرد على جرائم الكيان الصهيوني وأعماله الاستفزازية ضد المسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين وهذه العملية تحظى بدعم الشعب الفلسطيني.
وبين كنعاني أن كيان الاحتلال الإسرائيلي «خسر اللعبة» وأن ما حدث هو إخفاق ذريع لأجهزة استخبارات وأمن هذا الكيان الذي استخدم كل قوته وإجرامه لمواجهة الشعب الفلسطيني للتعويض عن هذا الفشل، محذراً من أن استمرار السلوك الإسرائيلي سيجر المنطقة (برمتها) إلى أزمة ويهدد الأمن الإقليمي.
واعتبر أن ما يحدث في غزة جريمة حرب، إذ إن قطع المياه والكهرباء ومنع دخول الغذاء والدواء مخالفان لمعايير حقوق الإنسان، واليوم يصادف يوم الغذاء العالمي، ونرى أن الصهاينة حرموا الأطفال الفلسطينيين المظلومين من الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية، مضيفاً: وعلى الرغم من كل الضغوط نشهد دعماً للشعب الفلسطيني من دول العالم.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن بلاده تقوم بمساع دبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، ووقف الجرائم بحق الفلسطينيين، وإيصال المساعدات، ومن المقرر أن يعقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة «التعاون الإسلامي» غداً الأربعاء في جدة لهذا الغرض.
من جانب آخر قال كنعاني: إن ما نقل عن ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك هو «رواية وقراءة منقوصة وغير دقيقة من بعض المراكز الإعلامية والإخبارية بشأن رد الممثلية على سؤال إحدى وسائل الإعلام».
وشدد كنعاني على أن إيران كانت وستظل دائماً داعمة لمقاومة الاحتلال والحقوق المسلّمة والطبيعية للشعب الفلسطيني المضطهد والمقاوم ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب والمزيف.
وفي وقت سابق نقل موقع «إيران إنترناشونال» المدعوم أميركياً والمعروف بتوجهاته المعادية لإيران تصريحاً ملفقاً عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة زعم فيه بأن «القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها».
بدورها، نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن كنعاني أن استمرار الأعمال الوحشية الصهيونية يمكن أن يلهب الأجواء في المنطقة ويجعلها خارجة عن السيطرة قائلاً: إن كل الاحتمالات واردة إذا استمرت هذه الأعمال اللاإنسانية، كما ندد كنعاني بالمشاركة الفعلية الأميركية في العدوان على غزة، معتبراً أن إرسال حاملات الطائرات يجعل أميركا تحت طائلة المسؤولية.
ورداً على سؤال حول احتمال التدخل العسكري الأميركي في العدوان على غزة قال كنعاني: «نحن نعتقد أن أميركا متورطة عسكرياً في الحرب الآن، لقد أعلن المسؤولون الأميركيون أنهم أرسلوا أسطولاً بحرياً وحاملة طائرات وقد استقرت (بالمنطقة) كما أعلنوا إرسالهم حاملة طائرات ثانية، كذلك كشفوا عن مد الكيان الصهيوني بالأموال، وأوردت مصادر مختلفة بأن مخزون صواريخ «القبة الحديدية» الصهيونية، التي شاهدنا أداءها خلال هذه الأيام! قد نفد، وقال الأميركيون إنهم زودوا الصهاينة بها من جديد، وإن الأميركيين يدعمون الكيان الصهيوني بصورة مباشرة في غزة، وهذا يجعل هذه الدول الداعمة تحت طائلة المسؤولية».
وحول الادعاءات الأميركية بشأن التدخل العسكري الإيراني في غزة، قال كنعاني: لا نهتم كثيراً بهذه التصريحات، ما حدث هو رد المقاومة الفلسطينية على الإجرام الصهيوني المتمادي.
المصدر: الوطن