زعزعة استقرار إيران

تعد راسك إحدى مدن محافظة سيستان وبلوشستان التي شهدت عدة حوادث إرهابية خلال الأشهر الماضية.

ابريل 7, 2024 - 07:06
زعزعة استقرار إيران
زعزعة استقرار إيران

تعد راسك إحدى مدن محافظة سيستان وبلوشستان التي شهدت عدة حوادث إرهابية خلال الأشهر الماضية.(1)

إن تزامن حادثة الأيام الماضية في راسك مع هجوم الكيان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في سورية يظهر الأبعاد المعقدة للحادثة الإرهابية في هذه المدينة، وعلى اثر الحادث استشهد عدد من عناصر الأمن الإيراني في الهجوم الذي نفذته جماعة جيش العدل الإرهابية في راسك، والذي خطط له باستخدام عدد كبير من المهاجمين في 5 أماكن بمدينة راسك. وتعد منطقة سيستان وبلوشستان، بحدودها الشاسعة مع باكستان وأفغانستان إحدى النقاط الأمنية الساخنة في إيران، حيث وقعت العديد من الحوادث في السنوات القليلة الماضية. وهناك بعض النقاط في هذا الحادث الإرهابي لا يمكن تحليلها إلا من الناحية الأمنية وينبغي النظر إليها بشكل أشمل؛

شراء الوقت من قبل النظام الصهيوني، بهجماته الأخيرة على محور المقاومة في الأشهر الماضية، انتهك النظام خطوطًا حمراء بالغة في الأهمية (2)، والخطوة الأخيرة لهذا النظام في مهاجمة القنصلية الإيرانية في سورية قد انتهكت بطريقة أو بأخرى الخطوط الحمراء الدولية. وقد توصلت الحكومة الإيرانية في خلاصتها النهائية إلى أنه إذا لم يتم التعامل مع هذا النظام بقسوة، فإن محور الردع في المقاومة سيواجه مخاطر كبيرة. أثناء التخطيط للرد الإيراني على النظام الصهيوني، أدى هجوم الجماعة الإرهابية على راسك إلى عدم تركيز القوات العسكرية الإيرانية، وكان هذا الوقت هو أفضل وقت للكيان الصهيوني لزيادة استعداده للرد العسكري الإيراني، وهذا هو الوقت الذهبي الذي دفع الإرهابيون المحليون الذين يقدمون الخدمات الغربية للنظام إيران إلى التحرك نحو خطة جديدة للرد على النظام الصهيوني.

إنعدام الأمن لدى محاور النقل الإيرانية، أحد الأمور التي حاولت الجماعات الإرهابية تحريكها في الأشهر الماضية هو جعل مشروع ميناء تجابهار خارج الخدمة، وجربوا حظهم بالهجمات الأمنية على راسك، إن هدف المحور الغربي من قطع ممر المواصلات الدولي هو إيران، ومن أجل تحقيق هذا الهدف عليها أولاً تدمير الأمن في هذه المنطقة، وهو ما ورد بوضوح في بيان الإرهابيين المستأجرين من جيش العدل.(3) وبهذه الخطة فإن رأس المال الذي كان من المفترض أن يتدفق إلى إيران عن طريق المحور الشرقي يواجه خطراً، وتواجه المشاريع الشرقية المشتركة في إيران هالة من الإبهام بسبب الأعمال الغربية غير الآمنة. في هذه الحالة سيتعامل شركاء إيران الدوليون مع هذا البلد بحذر، وهذا سيرافق انفعال إيران من شركائها.

باكستان، في تحليلات الهجمات الإرهابية في منطقة سيستان، تم إيلاء اهتمام أقل لدور باكستان، وفي هذا السياق، تريد الأجهزة الأمنية الغربية ذات التخطيط المعقد أن يصل الوضع لبرودة العلاقات بين البلدين إيران وباكستان(4) و من خلال تكتيك تحريض الجماعات الإرهابية الموجودة على حدود البلدين، فإنهم يراقبون باستخدام قدراتهم لمهاجمة مصالح طهران وإسلام آباد، وبهذا الإجراء، يبدأ الشك الأمني بين الدولتين في بعضهما البعض ويدخل في تخريب العلاقات الجيدة القائمة بينهما وتميل إلى البرودة، أخيراً، المحور الغربي يريد من خلال كبح جماح دولتي باكستان وإيران، إن يضعف قدرات هذين المحورين في الشرق.

وإجمالاً، لا بد من القول إن المخطط الخطير الذي أعده المحور الغربي لإيران خلال الأشهر الماضية له أبعاد مهمة، وهو أمر خطير على مستقبل محور المقاومة. إن انعدام الأمن في شرق إيران، المعرض لتكاثر الجماعات الإرهابية بسبب وضعه الاقتصادي السيئ، يمكن أن يقوض جهود إيران التوسعية لتصبح دولة قوية. ومن خلال تفعيل خطة محاور نقل مهمة في شرق البلاد، وخاصة مشروع ميناء تجابهار ، الذي يمكن أن يسهل وصول الصين والهند إلى القارة الأوروبية، تريد الحكومة الإيرانية جذب الاستثمار الاقتصادي من قبل شركائها الدوليين، وبالتالي يمكنها تطوير مناطقها الشرقية، كما سيجني المحور الشرقي فوائد مالية كبيرة من هذا الممر.

 امیرعلی یگانه

 

1. https://www.dawn.com/news/1825784

2. https://www.cnn.com/2024/04/02/middleeast/iran-response-israel-damascus-consulate-attack-intl-hnk/index.html

3. https://iranwire.com/fa/news-1/126987-%D8%A8%DB%8C%D8%A7%D9%86%DB%8C%D9%87%DB%8C-%D8%AA%D9%81%D8%B5%DB%8C%D9%84%DB%8C-%D8%AC%DB%8C%D8%B4%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D8%AF%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%DA%86%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D8%A7%D8%B3%DA%A9-%D9%88-%D8%B3%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%B2/

4. https://www.reuters.com/world/biden-says-iran-pakistan-clash-shows-iran-is-not-well-liked-region-2024-01-18/