سعي إسرائيل لتغيير الخريطة الجيوسياسية في سورية

تحتل سورية دوراً مهماً جداً في معادلات المنطقة في غرب آسيا حيث تقع على الجهة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط الاستراتيجي، وتجاور فلسطين المحتلة ولبنان وتركيا والعراق. وبفضل هذا الموقع الاستراتيجي وكونها كانت حلقة وصل بين أعضاء دول محور المقاومة بما في ذلك إيران والعراق وحزب الله اللبناني وحماس، فقد شكلت تحديات أساسية للنظام الصهيوني.

ديسامبر 24, 2024 - 01:33
سعي إسرائيل لتغيير الخريطة الجيوسياسية في سورية
سعي إسرائيل لتغيير الخريطة الجيوسياسية في سورية

تحتل سورية دوراً مهماً جداً في معادلات المنطقة في غرب آسيا حيث تقع على الجهة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط الاستراتيجي، وتجاور فلسطين المحتلة ولبنان وتركيا والعراق. وبفضل هذا الموقع الاستراتيجي وكونها كانت حلقة وصل بين أعضاء دول محور المقاومة بما في ذلك إيران والعراق وحزب الله اللبناني وحماس، فقد شكلت تحديات أساسية للنظام الصهيوني. لذا بعد سقوط حكومة الأسد تسعى إسرائيل إلى اتخاذ تدابير من خلال استغلال النزاعات الداخلية في سورية لتقسيم هذا البلد وتشكيل حكومات بالوكالة تعمل لخدمة المصالح الإسراييلية.

في الأيام الأخيرة وبدعم من بعض الدول الإقليمية ووفقاً لسيناريو مخطط له بدأ المتمردون المسلحون هجماتهم وأعمالهم من غرب سورية وتمكنوا خلال عشرة أيام من السيطرة على بعض المدن. وفي النهاية مع تنحي "بشار الأسد" وخروجه من سورية دخلوا دمشق وسيطروا على العاصمة و في هذه الأثناء بدأت إسرائيل من الجنوب ومن جهة هضبة الجولان المحتلة بشن هجماتها على الأجواء السورية في محاولة للاستيلاء على بعض المناطق من أراضي هذا البلد بالكامل. لكن يبدو أن النقاش يدور حول نقاط أكثر من مجرد هضبة الجولان. وقد يكون الهدف من تقدم تل أبيب نحو ضواحي دمشق هو إنشاء منطقة عازلة بين منطقة البقاع اللبنانية من الجنوب، ولهذا السبب فإن القصف المتعدد من قبل النظام الصهيوني في سورية قد استمر حتى الآن، وحسب آخر الأخبار فقد وسع الجيش الإسرائيلي نفوذه إلى المناطق الجنوبية من سورية وهو الآن على بعد 15 كيلومتراً من الطريق الدولي بين دمشق وبيروت. (1)

يتيح تقدم النظام الإسرائيلي غير الشرعي نحو دمشق في ظل الظروف المواتية للاحتلال الكامل للجولان، وبما أن إسرائيل لا تسعى لتحقيق المصالحة في سورية فإنها ستستغل الرعب والانقسام بين المكونات الموجودة في سورية لصالح عملية تفكيك هذا البلد. وتعتبر هذه التفكيك وسيلة لتمدد حدود النظام الصهيوني غير الشرعي ولهذا السبب يتحدث "بنيامين نتنياهو" عن إنشاء "شرق أوسط جديد". (2)

لقد أثارت التحركات الأخيرة للنظام الصهيوني في سورية نقاشاً داخل إسرائيل حول أن إسرائيل بالإضافة إلى احتلال بعض أجزاء من الأراضي السورية، لديها أيضاً خطة لتفكيك هذا البلد. في هذا السياق أعرب بعض المحللين الصهاينة عن أن سورية تتجه نحو التقسيم إلى دول صغيرة، وهذه الدول تشمل دولة الدروز ودولة الأكراد، ودولة سنية ودولة علوية على الساحل. وهذا يعد دليلاً قوياً على اعتقاد النظام الصهيوني بأن سورية لا يمكنها و لا ينبغي أن تبقى موحدة متكاملة وأن استمرارية هذا التوحد ليست في صالح هذا النظام، بل إن مصلحته تكمن في تقسيم سورية إلى دول متكامل. (3)

خلاصة القول
بعد سقوط الحكومة في سورية لم تصبح هذه البلاد فقط ساحة لتجوال الإرهابيين بل بدأت أيضاً تتجه نحو التفكك على يد النظام الإسرائيلي. في ظل غياب حكومة مركزية والفوضى التي تعم البلاد و تتقدم إسرائيل وتوسع احتلالها في هضبة الجولان ويتحدث "بنيامين نتنياهو" عن إنشاء "شرق أوسط جديد". وبالنظر إلى هذا الوضع، تعكس التحركات الأخيرة للنظام الصهيوني في سورية أن إسرائيل تشعر بالارتياح الشديد لرؤية سورية تتحول من دولة عدوة إلى دولة ضعيفة ومتفككة. في الواقع تسعى إسرائيل إلى تحويل سورية إلى ساحة للاشتباكات الداخلية بدلاً من أن تكون ميداناً للمواجهة مع "إسرائيل". وتظهر جميع تقارير الصحافة الإسرائيلية أن هذا النظام يراهن بشكل كبير على تفكيك سورية وتحويلها إلى دولة ضعيفة ومتفككة  بهدف تغيير جذري في خريطة سورية الجغرافية والسياسية.


مرضية شريفي


1- https://www.khabaronline.ir/news/1997698
2- https://kayhan.ir/fa/news/301640
3- https://fa.alalam.ir/news/7097253