زيادة عدد المهاجرين الصينيين يشكل تحديداً خطيراً للولايات المتحدة

لطالما كانت قضية المهاجرين غير الشرعيين أحد التحديات الرئيسية في نظام الحكومة الأمريكية وهي مهمة جدا لدرجة أن المرشحين للرئاسة في البلاد ينبغي عليهم أن يعبروا عن مواقفهم ضدها لتقديم طروحاتهم وسياساتهم المستقبلية وسياسات حزبهم الذي يتبعون إليه بما يخص هذه القضية الصعبة ويقدموها للرأي العام لكي يفوزا في الانتخابات. 

يونيو 15, 2024 - 08:13
زيادة عدد المهاجرين الصينيين يشكل تحديداً خطيراً للولايات المتحدة
زيادة عدد المهاجرين الصينيين يشكل تحديداً خطيراً للولايات المتحدة

لطالما كانت قضية المهاجرين غير الشرعيين أحد التحديات الرئيسية في نظام الحكومة الأمريكية وهي مهمة جدا لدرجة أن المرشحين للرئاسة في البلاد ينبغي عليهم أن يعبروا عن مواقفهم ضدها لتقديم طروحاتهم وسياساتهم المستقبلية وسياسات حزبهم الذي يتبعون إليه بما يخص هذه القضية الصعبة ويقدموها للرأي العام لكي يفوزا في الانتخابات. 

لماذا تعتبر قضية الهجرة أحد تحديات الحملات الانتخابات؟

منذ عام 1960 ، كانت الولايات المتحدة واحدة من أهم الوجهات للمهاجرين الدوليين، وإذا تجاهلنا تاريخ الولايات المتحدة في الهجرات الأولية، فقد كان هناك دائما سؤال حول ما إذا كان وصول المهاجرين إليها في مصلحة هذا البلد أو يعتبر تحديا خطيرا للبلاد. إن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تجعل الأمر أكثر سخونة وأهمية  عند الرأي العام. الآنه أصبح يرتبط أكثر من أي وقت مضى بالمشكلات المتعلقة حول الهجرة وقضاياها مثل الاقتصاد والمنافسة العالمية والأمن الداخلي ودور البلاد في حماية المعتقدات الإنسانية.  [1]

عدد كبير من المهاجرين الصينيين في الولايات المتحدة

على الرغم من أن طرفي الحدود الجنوبية واضحة ومعروفة، إلا أن تدفق المهاجرين فيه تنوع في العرق والجنسية، وهذا الأمر أصبح مصدر قلق وخطر لدى المسؤولين الأمريكيين. وبعبارة أخرى فإن وصول المهاجرين من أصول اللاتينية من الحدود الجنوبية له ما يبرره بسبب القرب الجغرافي ، كما أن ولايات تكساس وكاليفورنيا وفلوريدا فيها عدد كبير من السكان من أصل إسباني والحصة الأكبر من الدخول والاستيطان والاختلاط الثقافي للمجتمع الأبيض هو مع ذوي الأصول الأسبانية. لكن ما فاجأ المراقبين والمحللين وجذب انتباه المسؤولين الأمنيين في البلاد هو قضية الهجرة الصينية غير الشرعية إلى الولايات المتحدة ، والتي هي أيضا في سياق التحديات والتوترات التي كانت موجودة في العلاقات بين البلدين وتتزايد باستمرار.  [2]

كما تظهر بيانات من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية ، فإن عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود الأمريكية بدون الوثائق اللازمة ولديهم جواز سفر من الصين قد تضاعف في السنوات الأخيرة، وتم اعتقال عدد من المهاجرين الصينيين يقارب  60,000 مهاجر بسبب عبورهم الحدود بشكل غير قانوني في الأشهر 14الماضية، وربع هؤلاء هم في ولاية كاليفورنيا. في المقابل بحسب البيانات الواردة فقد أصدرت الولايات المتحدة بشكل منفصل فقط 246 ألف تأشيرة هجرة للمواطنين الصينيين خلال هذه الفترة. و واجه نظام التأشيرات الأمريكية تأخيرات طويلة منذ تفشي فيروس كورونا و قد استبدلته بطريقة شبه مخفية يتم الإعلان عنها في وسائل التواصل الاجتماعي.  [3]

تبعات هجرة الصينيين على الولايات المتحدة

تعمل الولايات المتحدة على مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية منذ سنوات طويلة، لكن قضية المهاجرين الصينيين تختلف إلى حد ما عن غيرها اعتمادا على العلاقات بين البلدين، والولايات المتحدة لديها وجهة نظر اقتصادية وأمنية لهؤلاء المهاجرين. ومن حيث البعد الاقتصادي أدى وجود المهاجرين غير الشرعيين إلى زيادة معدل البطالة وانخفاض حاد في أجور العمال الأمريكيين، حيث أن معظم المهاجرين الصينيين قد جهزوا أنفسهم بالتكنولوجيا والخبرة لسوق العمل الأمريكي، مما تسبب في فقدان فرص العمل للأمريكيين، على الرغم من أن مكتب ميزانية الكونغرس الأمريكي أعلن مؤخرا أن تصريح العمل الذي قدمته وزارة الأمن الداخلي للمهاجرين غير الشرعيين في البلاد تسبب في طفرة اقتصادية غير متوقعة ومنع الركود في الولايات المتحدة. ومن حيث البعد الأمني هناك مخاوف من الحركات الإرهابية والمافيا والعصابات، وكذلك تأثير عملاء الحكومة الصينية على البعض من هؤلاء المهاجرين، وهذا يشكل مصدر قلق وخطر للغاية لرجال الدولة الأمريكيين.  [4]

قضية المهاجرين والمواجهة الحادة بين بايدن وترامب

 بالنظر إلى الانقسام الديمقراطي والجمهوري في آرائهم حول سياسة الهجرة ، يبدو أن القضية ستظهر في الأشهر المقبلة كأحد مشاهد المواجهة الجادة بين بايدن وترامب في الحملة والمناقشات الانتخابية على الرغم من أن كلا المرشحين ينظرون إليها أيضا على أنها أحد المكونات المهمة لسلة الاقتراع الخاصة بهم، سواء كان ذلك من أجل زيادة أصواتهم أو لتقليل أصوات الخصم والتاثير عليه!

مرضیه شریفی


[1] https://www.iribnews.ir/fa/news/2182295

[2] http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/2025969

[3] https://tejaratnews.com/

[4] http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/2025969