طالبان وتصاعد التوترات الحدودية

طالبان وتصاعد التوترات الحدودية

يوليو 5, 2023 - 08:19
طالبان وتصاعد التوترات الحدودية
طالبان وتصاعد التوترات الحدودية

لدى أفغانستان وضع جيوسياسي وجيوستراتيجي خاص، لذا فإن أي تغيير يحدث في البلاد سيكون له تأثير كبير على دول المنطقة. والتطورات الأخيرة في أفغانستان بما في ذلك سقوط الجمهورية ، وانسحاب القوات الأجنبية من البلد وإعادة هيمنة الطالبان تسببت في تغيير التوازنات الإقليمية وأظهرت الجو الأمني الحرج للمنطقة. أثارت إعادة تمكين طالبان في أفغانستان مخاوف أمنية في المنطقة بقدر ما أضرت بالموقف العالمي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وجميع الدول المجاورة في أفغانستان قلقة من زيادة انعدام الأمن في مناطقها الحدودية مع البلاد . [1]

منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان مر أقل من يوم منذ أن أعرب أحد جيران أفغانستان عن قلقه بشأن أمن حدودهم المشتركة مع أفغانستان، خاصة وأن وجود خلاف فكري وسياسي بين كبار قادة طالبان قد جعلنا نشهد زيادة التوترات في البلاد وتوسعها إلى حدود أفغانستان . [2]

من بين جيران أفغانستان باكستان، وهي الدولة التي شهدت أكبر قدر من التوترات الحدودية مع طالبان وأعلن المعهد الباكستاني لدراسات السلام مؤخرا أنه بعد حكم طالبان في أفغانستان زاد عدد الهجمات الإرهابية في باكستان بنسبة ثلاثة وسبعين بالمائة. إن قلق جيران أفغانستان الشماليين لا يقل عن قلق جارتها الجنوبية. كما زادت طاجيكستان مؤخرا من تحصيناتها الحدودية مع أفغانستان وأوجدت مؤخرا مركزين حدوديين مجهزين، حتى أن رئيس طاجيكستان قال في اجتماع لجيران أفغانستان الشماليين إن أفغانستان أصبحت مركزا لزراعة الإرهاب الدولي. كما أن إيران ليست بمنأى عن الاشتباكات الحدودية والتوترات مع حرس الحدود من طالبان . [3]

في تقريره الأخير أبلغ مجلس الأمن الدولي عن نمو ونشاط الجماعات الإرهابية في أفغانستان، و وفقاً للإحصاءات لم يكن هناك سوى 18 حالة توتر حدودي مع باكستان حتى الآن ، و 12 حالة حدودية مع إيران ، و 7 مع طاجيكستان ، و 3 مع أوزبكستان و 2 على الحدود مع تركمانستان ، وفي جميع الحالات أي ما يقرب من 99 في المائة منها كانت طالبان هي المبادرة أولاً في إشعال تلك التوترات. [4]

ولكن ماهي عواقب تصعيد التوترات الحدودية الأفغانية؟ في الحقيقة ستكون النتيجة السلبية الأولى للحرب بين طالبان وجيرانها هي المواجهة المباشرة للشعب الأفغاني مع نظام طالبان . حاليا توجد مشاكل مثل: التضخم ، الفقر ، البطالة المطلقة ، وجود ملايين المهاجرين في البلدان المجاورة ، اعتماد العائلات الأفغانية على المساعدات النقدية للمهاجرين، اعتماد الأسواق الأفغانية على السلع المستوردة من البلدان المجاورة والتي ابُتليَ بها المجتمع الأفغاني ، لذا فإن التوترات السياسية المستمرة واندلاع حرب بين طالبان وأحد الجيران سيكون أول وأكبر أضرارها المباشرة على الشعب الأفغاني في المدى القصير، وهذا يمكن أن يؤدي إلى أن تواجه حكومة طالبان الغضب الشعبي داخل أفغانستان. [5]

قضية أخرى هي استمرار التوترات الحدودية على المدى الطويل . منذ أن كانت أفغانستان في حالة حرب منذ ما يقرب من نصف قرن، فإن وجود مثل هذه التوترات يمكن أن يكون خطيراً للغاية على مستقبل البلاد ، وعواقب مثل : 1- هوية الحرب في أفغانستان والتحرك نحو الحروب الأهلية ودعم دول المنطقة لها  2- إمكانية تقسيم أفغانستان إذا استمرت الحرب وزاد عدد ونشاط الجماعات الإرهابية 3-الشلل التام للمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أفغانستان وتحولها إلى ساحة معركة بالوكالة لدول المنطقة والعالم 4-بداية موجة جديدة من الهجرة والهروب من أفغانستان، والتي يمكن أن يكون لها هذه المرة العديد من العواقب المريرة على المجتمعات المضيفة أيضاً.‌  [6]

وقد وضعت مثل هذه الظروف حكومة طالبان تحت ضغط داخلي من المعارضين السياسيين والعسكريين، ومن ناحية أخرى سيزيد من خطر العزلة المطلقة للجماعة في المنطقة. من الواضح في مثل هذه الحالة ، لن تدخل الدول الأجنبية مع مثل هذه الحكومة في علاقات سياسية مستقرة باستثناء المصالح العابرة والفعالة، وهذا يمكن أن يؤثر على المستقبل السياسي لطالبان .

 

[1] https://www.iess.ir/fa/analysis/3091/

[2] https://www.akhbar-rooz.com/

[3] https://www.iribnews.ir/fa/news/3878824/

[4] https://tahlilroz.com/

[5] https://www.tabnak.ir/fa/news/1177908

[6] https://www.iess.ir/fa/analysis/3091/